متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية
متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية؟ وما الوقت الذي لا ينبغي التأخر عنه؟ حيث إن الاغتسال والطهارة من الأمور الواجبة في الإسلام، والتي تجب عند حدوث الأمور المُنقصة للطهارة منها الجماع، لذا على كل مسلمة أن تعرف التفاصيل المتعلقة بطهارتها وهذا ما نكشف عنه من خلال منصة وميض.
متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية
بعد الانتهاء من ممارسة العلاقة الزوجية تمامًا فيفضل قيام كلا الزوجين للاغتسال، ولكن بشكل عام يظل لكلاهما فسحة من أمره إلى أن يحين موعد الصلاة التالية، فبمجرد أن يحين وقت الصلاة فإنه لزم على المرأة وزوجها الاغتسال.
ذلك حتى يتمكنان من أداء الصلاة في وقتها، وإلا فتأخير الصلاة بسبب التكاسل عن الاغتسال يتسبب في الوقوع في الإثم، ومن الأدلة التي يستند عليها في أن الجلوس على جنابة ليس فيه شيء طالما أنه لا يتسبب في الامتناع عن القيام بالفرائض حديث رسول الله صل الله عليه وسلم:
- “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَقِيَهُ وهو جُنُبٌ، فَحَادَ عنْه فَاغْتَسَلَ. ثُمَّ جَاءَ فَقالَ: كُنْتُ جُنُبًا. قالَ: إنَّ المُسْلِمَ لا يَنْجُسُ”.
الراوي: حذيفة بن اليمان، المصدر: صحيح مسلم
- “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَقِيَهُ في بَعْضِ طَرِيقِ المَدِينَةِ وهو جُنُبٌ، فَانْخَنَسْتُ منه، فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ جَاءَ، فَقالَ: أيْنَ كُنْتَ يا أبَا هُرَيْرَةَ قالَ: كُنْتُ جُنُبًا، فَكَرِهْتُ أنْ أُجَالِسَكَ وأَنَا علَى غيرِ طَهَارَةٍ، فَقالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، إنَّ المُسْلِمَ لا يَنْجُسُ”.
الراوي: أبو هريرة، المصدر: صحيح البخاري
مما سبق يخلص علماء الإسلام إلى أنه لا بأس في جلوس أو نوم الجنب سواء الرجل أو المرأة، والتأخر في الاغتسال بعد ممارسة العلاقة، ما لم يكن هناك ضرورة.
اقرأ أيضًا: دعاء بعد الغسل من الجنابة
تهاون المرأة في الغسل من الجنابة
قد أفادت لجنة الفتاوى الإلكترونية التابعة لدار الإفتاء المصرية، أن التهاون وتأخير الاغتسال من الجنابة في حال كان ذلك يجور على حقوق الله والعبادات المفروضة فإن له حكم الحرمانية شرعًا، كما أنها نصت على أن المقصد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لاَ تدخلُ الملائِكةُ بيتًا فيهِ صورةٌ ولاَ كلبٌ ولاَ جنبٌ“ [حديث ضعيف]، هو المتهاون في الغسل من الجنابة، وعلى الرغم من ضعف الحديث إلا أنه أجمع العلماء على أنه يحرم على المرأة أو الرجل التأخر عن الصلاة بسبب التكاسل عن الاغتسال.
كيفية الاغتسال من الجنابة للمرأة
بصدد التعرف على متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية، فيلزم معرفة كيفية الاغتسال والتطهر، فيقول أهل الفتوى أن للاغتسال من الجنابة صفتين تتمثلان في رفع الحدث، والغسل الكامل وهما كما يلي:
- صفة رفع الحدث: هي ما يتم فيها الجمع بين النية “نية الاغتسال ورفع حدث الجنابة” وبين تعميم الجسد بالماء.
- صفة الغسل الكامل: وهي الصفة الثانية من الاغتسال ويجمع فيها بين الواجب والمستحب.
أما عن الكيفية التي يتم بها تحقيق كلا الصفتان فهي من خلال ما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكون على النحو التالي:
- استحضار النية، وهي نية رفع حدث الجنابة.
- غسل الكفين جيدًا بالماء.
- غسل منطقة الفرج.
- التوضؤ بالكيفية التي يتم الوضوء بها للقيام بالصلاة “يجوز تأخير غسل الرجلين لآخر الاغتسال”.
- فرق الشعر نصفين، وسكب ما يعادل 3 حثيات من الماء حتى يفيض على الشعر كله، ويتم التأكد من أنه روي بالكامل.
- تناول الشق الأيمن من الشعر وغسله مرة أخرى ثم الأيسر.
- تعميم الماء على الجسم مرة كاملة من خلال البدء من الشق الأيمن ثم الانتهاء بالشق الأيسر.
- غسل الرجلين في حال تأخرها إلى آخر الاغتسال، وبذلك يكون تحقق الاغتسال بالشكل الأكمل والأفضل.
الجدير بالذكر أن ذلك الاغتسال اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث:
“أَدْنَيْتُ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غُسْلَهُ مِنَ الجَنَابَةِ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ أفْرَغَ به علَى فَرْجِهِ، وغَسَلَهُ بشِمَالِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بشِمَالِهِ الأرْضَ، فَدَلَكَهَا دَلْكًا شَدِيدًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ أفْرَغَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ مِلْءَ كَفِّهِ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى عن مَقَامِهِ ذلكَ، فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أتَيْتُهُ بالمِنْدِيلِ فَرَدَّهُ” [صحيح مسلم].
شروط الاغتسال بعد الجماع للمرأة
من خلال التعرف على متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية، يلزم الاطلاع على أهم الشروط التي يلزم تحققها للاغتسال من الجنابة بالنسبة للمرأة والتي تتمثل في:
- النية: لا يمكن الاغتسال بدون تحقق هذا الشرط قبل الدخول فيه، وذلك تيمنًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى” [صحيح البخاري].
- التسمية: وهو قول البسملة “بسم الله الرحمن الرحيم”.
- غسل الكفين: أول إجراء يتم القيام به قبل البدء في الغسل، حيث إنها الأداة التي يطهر بها سائر الجسد.
- غسل الفرج: وهو موضع الجنابة، ويتم غسله باليد اليسرى.
- غسل اليد اليسرى بشدة: ذلك نظرًا إلى أنها اليد التي استخدمت في تخليص الجسد من الأوساخ وأثار الجنابة.
- الوضوء: شرط أساسي من شروط الاغتسال، كما أنه يحق بالنسبة للمرأة ما لم تمس فرجها أن تصلي دون الحاجة للوضوء مرة أخرى.
- تعميم الماء على الجسم: وهو اختتام الغسل بحيث يطهر كامل الجسد بإذن الله.
اقرأ أيضًا: هل يجب الغسل بعد الجنابة مباشرة للمرأة
هل يلزم الاغتسال ولو لم ينزل شيء
من القضايا التي تمت إثارتها هو السؤال عن وجوب الاغتسال بعد ممارسة العلاقة الزوجية في حال لم ينزل شيء من المرأة، والتي أجاب عنها الإمام ابن باز، بأنه نعم وإن لم ينزل شيء فالغسل واجب، حيث إن الرسول أمر بذلك، وهو من باب أحوط كما أنها سنة ثابتة ومؤكدة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة
أهمية الاغتسال بعد الجماع
على الرغم من أنه أمر شرعي وعلى المسلم قول سمعًا وطاعة فيما يخص الأوامر والنواهي التي نص عليها القرآن الكريم، وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، إلا أنه من الجميل معرفة القيمة والفائدة العائدة على المسلم من بعض تلك الفروض، ومنها ما تم إثباته بشكل علمي بالفعل مثل قضية الاغتسال بعد ممارسة العلاقة الحميمية، وتتمثل أهميتها في:
- الوقاية من كثير من الأمراض التي يمكن أن تنتقل عبر الأعضاء التناسلية.
- تنشيط الجسم والتخلص من حالة الكسل أو الخمول التي تجتاحه في تلك الأثناء.
- الحفاظ على النظافة الشخصية، وتجنب تراكم الروائح الغير مرغوبة والكريهة على الجسم.
- الطهارة والقدرة على ممارسة الطاعات والفروض اليومية.
- الأجر والثواب الناتج عن الامتثال لأوامر رسول الله والاقتداء به وبسنته صلى الله عليه وسلم.
متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية هو سؤال على كل مسلمة أن تسعى إلى التعرف على إجابته وتتحرى الالتزام بها كما يجب عدم التكاسل، أو التهاون فيه وتجاوز الحد الأدنى من المساحة التي يتركها الله عز وجل للمؤمنين تسهيلًا عليهم.