موضوع عن الأخلاق وأهميتها
موضوع عن الأخلاق وأهميتها نطرحه بسبب ما شاع بيننا من فساد أخلاقي، فالأخلاق الحسنة هي أول ما يجعل الشخص محبوب بين الناس، بالإضافة إلى كونها من الفضائل التي ينعم الله بها على عباده، فهي قادرة على رفع صاحبها إلى السماء وإذا كانت سيئة ستؤدي إلى نبذه وسط المجتمع، وهذا ما سنعرضه لكم من خلال منصة وميض.
موضوع عن الأخلاق وأهميتها
أهمية الأخلاق هي إحدى الموضوعات التي لا يجب أن نتغاضى عنها، وهذا لأنها تعتبر الأساس الذي يبنى عليها الشخص منذ نعومة أظافره، ومن الواجب عليه أن تكون نصب عينيه أبد الدهر، خاصةً عندما يتعامل مع الناس، ويمكن أن نقدم موضوع عن الأخلاق فيما يلي.
مقدمة موضوع تعبير عن أهمية الأخلاق
مما يجب أن نعلمه لأطفالنا أن الله عز وجل خلق الإنسان على فطرة سليمة، وبها يحب الخير الذي يعد حجر الأساس لخلق كل إنسان، حيث يعد أصل الإنسان هو الخلق الطيب الذي يجعله يجمع كافة الفضائل.
لكن بمرور الوقت وعندما يكبر الطفل يبدأ في اكتساب الأخلاق من البيئة المحيطة به والأهل والأصدقاء، وقد تتلوث هذه الفطرة وتجعله يكتب أخلاق سيئة، على عكس النشأة في بيئة صالحة تشجعه على تعلم مكارم الأخلاق.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الاسراف
أهمية الاتصاف بالأخلاق الحميدة
من أهم ما يجب أن نتحدث عنه عند ذكر موضوع عن الأخلاق وأهميتها هي أهمية الاتصاف بها، فقد خلق المولى عز وجل البشر بشكل ظاهري مختلف، حيث يوجد منهم الأبيض والأسود والطويل والقصير والضعيف والقوي، ولكن الاختلاف بين البشر لا يتوقف على ناحية المظهر فقط، بل إن هذا الاختلاف يمتد ليصل إلى التباين في المعتقدات والأفكار والأخلاق والنمط السلوكي.
فمن المتعارف عليه أن الأخلاق تعتبر إحدى الجوانب الهامة عند تكوين شخصية الإنسان، فهي تنعكس على شخصيته بشكل سلبي أو إيجابي وفقًا لما يتمتع به من أخلاق، ومن خلال السلوكيات الصادرة عن الإنسان يمكن الاستدلال عليها، ويمكن أن نجد في بعض الأشخاص مزيجًا بين الأخلاق الحسنة والسيئة.
فلا تقدر على معرفة شخصيته الحقيقية من بين هذه التصرفات، كما أن دون الأخلاق الحسنة ستشيع الفاحشة والذنوب والجرائم، فسنشعر كأننا نعيش بغابة ليست دنيا للبشر، فعندما تتسم بالأخلاق الحميدة ستجعل من حولك يحبونك بل ويرغبون في مرافقتك طوال الوقت، وستبتعد عن كره الناس وبغضهم، فلا يحب أي شخص أن يتعامل مع شخص آخر ذو أخلاق سيئة.
هذا بالإضافة إلى كونها من الأسباب التي تؤدي إلى بقاء الأمم، فهي مؤشر على استمرار أمة أو انهيارها في وقت، فالأمة التي تسقط أخلاقها لن تبقى كثيرًا وسينهار كيانها سريعًا، وهذا ما قاله الشاعر العظيم أحمد شوقي في:
وإذا أُصيب القومُ في أخلاقِهم … فأقِمْ عليهم مأتَمًا وعويلا
أهمية الأخلاق في الإسلام
في مستهل الحديث عن موضوع عن الأخلاق وأهميتها ينبغي أن نتحدث عن أهميتها في الإسلام، حيث بُعث رسولنا الكريم إلينا من أجل أن يدعو للأخلاق، فقد أرسله الله عز وجل بسبب ما كان يحدث في قبيلة قريش من سوء خلق وذنوب وفواحش.
وبين لنا أهمية الأخلاق من خلال اتخاذها كأسلوب سيمكنه من توصيل العقيدة وكيفية عبادة المولى، ويكون السؤال الذي يطرحه الجميع ما أهمية الأخلاق حتى تأتي في المرتبة التي تلي العقيدة والعبادة؟ والجواب هو أن الأخلاق أهم شيء يراه الناس ويستدلون عليه من الدين الإسلامي.
فالناس لا يرون عقيدة الشخص وعباداته وهذا لأن مكانها القلب، ولكن أخلاقه تكون ظاهرة إليهم ويتمكنون من التعامل معه من خلالها، ولهذا هم سيتمكنون من تقييم دينه وفقًا لطريقة تعامله معهم، فيحكمون على كونه دين صحيح أم لا من خلق المسلم وسلوكه، لا عن طريق الدعوة أو القول.
وأثبت التاريخ أن دول الشرق الأوسط مثل إندونيسيا والفلبين وماليزيا والملايو لم يعتنقوا الإسلام بسبب فصاحة الدعاة أو السيف الذي يحمله الغزاة بل كان السبب هو أخلاق التجار القادمون إليهم وسلوكهم معهم والذين كانوا يأتون من حضرموت وعمان عندما تعاملوا معهم بالأمانة والصدق واتصفوا بالعدل والسماحة.
ولم يعتبر الإسلام أن الخلق سلوك مجرد، بل اعتبره عبادة يؤجر عليها المسلم، بالإضافة إلى جعله مجال للتنافس بين المسلمين وبعضهم، فقال عنه أنه أساس التفاضل يوم القيامة وهذا في الحديث الشريف ” إنَّ أحبَّكم إلىَّ وأقربَكم منِّي في الآخرةِ محاسنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغضَكم إلىَّ وأبعدَكم منِّي في الآخرةِ أساوِئُكم أخلاقًا الثَّرثارونَ المُتَفْيهِقونَ المُتشدِّقونَ” رواه أبو ثعلبة الخشني.
كما جعل أجر الاتصاف بالأخلاق الحسنة هو ثقل في ميزان الحسنات، ولا يوجد شيء أثقل منه، وهذا ما ورد في الحديث الشريف “ ما من شيءٍ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ من خُلقٍ حسنٍ وإنَّ اللهَ يُبغضُ الفاحشَ البذيءَ” رواه أبو الدرداء، كما اعتبر له أجر مثل العبادات الأساسية مثل الصيام والقيام.
ووصل هذا التعظيم لحسن الأخلاق إلى أنه أحد وسائل دخول الجنة، فعندما سُئل رسول الله ما أكثر ما يدخل الإنسان الجنة قيل تقوى الله وحسن الخلق، بل هناك حديث آخر يضمن لصاحب الخلق الحسن الحصول على أعلى درجات الجنة ” أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لمن تركَ المِراءَ وإنْ كان مُحقًّا” رواه أبو أمامة الباهلي.
اقرأ أيضًا: موضوع عن العمل التطوعي
وسائل اكتساب الأخلاق الحميدة
في إطار عرض موضوع عن الأخلاق وأهميتها يجدر بنا أن نعرض كيفية اكتسابها، وهذا لوجود عدة وسائل يمكن أن يستعين بها الشخص من أجل أن يكتسب حسن الخلق، وتتمثل هذه الوسائل في الآتي:
- سلامة العقيدة: السلوك يعد هو ثمرة ما يحمله الشخص من أفكار ومعتقدات والدين الذي يتبعه، ويكون الانحراف ناجم عن وجود خلل في هذه المعتقدات، وهذا لأن الإيمان هو العقيدة وأكثر المؤمنين إيمانًا هو أحسنهم خلقًا، فإذا كانت العقيدة صحيحة ستكون الأخلاق حسنة بالتأكيد، فهي من تجعل صاحبها يصل إلى مكارم الأخلاق كما أنها تبعده عن الأخلاق السيئة.
- الدعاء: حيث لا ملجأ إلا الله دائمًا، فيدعو الإنسان ربه بأن يرزقه الخلق الحسن ويبعد عنه السيئ منه.
- المجاهدة: حيث يعد الابتعاد عن الخلق السيئ والاتسام بالخلق الحسن هو أحد أنواع الهداية فيحصل عليه الإنسان بمجاهدة نفسه وما حوله من أمور، ولا تعني المجاهدة هنا أن يقاوم الإنسان نفسه مرة أو مرتين أو عدد من المرات، بل تكون حتى يتوفاه الله وهذا لأن المجاهدة تعد أحد أشكال العبادة.
- المحاسبة: وهذا من خلال لوم النفس في حالة ارتكاب أي أخلاق سيئة والعمل على عدم العودة مجددًا إليها، مع الأخذ بمبدأ الثواب إذا أحسنت النفس خلقها حصلت على الراحة، ولكن في حالة التقصير يكون الحزم هو الحل مع الحرمان من بعض الأمور المحببة.
- التفكير في الآثار الناجمة: فمعرفة الثمرات الناتجة عن الأشياء والإلمام بالعواقب الحسنة هي من أكبر الدواعي التي تجعل الإنسان يقدم عليها والامتثال إليها، ففي حالة كان يرغب في الاتسام بمكارم الأخلاق وأدرك أنها من أهم ما تكتسبه النفس سيكون من السهل عليه اكتسابها.
- الحذر من الإصابة باليأس: يعتبر اليأس هو من أكثر الأشياء التي تعيد الإنسان إلى نقطة الصفر مجددًا كما أنه لم يفعل شيئًا، فإذن كان مُبتلى بسوء الأخلاق وعمل على التخلص منه ولم ينجح ييأس من إصلاح نفسه بل يترك المحاولة دون الرجوع إليها.
ولكن هذا الأمر لن يوصله إلى ما يرغب به، بل يجب أن يقوي إرادته ويعمل على تكميل نفسه حتى يتخلص من هذه العيوب.
- الصبر: قيل إن الصبر هو مفتاح الفرج، ولكنه أيضًا من أهم الأسس التي تعتمد عليها الأخلاق الحسنة، فالصبر يوصل إلى احتمال الآخرين عند الإساءة وكظم الغيظ والبعد عن إلحاق الضرر بالآخرين.
أهمية الأخلاق للمجتمع
استكمالًا لذكر أهمية الأخلاق ينبغي أن نذكر أهميتها للمجتمع، فكما ذكرنا يمكن أن تُبنى الأمم بالأخلاق الحميدة وتنهار بسبب الاتسام بالأخلاق السيئة، وهذا بسبب ما تعود على المجتمع من فوائد به، وتتلخص هذه الفوائد في الآتي:
- انتشار الأمن والأمان بين أفراد المجتمع الواحد.
- الشعور بالألفة والمحبة.
- يترأس التعاون والتكافل الاجتماعي المجتمع، وهذا من مبدأ كون أفراد المجتمع أمة واحدة.
- الابتعاد عن الفرقة والخلاف الذي يؤدي إلى تمزق المجتمع مع الحرص على تطبيق القيم والمبادئ.
- تساهم الأخلاق الحميدة في خدمة المجتمع والتقليل من المعاناة التي قد يعانيها مما يفيد الأمة وأفراده.
- انتشار الإيجابية في المجتمع وهذا من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا مع الحفاظ على قواعده وأسسه دون جعل الناس تنفر منه.
- تقديم الخير للناس والشعور بالحب والسعادة.
- نشر ثقافة البذل والعطاء داخل المجتمعات.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن حب الوطن بالعناصر والمقدمة والخاتمة قصير
خاتمة موضوع عن الأخلاق وأهميتها
الأخلاق الحميدة هي عبارة عن نتيجة نهوض أفراد المجتمع به، بالإضافة إلى اعتبارها السبب في وصل الإنسان إلى التقدم ويُقبل بين الناس، فمن يمتلك الأخلاق الحميدة يعتبر قدوة حسنة لأفراد المجتمع، فيسعى الجميع إلى التقرب منه واستئمانه.
الأخلاق هي من أهم الأشياء في مجتمعنا، ولهذا يكون موضوع عن الأخلاق وأهميتها هو من أمثل الطرق التي تشجع الأفراد على التمتع بها والبعد عن مساوئها.