إن الرسول لنور يستضاء به
إن الرسول لنور يستضاء به هي واحدة من العبارات في مدح الرسول، فقد كثر مدح النبي صلى الله عليه وسلم من قبل الشعراء، وذلك لما اشتهر به من الأخلاق الحسنة والصفات الحميدة، فكان هذا ينعكس بشكل كبير على التعامل مع الآخرين والأهل وحتى الأعداء، لذلك سنستفيض في ذلك الموضوع من خلال منصة وميض.
إن الرسول لنور يستضاء به
لقد اتصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالعديد من الصفات الحسنة، التي يجب على كل مسلم أن يقتضي بها، فهذه الصفات انعكست على سلوكه الشخصي وتعامله مع الآخرين ومع أهل داره حتى مع الأعداء، وجاء ذلك في كتاب الله عز وجل في قوله: “إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ“.
حيث اشتهر الرسول بمكارم الأخلاق، فتم وصفه في العديد من شعر الشعراء العظام، كما هو في قول “إن الرسول لنور يستضاء به“، وكان هذا واحد من كتابات الشاعر المخضرم كعب بن زهير بن أبي سلمى، فبالإضافة إلى كونه شاعر عظيم فهو صحابي جليل.
اقرأ أيضًا: متى ولد الرسول صلى الله عليه وسلم ومتى توفي
قصيدة كعب بن زهير في مدح رسول الله
في البداية قام كعب بن زهير بالدخول في الإسلام في الخفية، لكن بعد ذلك مدح الرسول في القصيدة المشهورة التي إحدى عباراتها إن الرسول لنور يستضاء به، وهذه القصيدة اسماها بانت سعاد، وهي كالتالي:
“إِنَّ الرَسولَ لَنورٌ يُستَضاءُ بِهِ
مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم
بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ
عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ
شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ
مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ
بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ
كَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُ
يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم
ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ
لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ
قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا
لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِمُ
ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ”
شرح قصيدة كعب بن زهير
يمكن أن يتم تقسيم القصيدة إلى أربعة أجزاء، فهذا يعتبر الجزء الأخير، بداية من البيت 50 إلى آخرها، ففي البداية بدأ الشاعر بمدح النبي على أنه النور الذي يهتدي به هو وكل مسلم، وهو سيف من السيوف التي تحقق الحق والعدالة من الأعداء.
ثم بعد ذلك يتم الاستشهاد بحدث مهم في حياة النبي وموجود في السيرة النبوية وهو الهجرة، فبالإضافة إلى ذلك أضاف كعب أن كل من قاموا بالهجرة مع النبي هو أقوياء، ويتمتعون بقدر كبير من الشجاعة.
كما أن اللباس الذي تم ارتدائه في الحرب هو لباس محكم الصنع، وكانوا يحاربون بكل شجاعة وهمه، وكان الغرض الأساس من كل هذا أن الشاعر كان يريد أن يظهر ندمه على عدم الانضمام لهم في ذلك الوقت، كما كانت هذه القصيدة بمثابة إعلان التوبة.
اقرأ أيضًا: اقوال الرسول عن الظلم
مناسبة قصيدة بانت سعاد
يعتبر كعب بن زهير بن أبي سلمى واحد من الشعراء المخضرمين في وقت انتشار الإسلام، فهو ينتمي إلى عائلة تهتم بالشعر بشكل كبير، حيث كان كل من أبوه وأخوه وجده وعمتاه وخال واحدة وأبناء عمته من كبار الشعراء لهم شأن كبير في القبيلة.
ففي البداية دخل كعب بن زهير في الإسلام خفية، لكن بعد ذلك أعلن دخوله في الإسلام، فبالإضافة إلى أنه كان واحد من الشعراء في عصر الجاهلية، إلا أنه عصر الإسلام، فلذلك يطلق عليه البعض بشاعر العصرين، فقد تعلم أصول الشعر وأحكامه من والده، لقب هذا الشعر باسم أبي المضرب.
تعتبر القصيدة الخاصة بمدح الرسول واحدة من القصائد التي تعد واحد من المراجع المستخدمة في المدح والأمثال، لما لها من فخامة في الألفاظ، فقد أطلق على هذه القصيدة البردة، وذلك لأن الرسول أعجب بها بشكل كبير فقام بخلع بردته وإعطائها لكعب بعد سماعها.
قام كعب بن زهير بكتابة هذه القصيدة عندما أرسل له أخوه أن الرسول قد أهدر دمه هو رجال هجوه وآذوه، وأن من تبقى من شعراء قريش قد هموا بالفرار، ونصحه أخوه أن عليه أن يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يعلن توبته فإن الرسول لا يقتل من يذهب له تائبًا، فقام كعب بالتخفي والتوجه إلى الرسول، وأخبره أنه أتي له تائب، ووقف أمام الرسول يلقي القصيدة معتذرًا.
اقرأ أيضًا: خاتمة عن الرسول
أسلوب كعب في القصيدة
تميز شعره بالعديد من المميزات التي تميزه عن الأخرين من الشعراء في الجاهلية، حيث كان يحمل المعنى القوي، والجزالة في اللفظ، بالإضافة إلى القدرة الكبيرة على المدح، فكان الصحابي الجليل كعب بن زهير، له واحدة من قصائد المدح للنبي محمد التي تشمل على إن الرسول لنور يستضاء به.
بعد أن تم التعرف على القصيدة التي تم إلقاءها كعب معتذرًا للنبي، وذلك من خلال مدحه، فيتم الملاحظة أن له نهج معين في القصيدة، وهو كالتالي:
- استخدام الإقناع العقلي، لأن ذلك يساعد على نفي التهمة، فبالتالي كان هذا أحد الأسباب في تقليل الصور الخيالية.
- استخدام العديد من وسائل التوكيد، وذلك للعمل على تقوية المعاني.
- الثبات على النغمة الموسيقية الثانية.
- جعل الشاعر القصيدة شاملة للطبيعة العربية المميزة.
- حاول كعب استخدام الدلالات العميقة، التي تساعد على تحريك عواطف السامع لها.
- قام بتقسيم القصيدة إلى عدد من اللوحات، تنتهي بالغرض الرئيسي منها.
إن الرسول لنور يستضاء به هي واحدة من قصائد المدح التي تعتبر الآن مرجع لفخامة ألفاظها، فقد تمت كتابتها على يد كعب بن زهير.