التخلص من الخجل أمام الناس
التخلص من الخجل أمام الناس يُغير حياة المرء الاجتماعية، ففكر معي كم مرة ندمت على سكوتك في موقف ما تمنيت أن لو تكلمت وبيّنت ما بداخلك، وكم من مشاعر أردت التعبير عنها لأحدهم ولم تفعل، فقد يمر المرء بالعديد من المواقف التي يجب الدفاع عن نفسه فيها لكنه يتراجع ويفضل السكوت أو الانسحاب، لذا في هذا المقال عبر منصة وميض نخبرك كيف تتكلم بقوة وثبات كلما أردت ولأي شخص شئت.
التخلص من الخجل أمام الناس
سواء كنت طالبًا أو معلمًا، والدًا أو ولدًا، عاملًا أم مديرًا، فأنت بحاجة إلى معرفة كيفية إخبار غيرك بما تريد مهما كان الموقف مفاجئًا أو غريبًا ومهما أو عابرًا، لكنك بحاجة إلى التدرب على ذلك، وأول ما يجب التدرب على التخلص منه هو الخجل.
فالخجل الذي يُراد تركه هو الخجل الزائد؛ لأن الخجل فطري في كل إنسان، فخجلك عند تعبير الناس عن مشاعرهم تجاهك لا بد منه ولا تلام عليه ويسمى بالحياء، وخجلك عند شدة فرحك بنجاح أو زواج بألا تجد ما تعبر عنه بما يصف الموقف خير وصف فطريّ أيضًا ولا يسلم منه أحد.
أما الخجل الذي نريد اجتنابه هو ما يمنعنا عن التكلم مع الناس بثقة، وما يحجبنا عن اختيار الكلمات والجمل حسب كل موقف، بل وما يعطّلنا عن الترقي في العمل؛ فقد يكون أحدٌ مبدعًا وماهرًا وذكيًا لكنه يخجل من تنفيذ أفكاره بسبب الخجل، وسأخبرك بالطرق العملية التي تساعدك على التخلص من الخجل أمام الناس:
1- تقدير الذات
فكر أن لديك من المهارات والخبرات والعلم ما يجعلك أفضل الناس وأعلاهم، فآمن بما عندك ولا تقلل من نفسك، واسعَ دائما وأبدًا إلى زيادة علمك لتكون مقدرًا لذاتك، ناجحًا في حياتك.
اقرأ أيضًا: تمارين للتخلص من الخجل
2- الثقة بالنفس
اعمل على استغلال تجاربك وعلومك التي قدرتها وآمنت بها، وتذكر أنك لست أقل من غيرك، فاترك الخمول، الكسل، الجُبن والخجل، لتتحمل أي مسؤولية مهما كبرت أو صغرت، وواجه الناس في كل ما تريد بما ينفعك أو ينفعهم، لا سيما فيما منعك الخجل من فعله.
3- تحدث مع غيرك
لا تخرج من مكان وأنت لم تؤثر فيه بنشر أساليبك وعلمك، فمثلًا في المدرسة، الجامعة، العمل أو اجتماع العائلة أول شيء ستفعله عند رؤية الناس السلام عليهم، يومًا بعد يوم اسألهم عن أحوالهم، مرة بعد مرة ستستطيع التحدث معهم بطلاقة وثقة لأنك اعتدت على تحيتهم دائما، وكسرت حاجز الغربة بينك وبينهم.
4- كن اجتماعيًا
اخرج إلى الأماكن العامة، ادع زملاءك إلى مطعم أو مقهى، وشارك في النشاطات الخيرية الجماعية، واجتهد في تلبية الدعوة إلى المناسبات العائلية، المهم ألّا تعزل نفسك وتظن أنك بخير، فالإنسان مدنيّ بالطبع والفطرة.
كما أنه لا يصل الإنسان إلى السلام النفسي إلا باعتقاده أنه بحاجة إلى غيره دائمًا، وحاجة غيره إليه أيضًا، فنحن من الناس ومعهم ولهم، واعتبر هذا حال مرضك وحزنك وسعادتك، ألست تشارك أقرب الناس إليك أحزانك وأفراحك؟ ألم تكن وأنت صغير تخبر أمك وأباك عن كل صغيرة وكبيرة مررت بها!، وهذه العادة التي فعلناها ونحن صغار وهي الكلام التلقائي مع غيرنا فهي فطرتنا وطبعنا.
اقرأ أيضًا: كيفية تقوية الشخصية والتخلص من الخجل
5- تعلم كيف تتكلم
مما ينهي الارتباك والتلعثم والخجل أمام الناس هو التدرب في البيت أمام المرآة على الكلام والإلقاء، لا أعرض عليك الجنون أيها القارئ، بل أُحدثك عن طريقة وميض كثير من الناس وآتت ثمارها، فجرب ولن تخسر، حاول أن تجهز أفضل الكلمات والجمل التي ترغب بإلقائها، قف أمام المرآة وتخيل أنك تحدث الناس، ولا تنس الاهتمام بلغة جسدك، فلغة الجسد هي متى وكيف ترفع يدك، وأن تبقي رأسك مرفوعًا ناظرًا إلى أعين الناس.
6- لا تلتفت إلى رأي الكل
الناس مولعون بتتبع بعضهم، وانتقاد وتقليل ما يفعله غيرهم، فلا يكاد يسلم أحد من تعييب الناس عليه أو الانتقاص منه في كلامه أو أفعاله بل وحتى خَلقه، لكن العاقل الناجح لا يهتم بما يقولون، لأنهم يتكلمون بآرائهم وأذواقهم، لا بعلم وحكمة، فإن أردت التخلص من الخجل أمام الناس فلا تفكر في رأيهم عنك، بل فكر في إتقانك لكلامك وحسن عرضك لمعتقداتك، ولا أعني بكلامي هذا أن ترمي كلام غيرك دائمًا خلف ظهرك؛ لأن من الناس من يتكلم بمنطق وتفكّر وبصيرة.. هؤلاء فقط من تسمع إليهم وتنصت لهم.
أهمية التخلص من الخجل
أجد من المفيد لك أن تعلم ما الفوائد التي ستعود عليك إن تخلصت من الخجل مع الناس؛ فأولها هو ترك الندم بعد كل مشكلة أو مواجهة، ولا أقصد بالمشكلة والمواجهة تلك التي تبدأ بالسب وتنتهي بالضرب! لا، بل أعني ما يجري لكل واحد منا كل يوم، كنقاشك مع زميل لك حول العمل أو الدراسة، وإقناع غيرك بوجهة نظرك في فكرة أو قضية، بل وإنقاذه من هلاك نفسي أو جسدي لأنك جعلته يترك ذنبًا أو عادة تؤثر على حياته.
اقرأ أيضًا: دعاء الخوف من الناس
خُلقنا لنتعلم لا لنُعصم
بعد اتباعك لطرق التخلص من الخجل أمام الناس والعمل بها قد.. لا، سأحذف كلمة (قد) الدالة على الاحتمال والتوقع، وأقول لك إنه بعد تنفيذك لما ذكرت لك ستخطئ تارة وتنجح تارة أخرى في كل لقاء وخطاب، وإقناع وجواب؛ فلا بد أن تسهو أو تنسى.
حينئذ لا تحزن ولا تقل إنك لا تستطيع، بل اعلم عن يقين أن الخطأ فطرة آدمية لا فرار منها، فالله خلقنا لنخطئ ونحاول ونتعلم، ولم يخلقنا لنكون ملائكة على الأرض يمشون، فالخطأ يُستفاد منه لمحاولة تقليله واجتنابه فقط، فلا تلم نفسك ولا تحزن؛ كلنا خطاؤون، واسعَ فقط نحو التغيير وستصل لا محال.
التخلص من خجلك أمام الناس يدفعك إلى العمل والمثابرة، وتحقيق طموحاتك ونجاحاتك لا سيما إن آمنت بنفسك، فكن الأول بتعليمك، وارتقِ في سلم وظيفتك، واترك أثر شخصيتك الجميلة في نفوس الآخرين، ومع الأيام ستترك الخجل مُسببَ الآلام، وتنسى المخاوف مُذهبةَ الأحلام.