وسواس أني أصيب الناس بالعين
وسواس أني أصيب الناس بالعين أو ما قد يسميه البعض بالحسد اللاإرادي له أسباب وعلاج، وله صورٌ قد لا يعرفها من أُصيب به، ويخفى عليه ماذا يفعل عند رؤية نعمةٍ جميلة أنعم الله بها على غيره، لذا سنتحدث في هذا الصدد عبر منصة وميض.
وسواس أني أصيب الناس بالعين
الحاسد الذي يتمنى زوال نعمة غيره يعلم يقينًا أنه يحسده لأنه يقصد ذلك، لكن مِن الناس مَن يتمنى زوال نعمة غيره دون أن يقصد، “أو يظن أنه لا يقصد”، بل وربما يكون ما يظنه مجرد ظنٍ لا اعتقادٌ جازمٌ ويقينٌي، فإن زاد هذا الظن والشك فهو وسواس، أي يتصور في ذهنه أشياءَ لا حقيقة لها.
فتكرر توهم هذه الصور الخيالية والأفكار تضايق الإنسان حتى يصير مريضًا بها، ومن الوسواس أن يظن أنه يحسد غيره دائمًا والحقيقة أنه لا يحسده، فقد يكون فرحًا بالنعمة فقط، أو يرجو من الله أن يرزقه مثلها.
اقرأ أيضًا: كيف تخرج العين والحسد من الجسد
أسباب وسواس الحسد
إكمالًا لعرض مقالنا وسواس أني أصيب الناس بالعين نتطرق إلى نقطة هامة فلكل مرض أو مشكلة سببٌ، معرفته وفهمه أول خطوةٍ لعلاجه، ووسواس إصابة الناس بالعين له أسباب، وهي:
1- الفراغ وغياب الهدف
الفراغ وغياب الطموح والهدف مرض يسبب مشكلاتٍ كثيرة منها الوساوس عامةً، فيبدأ الموسوس بالتفكير في أشياء لا معنًى لها ولا حقيقة بل محض خيال، ولو كان يشغل نفسه بعملٍ أو علمٍ نافع لَما وجد وقتًا للتفكير فيما لا ينفع.
2- إطلاق البصر
فينصح العقلاء بأن يوجه الإنسان نظرَه أثناء مشيه بطريقه فقط، بل عَدُّوا من يلتفت يمنةً ويسرةً بكثرةٍ أحمقَ؛ لأنه لا يهتم بطريقه وأمره وينظر إلى كل شيءٍ حوله، فبالتالي هذا النظر يُشغل فكره، ومن المقطوع به أن يرى أشياء لا يملكها، فحينئذٍ يتوهم تمني زوالها عن صاحبها.
3- نسيان المنعِم وهو الله
فكل النعم التي نستمتع بها ليل نهارٍ لم نأخذها بقوتنا وذكائنا واجتهادنا بل كلها أسبابٌ فقط، أما واهبها وخالقها هو الله وحدَه، فإن فكَّر من يقول إن بي وسواسُ أني أصيب الناس بالعين في هذا وأن النعم تدل على خلق الله وقدرته، فلن يفكر أنه محرومٌ منها، فيذهب عنه الوسواس.
اقرأ أيضًا: كيف أحمي نفسي من العين
علاج وَهْمِ حسد الناس
إن الظنَّ بأن الشخص الذي يظن أنه يحسد نفسه فإليك النقاط التالية لكي يتمكن من إبعاد تلك الأفكار عن عقله:
1- الاستعاذة من الشيطان
إكمالًا لتوضيح ماهية وسواس أني أصيب الناس بالعين، فيرجى العلم أن الشيطان يجتهد أشد الاجتهاد في نشر الحسد بين الناس، وهو أول حاسدٍ في التاريخ بحسده لآدم عليه السلام، إذ قال إنه خيرٌ منه، وأبى السجود له لتحيته.
فطرده الله من الجنة، فعزم على إغواء الناس وضلالهم، ولأنه يريد نشر أخطر الأمراض وهو الحسد فيفعل كل ما بوسعه لوسوسة الناس بأنهم يحسدون غيرهم، وصيغة الاستعاذة هي “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم“، ومعناها أنه يطلب من ربه إبعاد الشيطان ووساوسه وأفكاره عنه.
2- الدعاء بالبركة
إن البركة معناها الزيادة في الخير وثباته، فالمتوهِّمُ حسدَه الناسَ إن قال: “اللهم بارك له وعليه“، وقال: “ما شاء الله لا قوة إلا بالله” و “اللهم لا تضرّه” كان ذلك سببًا في التغلب على الوسواس.
فالدعاء بالبركة نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم للمسلم إن رأى ما يعجبه، فعن عامر بن ربيعة عن أبيه أن رسول الله قال:
“إِذَا رَأَى أَحَدُكُم مِن نَفسِهِ وَأَخِيهِ مَا يُعجِبُهُ فَلْيَدعُ بِالبَرَكَةِ، فَإِنَّ العَينَ حَقٌّ”. [صحيح الألباني].
3- الانشغال بالنفس
بترك النظر إلى الغير والانشغال بالنفس والإقبال عليها، لأن من اهتم بنفسه بإصلاحها وتعليمها لن يجد متسعًا من الوقت والفكر للنظر إلى غيره فضلًا عن توهم وسواس أنه يصيب الناس بالعين، فينصح بالتفكر في النعم الموجودة دون تمني المفقودة، فما عنده من النعم لا توجد عن غيره، فإن عرفها وعظَّم قدرها لم ينشغل بنعم غيره.
4- الحرص على الطاعات
من يحرص على طاعة الله كالصلاة وقراءة القرآن والأذكار سيجد قلبه معلَّقًا به، فلا ينظر إلى شيءٍ من الدنيا ولا يفكر بها، والله وعد المؤمنين بالحياة الطيبة والسعادة الدائمة إن أطاعوه، ومن ارتاح قلبه وفكره ترك النظر إلى غيره.
اقرأ أيضًا: كيفية التخلص من العين القوية
علامات حسد الغير
ربما ما يكون فيه ليس وساسًا حقًا بل حسدٌ حقيقي، وأنه يتمنى زوال نعمة غيره، وعلامات كونه حسد هي:
- يكره من عنده النعم، يبغضه لمجرد أن الله أنعم عليه.
- يبتعد عنه إن اجتمع به في أي مكان.
- لا يقبل منه أيَّ كلمةٍ بل ويتجنب سماعه أيضًا.
- ينمُّ عليه ويغتابه ليكرهه الناس.
- يتمنى فشله بل ويتمنى لو كان غير موجود.
- يصيبه الاكتئاب والحزن لحاله.
العين حق والحسد حق، لكن الأهم من التفكير في وجودهما النظرُ إلى ما يجعل الإنسان ناجحًا في دنياه، مطيعًا لربه ومولاه، فالنجاح في الدنيا وإن لم يَعُد على المرء بالأموال الطائلة فإنه كافٍ لإرضاء النفس وتقديرها لذاتها، وطاعة الرب كافيةٌ للبركة في الدنيا، والفوز بالجنة في الآخرة.