تعريف المد العارض للسكون
ما هو تعريف المد العارض للسكون؟ وما أسباب تسميته بهذا الاسم؟ إن تلاوة القرآن الكريم من أعظم العبادات التي يتعبدها المسلم في حياته فهي من الأمور المفروضة أن يتلوها بقراءته الصحيحة بالتجويد، لذا فدراسة علم التجويد أمر ضروري وليس بالهين، ومن أحكام علم التجويد الهامة هو المد العارض للسكون، والذي سوف نتعرف عليه من خلال منصة وميض.
تعريف المد العارض للسكون
قبل أن ننتقل إلى سرد تعريف المد العارض للسكون يجب علينا أن نعرف أولا ما هو المد؟ فإن كلمة المد في اللغة تعني الزيادة، بينما في الاصطلاح تعني هي إطالة الصوت في أحد حروف المد الثلاثة الألف أو الواو أو الياء وذلك إذا تواجد حرف همزة أو سكون.
إن تعريف المد العارض للسكون يتلخص في أنه هو المد الذي يأتي السكون بعد حروفه، أي أن السكون قد أتي بعد حرف المد في الكلمة واعترضه من مد طبيعي إلى مد عارض للسكون.
اقرأ أيضًا: نوع المد في كلمة حمٓ
أسباب تسمية المد العارض للسكون بهذا الاسم
لقد أطلق عليه هذا الاسم لوجود السكون العارض للقارئ أثناء القراءة بسبب وقوف القارئ على الكلمة سواء بسبب انتهاء الآية أو وجود حكم وقف أو انقطاع نفس القارئ ووقفه عند تلك الكلمة، قد يكون ذلك السكون إما أصليًا في الكلمة سواء وقف القارئ على تلك الكلمة أو وصلها بما بعدها؛ أي أن السكون موجود في كلا حالتي الوقف والوصل.
الحالة الأخرى أن يكون السكون عارضًا وهو يحدث عندما يكون آخر حرف في الكلمة متحركا لكنه تم تسكينه بسبب أن القارئ قد وقف عليه فلذلك أطلق عليه السكون العارض بسبب تعرض الكلمة للوقف عليها، ومن قواعد لغتنا العربية أننا لا نبدأ بساكن ولا نقف على متحرك.
أقسام المد العارض للسكون
للمد العارض للسكون عدة حالات وأقسام سوف نذكرها خلال الأسطر التالية:
1- القسم الأول
المد العارض للسكون المطلق، في حالة وصل المد الطبيعي، فعند وصل الكلمة يكون المد طبيعي (مقداره حركتين) أما في حالة الوقف على الكلمة فهناك خيارين للقارئ إما أن يقصر بحركتين أو يتوسط بأربع حركات أو يشبع بست حركات.
اقرأ أيضًا: نوع المد في قوله تعالى نستعين
2- القسم الثاني
المد الواجب المتصل العارض للسكون ويحدث عند اجتماع مدًان هما:
- المد الأول هو المد الواجب المتصل بسبب وجود همزة قطع في نهاية الكلمة بعد حرف المد مباشرة سواء تم وصلها من القارئ بما جاء بعدها أو وقف عليها.
- المد الثاني هو المد العارض للسكون عند الوقوف على الكلمة، فيمدها القارئ بأربع أو خمس حركات وجوبا ويمدها جوازا ست حركات بسبب المد العارض للسكون.
- المد البدل العارض للسكون وهو يحدث عندما تأتي همزة قبل حرف المد فيسمي مد بدل ويكون حرف المد كذلك بعده ويقرئ أيضًا بالقصر حركتين أو التوسط بأربع حركات أو الإشباع بست حركات.
- المد اللين العارض للسكون يحدث عندما يأتي حرف لين قبل حرف المد الطبيعي ويجوز أيضًا للقارئ فيها القصر والتوسط والإشباع.
قد قال الإمام الجنزوري في متن تحفة التجويد عن أقسام المد العارض للسكون:
«والمد أصلي وفرعي له وسم أولًا طبيعيًا وهو، ما لا توقف له على سبب ولا بدونه الحروف تجتلب، بل أي حرف غير همز أو سكون جاء بعد مد فالطبيعي يكون، والآخر الفرعي موقوف على سبب كهمزٍ أو سكون مسجلًا، حروفه ثلاثة فعيها من لفظ وأي هي في نوحيها، والكسر قبل الياء وقبل الواو ضمٌ شرطٌ وفتح قبل ألف يلتزم، واللين منها الياء وواو سكنا إن انفتاح قبل كل أعلنا».
مقدار المد العارض للسكون
للقارئ في ذلك الخيار فالمد العارض للسكون له ثلاثة أوجه في القراءة هم:
- القصر حيث يمد الحرف حركتين فقط مثل المد الطبيعي.
- التوسط حيث يمد القارئ المد لأربع حركات.
- الإشباع هو أن يتم مد الحرف إلى ست حركات.
للقارئ حرية الاختيار بين الثلاثة بشرط ألا يتنقل بينهم في القراءة ويستمر على وضع واحد طوال قراءته، فمثلا إذا اختار التوسط فليكمل فيه خلال قراءته وكذلك إذا اختار التوسط والإشباع.
اقرأ أيضًا: كلمات مد بالألف والواو والياء
أمثلة القرآن على تعريف المد العارض للسكون
تعددت أمثلة القرآن الكريم على هذا المد فقد لا تخلو منه آية في كتاب الله، حيث قال الله ـ تعالي – في كتابه العزيز في سورة الفاتحة: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ): فالوقف على كلمة “الدين” فيه مد عارض للسكون في حرف الياء، ولو لم يقف القارئ على هذه الكلمة ووصلها بما بعدها ألغي المد العارض للسكون.
بالإضافة إلى قوله -تعالى- أيضًا في سورة البقرة: (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ): فالوقف على كلمة “ينفقون” فيه مد عارض للسكون في حرف الواو، ولو لم يقف القارئ على هذه الكلمة ووصلها بما بعدها ألغي المد العارض للسكون.
كما أن قوله -تعالى- في سورة الحج: (لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ): فالوقف على كلمة “الأنهار” فيه مد عارض للسكون في حرف الألف، ولو لم يقف القارئ على هذه الكلمة ووصلها بما بعدها ألغي المد العارض للسكون.
إلى جانب قوله -تعالى- في سورة البقرة: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ): فالوقف على كلمة “السماء” فيه مد عارض للسكون في حرف الألف، ولو لم يقف القارئ على هذه الكلمة ووصلها بما بعدها ألغي المد العارض للسكون، ومما يلاحظ أن هذا المد جاء بعده همزة قطع مما يعني وجود مد آخر يشترك مع المد العارض وهو المد الواجب المتصل، والتي تحدثنا عنها في أقسام المد العارض للسكون.
قوله -تعالى- في سورة ص: (وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ): فالوقف على كلمة “مآب” فيه مد عارض للسكون في حرف الألف، ولو لم يقف القارئ على هذه الكلمة ووصلها بما بعدها الغي المد العارض للسكون، ومما يلاحظ أن هذا المد جاء قبله همزة قطع مما يعني وجود مد آخر يشترك مع المد العارض وهو مد البدل، والذي قمنا بذكره سالفا في أقسام المد العارض للسكون.
إن تلاوة القرآن بالشكل الصحيح ودراسة علم التجويد ليس بالأمر الهين ومن الواجب على كل مسلم تعلمها حتى يستطيع تلاوة القرآن بالوجه الذي يرضي الله عنه.