ما يكتب على شاهد القبر
ما يكتب على شاهد القبر؟ وهل يجوز الكتابة على شاهد القبر؟ فيرغب بعض الأشخاص في الكتابة على الشاهد الذي يوجد على قبر من يموت من أقاربهم ويعتبروا هذا نوع من أنواع تخليد الذكرى وعليه يبحثون عن الكلام المناسب في هذه الحالة، لذلك نعرض الموضوع بالتفصيل في منصة وميض.
ما يكتب على شاهد القبر
من أكثر ما يتجه له بعض الناس هو كتابة آيات قرآنية على شاهد القبر وقد أوضح علماء في الدين أن كتابة الآيات فوق القبر يمكن أن تسبب ضرر وأذى وامتهان، فمن الممكن أن يجعله هذا يتعرض للدهس أو الاتساخ من التربة وهذا ينطبق على الشاهد فوق القبر أو في جميع جوانب القبر، لأنه مع مرور الوقت تتراكم عليه الأتربة والمطر مما يزيل معالم ما كتب من الآيات الكريمة.
فمن يكتب الآيات على الشواهد من أجل بيعها فهو يعرض نفسه للذنب فالقرآن ينبغي أن يصان من كل شر يمكن أن يصيبه؛ لذلك من المتاح عند بعض الفقهاء أن ما يكتب عليه اسم العائلة والمتوفى وتاريخ ميلاده ووفاته حتى يقدر المارين على معرفة من الذي يخصه القبر إذا كان المدفن من المدافن العامة.
فهذا يسهل الوصول إلى مكان المتوفى وعدم ضياع القبر على مر السنوات، وأما البعض الآخر من الفقهاء فلا يرجحون كتابة أي شيء سوى اسم المتوفى دون قصد الفخر.
اقرأ أيضًا: ماذا تفعل عند زيارة القبور
حكم الكتابة على القبور
ما زلنا في موضوعنا ما يكتب على شاهد القبر ومن هنا نشير إلى أن العلماء كما ذكرنا اتجهوا إلى تحريم الكتابة ما عدا ما قلناه في الفقرة السابقة، وهذا اعتمادًا على مذهب المالكية، الشافعية والحنابلة وما قاله أبي يوسف ومحمد بن الحسن من مذهب الحَنفيَة.
الدلالة على قولهم هو حديث الرسول فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
“نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه” [صحيح مسلم].
في هذا إشارة واضحة أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعمل في إزالة كل ما جاء من الجاهلية الأولى، فقد نهى عن إضاعة المال والتفاخر بالقبور وهذا لا يليق في الإسلام، بل أن الدين هو الإيمان والقبر الذي يوجد به أشياء ثمينة أو كتابات منفردة لا تغير قيمة العبيد عند الله بل عمله الصالح في الدنيا هو من يجمل له قبره من الداخل ورحمة الله وحده هي التي تنجيه.
تفسير النهي هنا يعني أنه غير مسموح تقصيص القبور أي بنائها من الجص والجبس والعمل على طلائه والكتابة عليه بغرض التفاخر بالثراء أو مكانة ومنصب الشخص في الدنيا، ونهى عن الجلوس على القبر فلا يجب أن يستخف أحد بهذا فالمسلم يجب أن يحترم أخيه المتوفى.
كذلك تأكيدًا على عدم إجازة الجلوس على القبر هو ما رواه أبي هريرة أن النبي قال “لأَنْ يَجْلِسَ أحَدُكُمْ علَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيابَهُ، فَتَخْلُصَ إلى جِلْدِهِ، خَيْرٌ له مِن أنْ يَجْلِسَ علَى قَبْرٍ” [صحيح]، كما نهى الرسول عن عمل بناء حول القبر واتخاذ مسجدًا له لأسباب عديدة.
اقرأ أيضًا: حكم زيارة القبور للنساء
حكم كتابة الدعاء على شاهد القبر
ما زلنا نتحدث عما يكتب على شاهد القبر وفي هذه الفقرة نشير إلى حكم كتابة الدعاء على القبر أو لصق أوراق على الجدران بها أدعية من السنة أو الكتاب، فلقد نهى العلماء عن كتابة الأدعية المختلفة في أركان القبر أو عليه بل المسموح هو أن الحي يدعي للمتوفى بالرحمة وكل ما فيه صلاح له.
فعن عثمان بن عفان قال:
” كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، إذا فرغَ مِن دفنِ الميِّتِ وقفَ علَيهِ، فقالَ: استغفِروا لأخيكُم، وسَلوا لَهُ التَّثبيتَ، فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ” [صحيح أبي داود].
اقرأ أيضًا: زيارة القبور وهل يشعر بها الميت
أسباب عدم إجازة الكتابة على القبور
نشير في موضوعنا ما يكتب على شاهد القبر إلى أن السبب في عدم إجازة الكتابة على القبور هو:
- عدم المغالاة في حب الدنيا.
- البعد عن أفعال الجاهلية.
- تعزيز كلام الله واتباع السنة النبوية.
- العمل والسعي في الأعمال الصالحة لأنها هي الباقية وليس ما يوجد فوق القبر.
- احترام حرمة الميت.
الكتابة على شاهد القبر لا تمثل أي قيمة فعلية لمن توفى لأن حياته في الدنيا انتهت وأصبح في حياة أخرى، وهي حياة البرزخ الذي سنعيش بها جميعنا قبل أن ننتقل للآخرة، فعلينا ترك المظاهر والتركيز على العمل الصالح.