اين صنعت اول كسوة للكعبه
اين صنعت اول كسوة للكعبه؟ وما هي مراحل تصنيع الكسوة؟ نظرًا إلى أن الكعبة هي أعظم مكان على وجه الأرض ويقصده المسلمون من كل حدب وصوب لتأدية مناسك الحج والعمرة، فسنحرص اليوم من خلال منصة وميض على عرض تاريخ كسوة الكعبة ومراسم التغيير التي تمر بها كل عام علاوة على وصف الكسوة نفسها.
اين صنعت اول كسوة للكعبه
تم صناعة أول كسوة للكعبة في جمهورية مصر العربية وذلك منذ أن اهتم العباسيون أثناء حكمهم لمصر بشراء أجود أنواع الحرير الموجودة في العالم واستخدامها لصناعة ستار الكعبة الفاخر وكان حرير أسود، وتم حياكته بواسطة أمهر النساجين الموجودين في جمهورية مصر العربية، وتعتبر هذه إجابة وافية لسؤال اين صنعت اول كسوة للكعبه.
في عام 160 هـ ذهب المهدي العباسي إلى أداء مناسك الحج، وعندما رآها وجد أن كسوة الكعبة متهالكة تمامًا وليس فقط ذلك بل البناء نفسه ضعيف فخشي أن تهدم نتيجة هذا الإهمال وبناءً على ما رأى فإنه قام بتجريد الكعبة من الكسوة القديمة المتهالكة وإسدال كسوة جديدة عليها واهتم على أن يكون هذا بشكل دوري.
الجدير بالذكر أن خلال فترة حكم المهدي العباسي كان يتم كسوة الكعبة مرتين في العام الواحد، وفي عصر الخليفة المأمون كان يتم كسوتها ثلاث مرات في العام، وطوال القرون الماضية ظلت مصر حريصة على إرسال كسوة الكعبة إلى السعودية إلا أنها بسبب بعض الأمور السياسية تم توقف هذا الإجراء منذ عام 1318 هـ، وبدأت بعد ذلك المملكة العربية السعودية بتصنيع كسوة الكعبة بنفسها وبدأ هذا منذ عام 1346 هـ وحتى الآن.
اقرأ أيضًا: تفسير رؤية الكعبة في المنام
أول شخص أسدل الكسوة على الكعبة
في ضوء عرض إجابة سؤال اين صنعت اول كسوة للكعبه، سنوضح إجابة سؤال من هو اول من كسا الكعبة حيث إن إجابة هذا السؤال تتمثل في أن اسم هذا الشخص هو “ملك حمير” فبدأ باستخدام الخصف في كسوتها، ومن ثمَّ تدرج الأمر حتى استخدم المعافير في كسوتها ويجدُر بالإشارة إلى أن هذه الكسوة يمنية الأصل.
بعد ذلك تم استخدام الملاء لتكون لينة ورقيقة، وبعد ذلك أقام بإقامة باب للكعبة وزوده بالمفاتيح، ومع مرور الوقت اتبع خلفاؤه ما كان يفعله حتى تولى الخلفاء الراشدون ذلك وتم التتابع بين الحكام إلى أن وصلت كسوة الكعبة الآن أ، تصنع في السعودية وتقوم الجهة الحكومية المسؤولة عن كسوة الكعبة بإسدالها.
بهذا نكون تمكنا من الإجابة عن سؤال اين صنعت اول كسوة للكعبه، وسؤال من هو أول شخص أسدل الكسوة على الكعبة.
مراحل تصنيع كسوة الكعبة
في صدد عرض إجابة سؤال اين صنعت اول كسوة للكعبه، نجد أنه لكي يتم إتمام كسوة الكعبة تمامًا يجب أن تمر ببعض المراحل وهذه المراحل تتمثل فيما يلي:
1- صباغة الكسوة
مرحلة الصباغة هي أول مرحلة تمر بها الكعبة ويتم إنتاج الكسوة نفسها في المصنع، وقسم الصباغة يكون مزود بأجود أنواع الحرير الطبيعي في العالم، ومن ثمَّ يتم تأمين الحرير على صورة شلل خام، وتكون الخيوط مغطاة مع بعضها البعض بواسطة طبقة من الصمغ الطبيعي والمعروف باسم (سرسين) وهي التي تجعل لون الحرير مائل إلى الاصفرار ويتم الحصول على هذا الصمغ الطبيعي من خلال استيراده من إيطاليا.
2- النسيج الآلي
النسيج الآلي هي المرحلة الثانية من تصنيع الكعبة، ودخل من ضمن تصنيع هذه المرحلة نظام الجاكارد المحتوي على العبارات والآيات القرآنية، والجدير بالذكر أن أي نسيج لكي يتم تصنيعه يجب أن يمر ببعض التحضيرات الأولية، ومن ضمن هذه التحضيرات وجود خيوط السدى والتي تختلف على حسب نوع القماش نفسه واختلاف أبعاده من حيث العرض والنوع والكثافة.
بعد ذلك يتم تحويل الشلل المصبوغة ليتم تجهيزها على كنة السدى بسبب احتوائها على أعداد معينة من شلل الخيط والتي تكون على حسب طول الأمتار المطلوب إنتاجها، ويجدُر بالإشارة إلى أن أعداد الخيوط المستخدمة لإعداد الكسوة الخارجية من خيوط السدى وتحتوي على حوالي 9986 فتلة في المتر الواحد من النسيج، ويتم تجميع هذه الخيوط على أداة تعرف باسم “مطوة السدي”.
أطراف الكسوة تمر على أسنان أمشاط خاصة تعرف بأنوال النسيج الخاصة وتدريجيًا يتم وصولها إلى مطواة السدى التي تلف بصورة آلية تكون على حسب طول النسيج المحدد من قبل ذلك.
بعد الانتهاء التام من عملية التسدية يتم انتقال الخيوط إلى مطواة المكنة حتى يتم حياكتها بصورة دقيقة للغاية، أما بالنسبة للجزء المخصص من النسيج لتطريز الآيات القرآنية فيتم وضعها على الكسوة من الخارج وذلك من خلال تثبيتها في إعداد السدى، ويكون عرض الـ 205 سم محتوي على 10250 فتلة.
اقرأ أيضًا: الدعاء عند رؤية الكعبة وفضل الحج والعمرة
3- اختبار الكسوة
بعد المرور بكل من المرحلتين السابقتين يقوم المختبر بالتحقق من أن خيوط الكسوة مطابقة تمامًا للمواصفات وهذا يكون من حيث الرقم وقوة الشد بالإضافة إلى مقاومتها بالصورة الطبيعية، ومن الضروري أن يتم تركيب ألوان الصبغة ومن ثمَّ تركيبها على العينات الصغيرة من الخيوط لاختيار الأفضل من بينها.
يتم تزويد المصبغة المخصصة لصباغة كسوة الكعبة بالنسبة المخصصة التي تتناسب مع إضافة عينة إلى ماكينة الصباغة، وبعد ذلك يتم إعادة الكسوة مرة أخرى إلى المختبر من أجل التحقق من الاختبارات الواقعة عليها، وبعد ذلك يتم تزويد المختبر بالعينات العشوائية من أجل فحصها جيدًا والتحقق من أن المنتج حاصل على نفس المواصفات المُحددة.
هناك بعض العوامل التي يتم التحقق على أساسها وهذه العوامل تتمثل فيما يلي:
- ثبات اللون.
- سمك الكسوة.
- مقاومة الكسوة للاحتكاك.
- مقاومة الكسوة للظروف الجوية الصعبة لمكة المكرمة.
الجدير بالذكر أن الجهات المسؤولة عن تصنيع كسوة الكعبة تقوم بعمل الكثير من الأبحاث المتخصصة من أجل اختيار أفضل الأنواع الخاصة بالصباغة وكذلك المواد الكيماوية المختلفة والتي تزيد من مقاومة النسيج للأتربة والغسيل علاوة على أنه يزيد من شدتها، وتم تزويد المختبر الذي تجرى به اختبارات التحقق بأجهزة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في المجال.
4- طباعة الكسوة
هناك بعض التصميمات الفنية والخطوط المرسومة على مسوة الكعبة، وهي ليست ثابتة أو مطرزة من ضمن القماش، ولكن يتم طباعتها، ومن وقت إلى آخر تتغير تلك التصميمات من أجل الحصول على شكل أفضل.
ويتم أخذ الأذن من المسؤول عن أعمال المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهذه الطباعة تشتمل على الزخارف والتصميمات المختلفة بالإضافة إلى الكتابات التي يتم تدوينها على الستارة والحزام، وأول ما يتم في قسم الطباعة هو تجهيز النسيج.
تتم الطباعة على نسيج باستخدام أداة تعرف بـ الشبلونات، وهذه الشبلونات يتم إعداد جهاد فني يعمل على تضييق الوصف بالتفصيل، بعد ذلك يتم نقل التصميم المراد طباعته من خلال شرائح مصنوعة من البلاستيك مستخدمًا في ذلك قلم مخصص لهذا العمل ويكون لونه أسود معتم.
تصبح الرسوم المراد طباعتها موجودة على هيئة فيلم نيجاتيف، ومن ثمَّ يتم تصوير هذا الفيلم ويُنقل إلى حرير الشبلون بعد أن يتم تعريضهما إلى الضوء بعض الوقت لكي ينفذ الضوء من جميع الجهات الخاصة بأسطح الفيلم، فتتجمد الرسومات على السطح ويُستثنى من ذلك الأجزاء المحددة باللون الأسود.
بعد عملية التصوير والغسيل يتم سقوط المادة غير المتجمدة من الأجزاء المحددة وتصبح بعدها مفتوحة المسام وبعد ذلك يصبح الشبلون قابل للطباعة وجاهز ليتم نقل التصميم وبعد ذلك يتم طباعته على القماش أكثر من مرة.
5- تطريز الكسوة
أما عن تطريز الكعبة فيكون من خلال استخدام الخيوط الفضية والذهبية، وعملية التطريز هي عملية فريدة للغاية، وتتم هذه العملية من خلال وضع الخيوط القطنية بالكثافات المختلفة فوق بعضها البعض والاستعانة بالزخارف في تجميل عملية التطريز.
يتم تطريز الخيوط فوق بعضها البعض بواسطة خيوط قطنية صفراء اللون يغلب عليها اللون الفضي، وكذلك الخيوط القطنية البيضاء التي يغلب عليها اللون الفضي في الاتجاه المعاكس، ليكون كلًا من هذين اللونين هما الهيكل الأساسي الذي يظهر الحروف والتصاميم ويصل ارتفاع هذا التطريز فوق القماش إلى 2.5 سم.
يتم التطريز بواسطة أيدي عاملة مُتقنة وذلك دون أي كلل أو ملل وبمهارة عالية ويتم تنفيذها بدقة بالغة لتظهر في صورة تحفة فنية تظهر فيها روعة الإتقان ودقة التنفيذ وأصالة وعراقة الخط العربي.
6- الخياطة والتجميع
يتم إنتاج قماش الكعبة المصنع منه الكسوة في مكنة الجاكارد ويكون ذلك على صورة قطع كبيرة الحجم، وكل قطعة يكون عرضها 10 سم وطولها 14 م، ويتم حياكة كل جنب من جوانب الكعبة تبعًا لعرض الجنب، ويتم توصيل القطع ببعضها مع الحفاظ على التصميم المُصنع على أساسه.
يتم تبطين الكسوة فيما بعد بقماش يعرف باسم قماش القلع ويكون له نفس العرض والطول وبعدها تُخيط بماكينة للخياطة الآلية وهي ماكينة تتسم بكبر الحجم وبطولها الكبير.
اقرأ أيضًا: لماذا بنيت الكعبة في مكة
7- إقامة احتفال سنوي
بعد الانتهاء التام من عملية الإنتاج والتصميم وفي النصف من شهر ذي القعدة تقريبًا يتم إقامة احتفال سنوي في المصنع الخاص بكسوة الكعبة وبعد ذلك يتم تسليم كسوة الكعبة المشرفة إلى سدنة في بيت الله الحرام، وبعدها يتم تسليم الكسوة إلى الرئيس العام المتخصص في إدارة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ويتم أيضًا تسليم كيس خاص بوضع مفتاح الكعبة المشرفة فيه، والمفتاح نفسه يتم إنتاجه في المصنع.
صنعت أول كسوة للكعبة في جمهورية مصر العربية، وكانت مصر حريصة لعدد كبير من السنوات على إرسال الكسوة إلى المملكة العربية السعودية ولكن مع مرور الوقت بحدوث بعض الاختلافات السياسية تم التوقف عن هذا.