كيف تكاثر أبناء آدم

كيف تكاثر أبناء آدم؟ ومن هم زوجاتهم؟ من الطبيعي أن يفكر الإنسان في كيفية بداية الخلق وبدء التكاثر على الأرض إلى يومنا هذا، لكن هل ذكر القرآن بداية التكاثر؟ أم ذكر فقط بداية الخلق؟ هذا ما سنلقي الضوء عليه من خلال هذا المقال من منصة وميض.

كيف تكاثر أبناء آدم؟

إن الله سبحانه وتعالى حين بدأ في خلق الإنسان، خلقه من طين ولم يتم التوضيح في القرآن كيف تكاثر أبناء آدم وكان أول بشر يخلقه الله جل في عُلاه هو آدم عليه السلام فقال الله تعالى في كتابه العزيز:
(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ)
إن الله سبحانه وتعالى بعد خلق أبو البشر آدم عليه السلام خلق منه زوجته وهي حواء عليها السلام وهي أم البشر أجمعين، لم يثبت في كتاب الله سبحانه وتعالى كيفية حدوث التزاوج ولكن جاء ما نُسب إلى بعض الصحابة رضوان الله عليهم.

ويُحتمل أيضًا أنه موجود في كتب أهل الكتاب. أن عليه السلام كان يولد زوجته كل حمل ذكر وأنثي، فيزوج ذكر حمل بأثني حمل آخر وهكذا تكاثر أولاده.

اقرأ أيضًا: ترتيب الأنبياء من آدم إلى محمد

الأدلة النقلية على تكاثر أبناء آدم

قد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم أن بداية خلق آدم عليه السلام كانت من طين أما نسله أصبح من الماء (المنيّ)، هذا ما تبين في النصوص التالية: 

  • قال الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) المؤمنون /12 – 14
  • قال الله تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) السجدة /7 – 9.
  • حيث إن الله تبارك وتعالى قال: (يَا أيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) النساء /1.
  • قال تعالى🙁 يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات |13

عن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
(وكان لا يولد لآدم مولود إلا ولد معه جارية، فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر، ويزوج جارية هذا البطن غلام البطن الآخر) “انتهى من ” تفسير الطبري ” (8 / 322).
حتى أن النبي صلي الله عليه وسلم قال في حديث رُوي عن عبد الله بن عمرو:
(بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) البخاري (3461).
وقد قال الحافظ بن حجر رحمه الله:” وقال الشافعي من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل التحدث بالكذب جائز فمعنى الحديث أن حدثوا عن بني إسرائيل بما أنتم أعلم منه الصدق، وأما ما نقول بجوازه فلا حرج عليكم بالتحدث عنه”

كما نعرف جميعًا أن القرآن الكريم حرم الزواج من الأخت نصًا لقول الله تعالى:
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُم…) النساء /23
 اقرأ أيضًا: هل أنجب هابيل أولاد قبل مماته أم نحن أبناء القاتل

هل نحن من ذرية زواج محرم بين الأخوات والإخوة؟

في حقيقة الأمر أنه لا يوجد تناقض بين الآية وبين نص الرواية التي ذكرنا وهي من كتب أهل الكتب، وكما أنه سيتم التوضيح لعدم التناقض من خلال أمرين: المسلمون يوقنون أن دين الإسلام هو الدين الحق وهو ايضًا دين جميع الأنبياء والرسل حيث قال الله تعالى:
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) آل عمران /19.
وبالرغم من أن الدين في أصله واحد إلا أنه لا يمنع ذلك من وجود بعض الاختلافات بين شرائع الأنبياء في بعض الأحكام الفقيه وذلك لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى حيث قال جل في علاه:
(لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) المائدة /48
حتى إنه قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في بيان هذه المسألة.
الذي أنزله الله هو دين واحد، اتفقت عليه الكتب والرسل، وهم متفقون في أصول الدين، وقواعد الشريعة، وإن تنوعوا في الشرعة والمنهاج، بين ناسخ ومنسوخ، فهو شبيه بتنوع حال الكتاب الواحد، فإن المسلمين كانوا أولا مأمورين بالصلاة لبيت المقدس، ثم أمروا أن يصلوا إلى المسجد الحرام، وفي كلا الأمرين: إنما اتبعوا ما أنزل الله عز وجل”.

انتهى من ” الجواب الصحيح ” (2 / 438).
إذًا لا يوجد مانع أن يكون في شرع الله لآدم عليه السلام جواز زواج الأخ من الأخت الذي هو ليس من نفس الحمل بمعنى أنه ليس توأمها وهذا لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى.

على النقيض.. قد بين أهل العلم أن الأحكام الشرعية لم يشرعها الله سبحانه وتعالى إلا لتحقيق المصالح للعباد ودفع المفاسد عنهم، فالله سبحانه وتعالى لم يحرم شيئا على عباده إلا لرد مفسدة راجحة عنهم، كما أنه لا يحل شيئا إلا لأنه يخلو من تلك المفسدة أو غيرها.

 اقرأ أيضًا: كم عمر سيدنا آدم عليه السلام

هل تزوج أبناء آدم من حوريات أو من جن؟

من ناحية أخرى هناك بعض وجهات النظر المختلفة التي أثارت الاحتمالات التي جاءت بخصوص كيف تكاثر أبناء آدم ومنها بعض الاحتمالات نذكر بعضها فيما يلي:

  • قال بعض العلماء إن التناسل والتكاثر حدث نتاج زواج الابن بأمه.
  • أما عن هذا الاحتمال فيقال إنه قد يكون حدث نتاج زواج الأخ من أخته.
  • ولكن هذا الاحتمال الثالث أن يكون التكاثر حدث نتيجة زواج نزول حوري أو حوراء من الجنة.

إلا أن الاحتمال الأول باطل، لأنه هذا أمر من أكثر الأمور المستقبحة لدى الحيوان فكيف بالإنسان، أما عن الاحتمالين الثاني والثالث قد يكون حدث أمر منهم، ولكن أختلف العلماء أي منهم الأصح، لكنهم ايضا استقبحوا حدوث الاحتمال الثاني لأنه من الأصول التي يرفضها الشرع.

ولكنهم رجحوا أن يكون الاحتمال الثالث هو الأصح لبيان كيف تكاثر أبناء آدم،

إن آدم ولد له أربعة ذكور، فأهبط الله إليهم أربعاً من الحور العين، فزوج كل واحد منهم فتوالدوا، ثم إن الله رفعهن وزوج هؤلاء الأربعة أربعاً من الجن، فصار النسل فيهم، فما كان من حلم فمن آدم(ع)، وما كان من جمال فمن قبل حور العين، وما كان من قبح وسوء خلق من الجن…

لم يتفق العلماء على إجابة محددة فيما يخص سؤال كيف تكاثر أبناء آدم، إلا أنه من المهم لنا معرفة أن الله أخفي كيف تناسل أبناء آدم لحكمة يعلمها ولا نعلمها نحن.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.