الايات الكريمه التي تحث على التامل
ما هي الايات الكريمه التي تحث على التامل؟ وما ثمرات التأمل في خلق الله – جل وعلا –؟ حيث إن هناك الكثير من الآيات التي تتحدث عن التأمل في مخلوقات وإبداع الله في الكون، ووردت في العديد من السور في القرآن الكريم، ولكن هناك بعض المسلمين الذين يجهلون تلك الآيات ويرغبون في الوصول إليها؛ لذلك عن طريق منصة وميض نذكر تلك الآيات.
الايات الكريمه التي تحث على التامل
يعد التأمل بمثابة النظر إلى ما خلقه الله – سبحانه وتعالى – في الكون، وهذا لكي يعلم قدرته وعظمته وإبداعه في خلق وصنع الأشياء المختلفة، ولا يتمكن أي بشر أو أي مخلوق سواه من فعل هذا الأمر، حيث إنه من يصنع ويهب المعجزات الإلهية إلى رسله والمؤمنين به وبملائكته.
علاوة على ذلك فإن المولى – عز وجل – ذكر العديد من الايات الكريمه التي تحث على التامل في خلقه وفي الكون بتدبر، والتفكير في مدى امتداد قدرة الله، وأنه يرفع السماء بدون أعمدة، وينزل الغيث منها، ويُرسل الرياح، ويمنع ويُعطي، ونوضح تلك الآيات عبر النقاط التالية:
- قال تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة: 164].
- قال الله – سبحانه وتعالى –: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) [الروم: 8].
قال المولى – عز وجل – في كتابه الكريم: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190,191].
- قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) [النحل: 20,21].
- قال الخالق – جل وعلا – في كتابه الكريم: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [الزمر: 21].
- قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
- قال المولى – عز وجل – في القرآن الكريم: (هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [لقمان: 11].
- قال تعالى: (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 21].
- قال الله – سبحانه وتعالى –: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) [ق: 6].
- قال تعالى: (أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 185].
- قال المولى – عز وجل – في كتابه الكريم: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) [الغاشية: 17].
اقرأ أيضًا: التفكر في خلق الله وأثره
البحث عن الظواهر الكونية في القرآن الكريم
بعد التطلع إلى الايات الكريمه التي تحث على التامل، لا بد من توضيح وذكر أن هناك مجموعة من الآيات التي تم ذكرها في كتاب الله تعالى تتحدث عن الظواهر الكونية التي تُصيب قلوب المسلمين بالخشوع إلى المولى – عز وجل –، ونذكر تلك الآيات من خلال النقاط الآتية:
- قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].
- ذكر المولى – عز وجل – في كتباه الكريم: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم: 48].
- قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ) [الواقعة: 68,69].
- قال تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: 20].
اقرأ أيضًا: آيات عن السعي والعمل
كلام جميل عن التأمل والتفكير في خلق الله
بعد معرفة الايات الكريمه التي تحث على التامل، يمكن أن نذكر أيضًا مجموعة من العبارات والكلمات التي تساهم في حث المسلمين على التفكير والتأمل في الكون وعظمة خلق المولى – عز وجل –، وأنه يتمكن من قبض كافة الأمور بين يديه دون إفلات أو غفو، ونوضح تلك العبارات عبر النقاط التالية:
- يجد الإنسان أسلوب وطريقة ربانية من الله تعالى عبر آياته.. وأنه يقف أمام قدرة وعظمة الخالق ويشعر أنه ضعيف بالفعل.. وأن التفكير والتأمل في خلق وآيات الله – عز وجل – وبلاغتها متناهية الدقة في البيان والتشريع.. يجعل الإنسان يسير في طريق الإيمان به وعدم التوحيد بأحد آخر سواه.
- عندما نتأمل الكون من حولنا نجد أن الآيات القرآنية متواجدة في كل ركن في هذا الكوكب.. وأن كل ما يُحيط بالإنسان آية من عند الله تعالى.. حيث إن الموت آية.. وثبات الجبال دون تحرك آية.. خروج الحي من الميت وخروج الميت من الحي آية أيضًا.. وأن الله قادر على كل شيء.
- في حال سعي كل مسلم تقي في إقامة عبادة التأمل والتفكر في الكون وخلق الله – سبحانه وتعالى –.. يتمكن الإنسان من تذوق جمال القرب من الخالق في هذا الكون.
- إذا اجتمع حب التأمل وذكر الله في قلب مسلم.. فلا يوجد أي مفر من الحصول على أعلى مراتب الإيمان.
- إن الالتزام بعبادة التأمل والتفكير في خلق المولى – عز وجل – يساعد المسلم في كثرة الاستغفار وذكر الله تعالى في كل وقت.. والتوبة بشكل مستمر عند الوقوع في أي ذنب.
- يجب على كل إنسان الحرص على التأمل في عظمة خلق الله – سبحانه وتعالى – بصورة دائمة.. وهذا حتى ينعم بروح يملئها السلام والنقاء.. وحب الله تبارك وتعالى والقرب منه.
- عندما يتأمل المسلم في كيفية خلق الله تعالى الإنسان.. يجد أنه خلقه من سلالة من الطين.. وجعل هيئته في أحسن وأفضل صورة.. ومنحه السمع والبصر والقلب.
اقرأ أيضًا: آيات السكينة والانشراح والأمن من الخوف مكتوبة
ثمرات وفوائد التأمل والتفكير في خلق الله
بعد الاطلاع على الايات الكريمه التي تحث على التامل في القرآن الكريم، من الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الثمرات والفضائل الخاصة بالتأمل في مخلوقات الله – سبحانه وتعالى –، ونذكرها من خلال النقاط الآتية:
- يعتبر التأمل بمثابة صفة من أبرز الصفات التي يتحلى بها العلماء، حيث إن هذا الأمر يساعدهم على زيادة إيمانهم بالله وبقدرته العظيمة على فعل كل شيء.
- يمثل التأمل بوابة من ضمن أبواب المعرفة.
- يعمل التأمل في خلق الله على زرع الخشية لله والتدبر في أمور الكون، وتعظيم مكانته في قلوب المسلمين.
- يساهم التأمل والتفكر بخلق المولى – عز وجل – في توريث الحكمة في عقل كل مسلم يقوم بذلك.
- يساعد التأمل على تقوية معنى التوحيد بالله تعالى في قلوب كافة المسلمين؛ وذلك لأنه يرى قدرة وعظمة الخالق – جل وعلا – التي لا مثيل لها في الكون.
- يكتسب المسلم جميع المعارف من خلال تأمله لخلق الله تعالى.
- زيادة تعلق المسلمين بالله – سبحانه وتعالى –.
- التأكد من أن الإنسان مهما فعل سوف يظل ضعيف أمام قدرة وعظمة الله تعالى، وهذا ما تفعله الايات الكريمه التي تحث على التامل في خلق وإبداع الخالق – جل وعلا – في نفوس المسلمين وكافة البشر.
- الابتعاد عن المعاصي والأمور السيئة، وزيادة التقوى والورع.
- تنمية وتنشيط التفكير والبحث الدائم، وجعل العقل دائم التفكير في كافة الأمور المتنوعة.
يعتبر التأمل في الكون وفي كل ما خلقه الله تعالى وصنعه، بمثابة دلائل تقوي من إيمان المسلمين، وتُزيدهم تقوى وخشية للمولى – عز وجل –، وهذا الأمر يساعدهم في الكثير من الأمور خلال حياتهم، مثل زيادة معرفتهم لما يُحيط بهم.