استراتيجيات التدريس الحديثة
ما هي استراتيجيات التدريس الحديثة؟ وكيف يمكن تطبيقها؟ إن كلمة الاستراتيجية جاءت من أصل مصطلح عسكري له معنى استخدام الوسائل المختلفة بأسلوب منظم للوصول إلى الهدف، وهو إطار يُحدد أسلوب العمل وإطاره، ثم أخذ مصطلح “الاستراتيجية” يتطور حتى أصبح يُستخدم الآن في المجالات المختلفة في العمل والحياة، فهو يستخدم في مجال التعليم لتوضيح الوسائل المختلفة للتدريس وإيصال المعلومة وتحقيق الأهداف المطلوب تحقيقها، هذا ما نتطرق إليه من خلال منصة وميض.
استراتيجيات التدريس الحديثة
تقوم عملية التدريس الحديثة على جعل الطالب هو المحور الأساسي للعملية التعليمية بمساعدة المعلمين وتوجيههم، ولا يعني الحرص على تطبيق استراتيجيات التدريس الحديثة أن نستغني عن طرق التدريس القديمة والاستراتيجيات التقليدية، لأن الاستراتيجيات الحديثة للتدريس ما هي إلا تطوير للطرق القديمة واقتباس منها.
إنما يتم تقديم كل الطرق والأساليب المختلفة بين أيدي المعلم ليختار أن يوظف كل منهم كما يشاء بحسب المادة الدراسية والموضوع الذي يتم شرحه مع وضع حالة الطالب وقدراته في الحُسبان.. فمهما كان عدد الاستراتيجيات المُتاحة وأنواعها فإنه يجب على المُعلم الحرص على التخطيط للحصة الدراسية والعمل على التحفيز المستمر للطلاب وتشجيعهم بما يحبونه، بالإضافة إلى مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وقدراتهم التعليمية والاستيعاب دون تفضيل أحدهم على الآخر وفتح باب المشاركة لهم جميعًا.
إن عملية التدريس وإيصال المعلومة يمكن تنفيذها بالكثير من الوسائل المختلفة والتي تعتمد على تحفيز عقل الطالب ودفعه إلى استخدام الحواس المختلفة من أجل التعلم بطريقة صحيحة.. وسنشرح لكم هذه الاستراتيجيات المختلفة:
1- استراتيجية حل المشكلات
من أهم استراتيجيات التدريس الحديثة، وهي تقوم بالاعتماد على الطالب باعتباره العضو الأساسي في العملية التعليمية، فيتم تحفيزه وتفعيل دوره الأساسي وصنع الحافز بداخله من أجل التعليم واستخدام مهاراته ومعلوماته من أجل الحصول على المفاهيم الجديدة في التعليم وهدف الوصول للمعلومات المختلفة.
يمكن تنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال ربطها بعالمه الواقعي وتطبيق الأمور التي تحدث في الحياة حتى لا يشعر بالغرابة والاختلاف بين التدريس وحياته، ونبدأ بتعليم الطالب كيفية استخدام هذا الأسلوب الذي يحدث عن طريق:
- تحديد المشكلة وصياغتها.
- التحليل وهذا من خلال جمع المعلومات والبيانات المختلفة، ثم تحليل الأسباب والعوامل المقترح تسبُّبها في ذلك.
- اقتراح الحلول لحل المشكلة.
- تطبيق الحل.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات التعلم النشط الجديدة في اللغة العربية
2- التعلم معًا
تعتمد هذه الاستراتيجية للتدريس على الطالب نفسه، حيث يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات ويعمل الطلاب في كل مجموعة على مساعدة أنفسهم في شرح الدروس العلمية، فيعمل كل منهم على الفهم والشرح لبقية الطلاب أصدقائه، لتنمو لديهم فكرة التعليم الذاتي، لينمو لديهم معرفة التعليم الذاتي والتعاون الإيجابي بينهم بهدف أن تعم الفائدة عليهم جميعًا.
تبدأ هذه الاستراتيجية من المعلم إلى أن تصل إلى الطالب المتعلم، ويقوم المعلم بضبط الوقت والهدف المطلوب في العملية التعليمية كلها ومساعدة الطلاب على تحقيق ذلك والتدريب المستمر.
3- العصف الذهني
يمكن تطبيق هذه الاستراتيجية عن طريق دفع الطالب إلى التفكير الحر وتطبيق كل خبراته ومعلوماته السابقة، فيبدأ المعلم في هذه المرحلة بطرح المشكلة، ثم ترك المساحة الكافية للطلاب ليقوموا بالتفكير وتقديم اقتراحاتهم وآرائهم حول المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة للتعامل معها.
حيث إن استراتيجية العصف الذهني تسمح لكل الطلاب الموجودين بالاشتراك في إيجاد الحلول والتعبير عنها بكل حرية أمام الصف بأكمله مما يشجع كل الطلاب على الإدلاء بآرائهم والاستماع إلى الأفكار المختلفة والجديدة من أصدقائهم بالوسع.
فتتوسع الآفاق لديهم ويكتشف المعلم الإبداعات المختلفة لهم.. وبعد ذلك يُجمع المعلم كل آرائهم ويقوم بالنقاش معهم عن كل منهم على حدا لبيان جوانبها المختلفة ليستفيد جميع الطلبة ثم يتعاون الجميع في اختيار الحل الأمثل وتطبيقه بعد موافقتهم.
4- استراتيجية القصص والحكايات
إن استراتيجية القصص تعتمد على المعلم بصورة كاملة، فلا يمكن تنفيذها إلا من خلال المعلم الذي يمتلك مهارة أن يقُص الحكايات بأسلوب شيّق بحيث يجذب الطلاب إليه أثناء الشرح ويعمل على تحميسهم من أجل التركيز في الحصة الدراسية.
للمعلم حرية الاختيار بين أن يبدأ الحصة بالقصص المُمهدة لموضوع الدرس وفكرته حتى يخلق بداخلهم شغف معرفة التفاصيل والتركيز حتى نهاية الحصة، أو أن يكمل الحصة والموضوع كاملًا بهذه الطريقة، فهذا يعتمد على نوعية الدرس والمعلومات الموجودة بداخله وقدرة المعلم على تحويلها إلى قصة شيقة بدون الخروج عن المضمون الأساس للمعلومات، فإن هذه الطريقة غير قابلة للتنفيذ في كل الدروس والمواضيع.
5- التعلم التعاوني
تقوم هذه الاستراتيجية بتقسيم الطلاب إلى مجموعات بحيث يتراوح عدد كل مجموعة بين 4 إلى 6 طلاب، وإعطائهم مهمة معينة لإنجازها، ويقوم الطلاب بتقسيم هذه المهمة إلى أجزاء بعددهم ويشتركوا جميعًا في تنفيذ المهمة.
يحرص المعلم عند تنفيذ هذه الاستراتيجية من أن يجمع مجموعة من الطلاب الذين يختلفون في المهارات والقدرات المعرفية حتى يحدث تبادل للمعلومات والخبرات بينهم، ويساعد كل منهم الآخر ويستفيدوا من المهارات التي يمتلكها أصدقائهم، فيساعد هذا على تنمية صفة المسؤولية بداخلهم والاعتماد على ومهاراتهم الخاصة والتعليم الذاتي.
اقرأ أيضًا: الفرق بين التعليم والتدريس وطرق التعليم الحديثة
6- المناقشة والحوار
تعتبر من أهم استراتيجيات التدريس الحديثة التي يجب أن يتم تطبيقها في جميع الدروس والمناهج التعليمية، حيث يوجّه المعلم أسئلة في الأجزاء المختلفة من الدرس بحيث تكون صعوبة الأسئلة وصياغتها مناسبة لمرحلتهم العلمية وتثير فضول الطالب والتركيز لمعرفة الأجزاء المختلفة للدرس.
فيتحول الشرح النظري للدرس والذي قد يولّد الإحساس بالملل بداخل الطلاب ويدفعهم لعدم التركيز إلى شرح في شكل عرض سؤال يجذب انتباههم ثم الإجابة عنه باستراتيجية ناجحة لتحقيق الهدف المطلوب من الدرس.
7- التعلم بالتخيل
من أهم الاستراتيجيات التي يمكن أن يتم تطبيقها بين الطلاب لتوسيع مداركهم ومساعدتهم في اكتشاف الأفكار الجديدة المختلفة عن طريق فك القيود الموضوعة لهم والحدود في التعامل والأفكار، وهناك شروط يلزم توافرها من أجل تطبيق هذه الاستراتيجية في الفصل بشكل صحيح وهي:
- أن يكون الوقت كافيًا حتى يتم التخيل بشكل صحيح.
- توفير الهدوء والمكان المريج من أجل المساعدة على التخيل.
- حرص الطالب على التركيز على موضوع التخيل فقط وتفريغ عقله من أي أفكار أخرى.
- وجود تأثيرات صوتية تناسب الطلاب للتخيل.
- وجود قائد للطلاب خلال هذا الوقت من أجل تعليمهم القواعد الصحيحة للقيام بالاستراتيجية والاستفادة منها.
8- الخرائط المفاهيمية
هي استراتيجية لها فعالية كبيرة تساعد في تذكر المعلومات وفهم الدرس بشكل كبير، حيث تعتمد على عرض المعلومات في مخططات تربط الأجزاء المختلفة والمفاهيم المترابطة مع بعضها باستخدام الأسهم أو الخطوط، والأهداف المنتظرة من تطبيق استراتيجية الخرائط المفاهيمية هي:
- تبسيط المعلومة من خلال عرضها في شكل كلمات وصور.
- تسهيل حفظ المعلومات واسترجاعها من ذاكرة الطالب من خلال تنظيمها بطريقة المخططات في دماغه.
- تنمية مهارات الطلاب في معرفة وتطبيق طرق جديدة في ترتيب المعلومات لمذاكرتها.
- توضيح العلاقة بين المفاهيم والمواضيع المختلفة.
- مساعدة الطالب في استرجاع ما فهمه وحفظه في شكل منظم.
9- التدريس الاستقرائي
إن الاستقراء هو أن ينتقل العقل من التفكير بالحوادث الجزئية إلى الأحكام الكلية التي تنظم الحالات بمعنى الانتقال من الجزء بمعرفة التفاصيل والأحداث وعرضها إلى الكل بمناقشتها جميعها وفحصها وتحليلها للوصول إلى النتائج والأحكام العامة وصياغتها بشكل مناسب، ويقوم المعلم بتنظيم ذلك عن طريق عرض الأمثلة والحوادث الجزئية على اللوحة أو أي طريقة عرض أخرى ثم بدء المناقشة، وتوجد مميزات لهذه الاستراتيجية حيث:
- تعتبر تطبيق للتعليم النشط الذي يناسب استراتيجيات التدريس الحديثة.
- هي استراتيجية تناسب الطلاب في جميع المراحل العمرية ومنها المراحل الصغيرة.
- تناسب جميع القدرات التعليمية لأنها استراتيجية تنتقل من الجزء للكل ومن البسيط للمركب.
- تعليم الطلاب الطريقة الصحيحة للتفكير واكتشاف الحلول اعتمادًا على أنفسهم بهذه الطريقة السهلة.
اقرأ أيضًا: رؤية 2030 في التعليم ومراحل تنفيذها والأهداف الاستراتيجية لها
10- لعب الأدوار أو المحاكاة
يقوم المعلم بتجهيز قصة ومواقف تعليمية لها علاقة بالمحتوى الدراسي لهم، ويقسم أدوار الموقف على الطلاب بحيث يكون لكل طالب دور خاص به لتأديته، واستراتيجية المُحاكاة تساعد الطلاب لتنمية تفاعلهم مع الآخرين وقدرتهم على التعبير، ولها مميزات أخرى هي:
- تطوير قدرة الطلاب على التفكير والإبداع.
- توفير الفرصة والبيئة الملائمة لتطوير قدرة الطلاب على التعبير عن الذات.
- إضافة المرح واللعب إلى التعلم.
- جذب انتباه الطلاب إلى المحتوى التعليمي والاستفادة منه.
- اكتساب القيم المختلفة من القصة.
- تنمية روح التعاون بين الطلاب وفريق التمثيل الخاص بهم.
إن استراتيجيات التدريس الحديثة متنوعة وتعتمد على المعلم للاختيار بينها لتحديد المناسب للمنهج الدراسي ومحتوى الدرس لتحقيق أقصى استفادة للطلاب.