ماذا قال عمر بن الخطاب عند وفاته
ماذا قال عمر بن الخطاب عند وفاته؟ وما هي أجمل الأقوال التي وردت عنه؟ عمر بن الخطاب هو أحد الخلفاء الراشدين الأربعة، وهو يملك مكانة رفيعة في الإسلام وقد ساهم كثيرًا في نشر الدعوة منذ إسلامه إلى أن توفاه الله، وقد قال خطبة قبل وفاته، وهي ما سنتحدث عنه من خلال منصة وميض.
ماذا قال عمر بن الخطاب عند وفاته
سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ هو ثاني الخلفاء الراشدين، وقد كان له أثر عظيم في نفس كل فرد مسلم خلال فترة خلافته، كذلك كانت وفاته أثرًا حزينًا لا يُنسى في نفوس المسلمين في عهده وما تلاه من عُصور، فهو الخليفة الحاكم العادل الذي تمتع بالصبر والتضحية والثبات في سبيل نشر الرسالة.
كما كان المسلمون دائمًا ما يشعرون بالأمان التام طوال فترة حكمه، ووجوده ضمن جيش المسلمين، لذا كانت وفاته من أكثر الأمور حُزنًا على المُسلمين، وقد كانت له بعض الكلمات التي نُقلت عنه، وكانت من أواخر ما قال قبل وفاته، وكان هذا الحديث كالتالي:
قال عبد الله بن عباس: “يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ حين خذله الناس، وقتلت شهيدًا ولم يختلف عليك اثنان، وتوفي رسول ـ الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو عنك راضٍ”.
فرد عليه سيدنا عمر بن الخطاب قائلًا: “أعد مقالتك” فأعاد عليه، فقال عمر بن الخطاب “لمغرور من غررتموه، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع”
كذلك ذكر عبد الله بن عباس قائلًا: “كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه“ فقال له عمر بن الخطاب “ضع رأسي على الأرض“، وهنا قال عبد الله بن عباس “فوضعته على الأرض”.
فكان آخر ما قال ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ “ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز وجل”، وهذه هي إجابة ماذا قال عمر بن الخطاب عند وفاته.
اقرأ أيضًا: نسب عمر بن الخطاب
وفاة عمر بن الخطاب
بعد التعرف على إجابة سؤال ماذا قال عمر بن الخطاب عند وفاته علينا الحديث عن الطريقة التي توفى بها، حيث استشهد ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ في العام الثالث والعشرين من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان استشهاده في أحد الليالي وهو يقف كعادته ليساوي بين صفوف المسلمين وينوي أن يَؤمهم ويكبر لصلاة الفجر.
على غفلة جاء رجلًا يسمى أبو لؤلؤة المجوسي وفي يده خنجرٌ مسموم، فأتاه وأخذ يطعنه عدة طعنات إلى أن تقطعت أمعاؤه، فسقط سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أرضًا مغشيًا عليه.
عندما حاول الصحابة القبض على المجوسي قام بقتل ستة رجال منهم، ومن الخلف قام أحد المسلمين بإلقاء الرداء على عينه وطرحه أرضًا، وعندما شعر أنه قد يقتل على يد المسلمين قام بطعن نفسه مستخدمًا الخنجر ذاته الذي استخدمه لقتل الفاروق.
هنا قام الصحابة الكرام بحمل سيدنا عمر من الأرض وأوصلوه إلى بيته، وظل فاقدًا وعيه لوقتٍ طويل، وبمجرد أن أفاق سألهم عن صلاة الفجر، وعن الرجل الذي قتله، فأجابوه قائلين: أبو لؤلؤة.
كان ـ رضي الله عنه ـ دائمًا ما يدعو الله تعالى أن يرزقه الشهادة في سبيل الله، وأن تأتيه المنية في المدينة المنورة، وعندما انتشرت الفتوحات في عهده وأصبحت رعيته في الكثير من الأماكن دعا الله تعالى وكان يقول: اللهمّ كبر سني، وضعُفت قوّتي، وانتشرت رعيّتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرّط.
بالفعل توفي رضي الله عنه بسبب هذه الطعنة، ولكن الاختلاف كان في الروايات التي نُقلت حول تاريخ وفاته، فقد قال البعض أنه تعرض للطعن في السادس والعشرين من شهر ذي الحجة في يوم الأربعاء، وقد تم تكفينه ودفنه في اليوم ذاته، وهناك من يقول إنه انتظر حتى اليوم التالي وفي السابع والعشرين من ذي الحجة كان كفنه ودفنه.
اقرأ أيضًا: حكم عمر بن الخطاب عن العدل
ماذا فعل عمر بن الخطاب قبل وفاته
قبل تعرضه للهجوم من المجوسي تيقن أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ من قرب وفاته، فأخبروه طالبين منه أن يقوم باختيار خليفة للمسلمين يتولى امورهم من بعده، فقام بترشيح ستة من الصحابة وهم باقي الصحابة الذين بشرهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالجنة، وأمرهم باختيار واحد من بينهم.
لكنه استبعد من العشرة المبشرين بالجنة ابنه عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ وعمه سعيد بن زيد ـ رضي الله عنه ـ لكيلا تحدث فتنة، كما أن هناك رؤيا أتت إلى منام سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قبل وفاته.
فقد كان يخطب في الناس، فقام بحمد الله تعالى وأثنى عليه وذكر من سبقوه وهم النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ ثم أخبر المسلمين عن الرؤيا التي أتته.
فقال إن ديكًا في المنام قام بنقره نقرتين، وهناك بعض الروايات أنه قال إنها كانت ثلاث نقرات تحديدًا في بطنه، كما أوّله هذا الديك أن أجله قد اقترب، وعند تعرضه للطعن من قبل المجوسي تيقن من صحة هذه الرؤيا.
فقال لابنه عبد الله أن يقوم بإحصاء ما عليه من ديون ويقوم بسدادها من ماله الخاص ومال أهله، فإن لم يكفِ هذا المال يمكنه السداد من مال عشيرته، وإن لم يكف فمن مال قريش.
اقرأ أيضًا: كيف مات عمر بن الخطاب
مكان دفن سيدنا عمر بن الخطاب
قبل وفاته ـ رضي الله عنه ـ كان قد أمر بنيه عبد الله بن عمر بن الخطاب أن يذهب إلى بيت السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ت وان يستأذنها أن يتم دفنه إلى جانب صاحبيه، وهما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ.
بالفعل ذهب وأوصل لها حديث والده قائلًا: “عُمر يُقرئك السّلام، ويستأذنك بالدّفن بجانب صاحبيه، فقالت له: كُنت أُريدهُ لنفسي، ولأوثرن به اليوم على نفسي”
فعاد عبد الله بن عمر إلى أبيه يخبره بموافقة السيدة عائشة وأنها آثرته على نفسها ليدفن إلى جانب صاحبيه، وبالفعل عند موته خرجوا به من بيته إلى بيت السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ ودُفن هناك.
صلى عليه الصحابي صهيب الرومي، ونزل إلى قبره كلًا من: الزبير بن العوام، وعليِّ بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان وبنه عبد الله –رضي الله عنهم أجمعين- وتم دفنه في الغرفة النبوية.
ماذا قال عمر بن الخطاب عند وفاته هو أهم الأسئلة التي طٌرحت عند الحديث عن سيرة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ والذي مهما تحدثنا عن فضائله وما قام به في سبيل نشر الإسلام منذ إسلامه لن نتمكن من حصره.