هل الصدقة تدفع شر الحلم
هل الصدقة تدفع شر الحلم؟ وكيف يدفع المسلم الحلم السيئ؟ ففي الكثير من الأحيان قد تراود المؤمن الأحلام أو الرؤى التي تقلق منامه وتشعره بالخوف وتجعله يبدأ في التفكير ما إذا كانت هذه الأحلام ستتحقق بالفعل في الواقع، فيبدأ في البحث عن الطرق التي يبعد بها شر هذه الرؤيا، لذا سنتعرف من خلال منصة وميض ما إذا كانت الصدقة تقوم بهذا الدور أم لا.
هل الصدقة تدفع شر الحلم
يعد النوم هي الفترة من اليوم التي ينتظرها كل شخص ليستريح فيها من مشقة يومه وعمله، ويرغب في الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة لكي يعيد شحن جسمه وعقله بالطاقة التي تجعله قادر على استكمال يومه في الغد.
كما نعرف أنه من الطبيعي أن يزور الشخص أثناء نومه الكثير من الأحلام والرؤى، ومنها ما يسعد القلب ويبشر صاحبه بالخير ومنه ما قد يصيب رائيه بالفزع والخوف، فعندما يرى الشخص في منامه كابوسًا يصيبه الفزع بمجرد رؤيته لهذا الحلم ويبدأ في التفكير ما إذا كان من الممكن أن يتحقق هذا الحلم السيئ في الواقع.
فيبدأ في البحث عن الطرق التي يمكنه من خلالها دفع أذى هذا الحلم بعيدًا عنه، ويتساءل هل الصدقة تدفع شر الحلم، وإجابة هذا السؤال هي نعم، بالطبع تدفع الصدقة أي أذى عن الشخص الذي يخرجها، وكان لذلك العديد من الدلالات من القرآن الكريم والسنة والنبوية.
فقد كان هناك أحد الأحاديث الشريفة التي نقلت عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن هذا الحديث كان إسناده ضعيف
“صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر” [رواه الطبراني وحسنه الألباني]
كما أن هناك الكثير من الفضائل الأخرى التي تجعل الصدقة من أحب الأعمال إلى الله.
كما قال ابن القيم عن الصدقة: “للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر، أو من ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به، لأنهم جربوه” ففي حال كان الحالم يشعر بالخوف من أن يصيبه الضرر أو البلاء الذي ظهر في حلمه فيمكن للصدقة أن تكون وسيلة يلجأ إليها لتدفع عنه هذا الأذى.
اقرأ أيضًا: أيهما أفضل للميت الصدقة أم العمرة
إرشادات لدفع الأحلام السيئة
بعد التعرف على إجابة سؤال هل الصدقة تدفع شر الحلم، يكون من الجدير بالذكر معرفة أن هناك الكثير من الأحاديث الشريفة التي تحدثت عن رؤية المسلم للأحلام والكوابيس أثناء نومه، وقد أخبرنا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من خلال هذه الأحاديث الطريقة الصحيحة التي يجب اتباعها لكي يتخلص من قلقه حول هذا الحلم.
فقد روي عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال:
“ الرُّؤْيا مِنَ اللَّهِ، والحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا حَلَمَ أحَدُكُمُ الحُلُمَ يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عن يَسارِهِ، ولْيَسْتَعِذْ باللَّهِ منه، فَلَنْ يَضُرَّهُ” [رواه أبو قتادة الحارث بن ربعي بإسنادٍ صحيح].
كما أتى ذكر الأحلام في حديث آخر أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
” إذا رَأَى أحَدُكُمُ الرُّؤْيا يُحِبُّها، فإنَّها مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لَنْ تَضُرَّهُ” [رواه أبو سعيدٍ الخدري في صحيح البخاري]
من خلال الحديثين السابقين يكون من السهل التعرف على الآداب والإرشادات التي يجب على المسلم اتباعها إذا رأى في منامه ما يقلقه، والتي تتمثل فيما يلي:
- في البداية كي يكون الفرد قادر على تجاوز هذه الأحلام المزعجة فعليه أن يكون على دراية تامة بأن الأحلام السيئة ما هي سوى وسوسة من الشيطان لأنه يريد أن يصيب المسلم بالأذى والخوف، ويجب أن يعلم أنه مهما كان ما رآه في منامه سيئًا فلن يصيبه إلا إذا كان الله تعالى قدر حدوث ذلك.
- في الحديث السابق أخبرنا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه بمجرد الاستيقاظ بفزع بسبب أحد هذه الرؤيا يجب أن يستعيذ الحالم بالله تعالى من الشيطان الرجيم ويستعيذ به من شر هذه الرؤيا التي تبشره بالسوء.
- ثم يوجه وجهه نحو كتفه من ناحية اليسار وينفث ثلاث مرات بغرض إبعاد الشيطان عنه.
- لا يجب على من يرى رؤيا سيئة في منامه أن يقصها على أي أحد كيلا تصيبه شرورها، بل يفضل أن يحتفظ بها لنفسه كما أمرنا الرسول.
- ثم إذا كان الحالم ينام على جانبه الأيمن فيقوم بالنوم على الجانب الآخر والعكس.
- من لم يستطع العودة إلى النوم فيجب عليه أن ينهض ليتوضأ ويصلي ركعتين بغرض أن يبعد الله تعالى عنه الأذى والفزع.
- ينصح أيضًا بقراءة أذكار ما قبل النوم وهي”“
بِاسْمِكَ رَبِّـي وَضَعْـتُ جَنْـبي، وَبِكَ أَرْفَعُـه، فَإِن أَمْسَـكْتَ نَفْسـي فارْحَـمْها، وَإِنْ أَرْسَلْتَـها فاحْفَظْـها بِمـا تَحْفَـظُ بِه عِبـادَكَ الصّـالِحـين.”
- تلاوة باقي الأذكار التي تتضمن مجموعة من الأدعية والآيات القرآنية التي يجب أن تتلى قبل النوم ومنها سورة الكرسي وخواتيم سورة البقرة وسورة الإخلاص والمعوذتين والتسبيح والحمد والتكبير لثلاثة وثلاثين مرة، حيث تعمل هذه الأذكار على تحصين النفس ومنع الأذى منا تفعل الصدقة.
- قراءة أذكار الصباح والمساء بشكلٍ يومي لأنها تعمل على إبعاد شرور الإنس والجن عمن يقرأها منذ الصباح وحتى يمسي.
- اتباع تعليمات ما قبل النوم التي أمرنا بها الرسول الكريم ومن ضمنها النوم على الجانب الأيمن في بداية النوم.
- كما يفضل ألا يحاول صاحب الحلم البحث عن تفسيره ما دامت الرؤيا سيئة من الأساس.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الأكل من ذبيحة الصدقة
فضل الصدقة
مما سبق وذكرنا خلال الإجابة عن سؤال هل الصدقة تدفع شر الحلم يكون من الهام التعرف أكثر على فضل إخراج الصدقة إلى جانب كونها تعمل على دفع الأذى والسوء عن صاحبها، حيث تتمثل فضائل الصدقة كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية فيما يلي:
- مضاعفة الحسنات.
- زيادة البركة في الرزق والمال.
- التكفير عن الذنوب.
- وقاية من يخرج الصدقة من الأذى والشرور.
- يوم القيامة يأتي المتصدق متظللًا بظل الرحمن.
- دائمًا ما تدعو الملائكة للمتصدق أن يزداد رزقه.
- الصدقة تزكي النفس وتطهرها.
- أما من الناحية الاجتماعية فالصدقة تعمل على بناء مجتمعات مترابطة ومتماسكة يسود بينها الحب والعدل.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الزكاة والصدقة
هل الصدقة تدفع شر الحلم من الأسئلة التي تكون إجابتها بالإيجاب، فالصدقة لا تعمل على دفع شرور الأحلام فقط بل إنها تقي المتصدق من أي أذى قد يتعرض له خلال حياته، إلى جانب الكثير من الفضائل الأخرى التي يجب وضعها في الاعتبار عند وضع نوايا التصدق.