دعاء يهز قلب الحبيب العنيد
ترى بعض الفتيات أن دعاء يهز قلب الحبيب العنيد هو السبيل الوحيد الذي يمكنها من خلاله الوصول إلى قلب الشخص الذي تحبه وتريده، إلا أن هذا الأمر بالذات يحمل أبعادًا أعمق بكثير مما قد يبدو عليه من الخارج، وسوف نتطرق إلى الحديث حول هذا الأمر بالتفصيل من خلال منصة وميض.
دعاء يهز قلب الحبيب العنيد
في الحقيقة لا يمكن الجزم بوجود دعاء يهز قلب الحبيب العنيد سبق وذكر في السنة النبوية أو في الشريعة الإسلامية بوجه عام، ولكن هذا لا يمنع أبدًا أي فتاة من التوجه إلى الله والتضرع إليه بالدعاء لكي يرقق قلب من تحبه، وييسر طريق الوصول إليه حتى يجمعه بينهما على خير فيما يحبه ويرضاه.
- اللهم اكشف الغمام عن قلبه وأذهِب غيظه واجعل فيه خيرًا لي واجعلني خيرًا له وقربه مني.
- ربي إني أسألك أن ترقق قلب من أحبه وأن ترضيني به وترضيه بي وتجمعني به على ما تحبه وترضاه.
- اللهم أرح قلب وداوِ لهفة شوقه إلى من يحبه، وقربه مني ولا تزغ قلبه إن هديته لي.
- ربي لا تحرمني رغد العيش وطيبه مع من أحب، وأنِر بصيرته ونور قلبه كي يراني كما أراه.
- ربي إنك تعلم كم أحبه فسَيِّر قلبه إلىّ، وأزح الغمام عنه كي يرى من تحبه وتدعوك بقربه منها.
- أسألك ربي بكل ما هو محبب لوجهك الكريم من أسماء، بأن تجعل لي فيمن أحب نصيبًا وحظًا كبيرًا، ولا تحرمني هناء العيش إلى جواره على دينك وسنة نبيك.
- اللهم نور قلبه واجلو بصره وبصيرته، وهدأ من قلبه كي يستكين ويرتضي حبي له.
- ربي أنا لا راحة لي من دونه، فاهدهِ ورده إليك مردًا جميلًا لعل قلبه يلين ويميل.
اقرأ أيضًا: دعاء جميل يهز المشاعر قصير
حكمة الله في التقريب والتفريق
قبل أن تبحث أي فتاة عن دعاء يهز قلب الحبيب العنيد يجب أن تكون أكثر معرفة بالله قبل أن تكون أكثر معرفة للأشخاص من حولها ثم تكون على معرفة بذاتها، والأهم بحق هو أن تتقرب إلى الله لكي تعرفه حق المعرفة، وأول ما يجب وضعه في عين الاعتبار هو أن الله لا يحول دون وصول الإنسان لشيء يحبه إلا لخير له لا يعلمه هو.
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [سورة البقرة، الآية رقم 216]
هذه الآية الكريمة خير دليل وبرهان على أن الله أعلم بما هو في مصلحة عبده وبما هو خير له، فبعض الأمور قد تبدو من ظاهرها أنها تتنافى تمامًا مع هوى العبد ورغبته، إلا أنها في باطنها تحمل له الراحة والسكينة والاطمئنان والسعادة، والتي تكون على عكس ما يخبئه له القدر من شر فيما بحسب أن راحته لن تكون إلا فيه.
(يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ) [سورة الحديد، الآية رقم 13]
هذه الآية الجميلة أيضًا تبرهن على أن الله أرحم على العبد من أهله وذويه وحتى من نفسه، ولا أحد يحبه بقدر ما يحبه الله حتى وإن حرمه من شيء فهو لا يحرمه منه كي يبتليه فقط بل لينجيه، وإذا أعاد النظر فيما حرم منه من قبل لوجد أن هذا الشيء أو هذا الشخص كان سيسلبه السعادة التي ينعم بها في حياته.
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [سورة الحج، الآية رقم 46]
إن العين تكذب ما تراه لمجرد أن ترضي ما يريد القلب أن يراه، فقد تكون هناك مؤشرات كثيرة تؤكد لكل بنت أن ما تدعو الله بأن يقربه لها فيه الكثير من الأذى والشر لها، إلا أن قلبها يكون رافضًا تصديق كل ما يحدث من حوله ويستشعره، فإن الحب مهلك حينما يكون أعمى ويكون كالسكر الذي لا يفيق منه صاحبه إلا وهو على شفا حفرة من الموت.
اقرأ أيضًا: دعاء لجلب الحبيب في لمح البصر
العلاقة بين الحب والإيمان بالقدر
الإيمان بقضاء الله وقدره شرًا وخيرًا واحدًا من عوامل الإيمان الرئيسية التي يجب أن يضعها كل إنسان في عين الاعتبار، وليعلم أن قضاء الله وقدره أقوى من أقوى قوة في هذه الدنيا، وأن الإنسان مهما تعاظمت قدرته وقوته سيبقى عاجزًا مكتوف الأيدي أما أمر الله الذي لا مرد له.
أما في إطار الحديث عن دعاء يهز قلب الحبيب العنيد فيجب على الفتاة معرفة أن الشخص الذي لا يبادر ويفعل ما هو مستحيل من أجلها لا يستحقها، وإذا كان دنيء النفس عنيدًا قاسي القلب لن يغيره الدعاء طالما لا يكن في قرارة نفسه رغبة في أن يتغير بالفعل، هذا النوع من البشر يكون الله قد طبع على قلبه.
(لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) [سورة الرعد، الآية رقم 11]
من يزغ الله قلبه لا أحد يقدر على هدايته مهما فعل ومهما حاول معه، وطالما لم يقرب الله للفتاة ما تريده أو من تريده يجب أن تعلم أن الله اختار لها الأصلح والأصوب، ومهما ادعت بأن يقرب إليها شخصًا تحبه ولكنه غير مناسب لها لن يستجيب الله لدعاء لا خير فيه لها، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد على ذلك مثل:
- (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [سورة الزمر، الآية رقم 36]
- (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة السجدة، الآية رقم 17]
- (وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا)[سورة الإسراء، الآية رقم 97]
- (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا) [سورة الكهف، الآية رقم 17]
المعايير الربانية في الزواج
حينما تولي المرأة وجهها إلى الله وتدعوه دعاء يهز قلب الحبيب العنيد يجب أن تتذكر المعايير الربانية التي وضعها الله في الزواج لكي يسير على نحو سليم وصحيح، حيث إن الله سبحانه وتعالى وضع بعض المعايير التي أشار إليها في آيات قرآنية كثيرة تحكم الزواج وتحدد ملامحه وآدابه ليعزز من قيمة ومكانة الرجل والمرأة ويرفع من شأنهما.
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الروم، الآية رقم 21]
المودة والرحمة يجب أن تكون هي السمة السائدة في علاقة الزواج بين الرجل والمرأة في الإسلام، لأن الزواج ليس مبنيًا على علاقة بين شاب وفتاة في الفراش أو تعايشًا من أجل الأولاد فقط، بل يجب أن يكون الزواج قائمًا على التفاهم والمودة والتراحم فيما بينهما، أن يعيش كل منهما للآخر من أجل حبه فيه وليس لكي يشعر أنه مقيد أو مرهون بوضع معين.
(وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [سورة البقرة، الآية رقم 221]
إذا لم يكن الشخص الذي تدعو البنت ربها أن يقربه منها على خلق ودين، فهو لا يستحق أن تسجد أو تقيم الليل من أجل أن تدعو بان يجمعها الله به، فإن خلق المرء يبدأ من دينه وهذا أول وأهم معيار يجب على البنت أن تضع تحته ألف خط قبل أن تختار من يملك قلبها.
اقرأ أيضًا: دعاء للزواج من شخص تريده
أحاديث النبي عن قضاء الله في الزواج
لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أحاديثًا كثيرة مضمونها الرضا بقضاء لله في كل شيء وبما فيه الزواج، ولقد أشار النبي بدوره إلى أن الرجل الذي يستحق أن ترضى به المرأة هو الذي يكون على دين وخلق قبل أي شيء آخر، فإذا لم يكن هذا متوفرًا به فلا يجب على البنت أن تعلق قلبها أو فكرها به لأن من لا يراعي الله لا يراعي أحدًا.
“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من تَرْضَوْنَ دِينَه وخُلُقَهُ؛ فَزَوِّجُوهُ“
رواه أبو هريرة، وحدثه الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، حكم الحديث: حسن الإسناد.
إذا رددت الفتاة دعاء يهز قلب الحبيب العنيد ليلًا ونهارًا وأعانها الناس لكي تصل إلى ما يريده قلبها، لن يغير هذا شيئًا قد كتبه الله عليها أو كتب لها أن تراه وتعيشه في حياتها، وعليها تقبل حقيقة أن ما اختاره الله هو الخير لها وبدلًا من أن تعتمد فقط على دعاء يهز قلب الحبيب العنيد، يجب أن تسأله أن يختار لها ولا يخيرها.
“عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ“
رواه عبد الله بن عباس، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، حكم الحديث: صحيح الإسناد.
“عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: لو أنَّكم كنتُم توَكلونَ علَى اللهِ حقَّ توَكلِه لرزقتُم كما يرزقُ الطَّيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا“
رواه عمر بن الخطاب، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، حكم الحديث: صحيح الإسناد، التخريج: أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد.
يرمي هذا الحديث الشريف إلى ضرورة التوكل على الله في كل شيء حتى فيما يخص الزواج لأنه من سنن الحياة التي يجب أن نحسن فيها الاختيار، وكل ما على الفتاة هنا أن تدعو الله وتخبره بما في قلبه ثم تلقي الحمل عن كاهله وتتركه لله سبحانه وتعالى ليدبره لها كما شاء.
قد يكون دعاء يهز قلب الحبيب العنيد بعيد المنال بالنسبة إلى الفتاة، ولكن يقينًا بالله يجب أن تثق أنه ما أبعده عنها إلا لخير لها فقط وهي لا تعلمه وسوف تبرهن لها الأيام على ذلك.