هل قول ما شاء الله يبطل العين
هل قول ما شاء الله يبطل العين؟ وما هو أفضل ذكر للوقاية من الحسد؟ من القضايا التي تشغل بال البعض هو كيفية الوقاية من شرور الحسد، وما الذي يمكن أن يدفع عنا الضرر الناجم عن العين سواء من النفس أو الغير، وقد بين لنا الله عز وجل في القرآن الوسيلة العلاجية بالفعل، ونتناول ذلك من خلال منصة وميض.
هل قول ما شاء الله يبطل العين
نجيب عن هذا السؤال مبدئيًا من خلال ما أفادت به دار الإفتاء المصرية، وذلك على لسان مفتي الجمهورية السابق “علي جمعة”، الذي أوضح أن مقولة “ما شاء الله” تعين النفس على تذكر أن ما يراه من النعم سواء ما يملكه أو لدى غيره إنما هو بمشيئة الله وإرادته.
بالتالي يمنع ذلك وقوع الحسد ويبطل العين بالفعل، وبذلك تكون الإجابة عن سؤال هل قول ما شاء الله يُبطل العين هي نعم بكُل تأكيد.
لكن تقترن قولة ما شاء مع ما يمتلكه الشخص وقوع حسد النفس، حيث ما ورد على لسان الصاحب لصاحبه في القرآن الكريم وقول الله الحكيم:
{وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا} [سورة البقرة: 39].
كما قد بيّن جمعة أن لتلك القولة الكثير من الفوائد العظيمة، ذلك لأنها تمنع وقوع القوة الشيطانية المتمثلة في الحسد، وبالتالي زوال الرغبة في نيل ما عند الغير أو تمني ضياعها من صاحبها.
ذلك لما فيها من تذكير بالله وتقديره للأرزاق وتقسيمه للنعم، مما يعينه على الرضا بقضاء الله وعدم السخط على نعم الآخرين أو النظر إليها وتمنيها، ولكن يجوز أن يسأل العبد ربه مما أعطى لغيره من حوله.
اقرأ أيضًا: متى يبطل سحر التفريق
أذكار الوقاية من الحسد
بصدد الإجابة عن هل قول ما شاء الله يبطل العين، نعرض بعض من الأذكار التي وردت في باب الوقاية من الحسد، والتي منها ما هو مأخوذ عن القرآن ومنها عن السنة النبوية، فمثلًا:
1- حديث الرسول عن الحسد
في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا رأى أحدُكم من نفسِه أو مالِه أو من أخيِه ما يُعجبُه فلْيدعُ له بالبركةِ، فإنَّ العينَ حقٌّ”.
الراوي: عامر بن ربيعة | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع
| خلاصة حكم المحدث: صحيح.
يدل هذا الحديث على أن الدعاء بالبركة يقي من وقوع الحسد، ويعين على إبطال العين بإذن الله، ويكون ذلك من خلال قول ما شاء الله تبارك الله، أو اللهم بارك، بارك الله لك.. إلى آخره من صيغ المباركة وذكر اسم الله على الأشياء التي تنال إعجاب النفس.
اقرأ أيضًا: آيات ابطال السحر المرشوش
2- أذكار وأدعية للحماية من الحسد
قول أذكار الصباح والمساء يقي من الوقوع في أي ضرر، وتحفظ المسلم من صباحه حتى مسائه، والعكس لما فيها من الدعاء والذكر من طلب حماية الله، والحفظ من كل مكروه وسوء ومن أهمها:
- آية الكرسي والمعوذتين تعدان من أكثر ما يقي العبد ويحفظ له ماله، وجسده، وأهله، وملكه كله.
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم (3 مرات).
- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق (3 مرات).
- (أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ / أمسينا وأمسى) المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه.
- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ.
- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي، وَمِن فَوْقـي، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي.
اقرأ أيضًا: علامات تعطيل الزواج بسبب العين
مفاهيم تعين على تجنب الحسد
إن الحسد من الشرور المكروه من كافة الجوانب، والمرء المسلم يكره أن يقع عليه الحسد كما يكره أن يكون المتسبب في إيقاع الحسد على غيره، وقد يكون هناك بعض ممن يخشون شر أنفسهم أو يعانون من النظر لما في يد الغير.
على إثر ذلك نجدهم يرغبون في وسيلة تعينهم على تجنب ذلك، ونتناول فيما يلي بعض النصائح التي تنأى بالعبد عن الوقوع في ذلك بإذن الله:
- يجب تذكير النفس بالله وأن الأرزاق والنعم التي في حياة الآخرين إنما هي بتقدير من الله العادل، والذي مؤكد أبدله بما يعادلها.
- إدراك نعم الله العبد وشكرها يعين على الرضا بالقضاء وعدم النظر للغير.
- الدعاء للنفس من الوقاية من أمراض القلب والنفس، والاستعانة بالله على ذلك.
- سماع العظة من علماء الدين واستشارة أهل الذكر في بعض المسائل المعينة على تحقيق ذلك.
- عدم السماح لوساوس الشيطان بالتأثير على نفس المسلم، والتي توغر النفس، والاستعاذة بالله منها.
- سؤال الله من فضله وطلب ما يتمناه العبد من الله، والسعي للحصول عليه.
- اليقين بأن الله لا يظلمك كما يلزم حسن الظن بالله لأن الله يكون عند ظن العبد به.
- كثرة ذكر الله على اللسان تعين القلب والنفس دون أن يدرك المرء على وقاية النفس والقلب من الإصابة بأي من أمراضها.
- التزام قول ما شاء الله لا قوة إلا بالله، والتبرك للآخرين.
- العلم بأنك تملك أشياء قد يكون حرم منها صاحب النعمة التي ترغب فيها.
سؤالنا حول هل قول ما شاء الله يبطل العين يدفعنا إلى مراجعة موقف الدين من الحسد والاطلاع على الوسائل التي أشار إليها القرآن الكريم والسنة النبوية للوقاية من تلك الشرور، ويمكن الاطلاع على المزيد من خلال البحث عن هذا الباب، فمعرفة أبوابه تقينا شره، وتجعلنا نبتعد عن الحسد.