الرد على كلمة البقاء لله
كيف يُمكن الرد على كلمة البقاء لله؟ وماذا يُمكنني أن أفعل للميت بعد وفاته؟ حيث عندما يُبتلى المرء بفقيد عزيزٍ لهُ يسعى دائمًا الآخرين إلى تقديم التعزية بالعديد من العبارات المختلفة، ولكن من أشهر تلك العبارات هي قول “البقاء لله”، وبعض الأشخاص قد يجهلن بكيفية الرد، وخاصةً عند عدم إدراكه للوضع المُحزن، ومن خلال منصة وميض سنضع لك العديد من الصيغ للرد على التعزية بالبقاء لله.
الرد على كلمة البقاء لله
جميعنا مُعرضين للمصائب والابتلاءات في هذه الحياة، ألا وأكبر تلك المصائب هي فقد عزيز عليك، فحيها تشعُر وكأنك الوحيد على هذا الكوكب الذي يُشعر بثقلها على قلبه، ولكنها حينها لا يسعنا سوى الدعاء بالرحمة والمغفرة له بجوار ما جلبه، وأيضًا إقامة الكثير من الأفعال التي قد تُجلب له الحسنات، ومن أبرزها العزاء، وذلك أيضًا لتقديم التعزية.
فنحن الشعوب العربية واحدًا، نُحب دائمًا متشاركة بعضنا البعض على سواء في الأحزان والأفراح، لذا فعند ابتلاء أحد في فقد عزيزٍ لهُ يأتي له الكثير من الأشخاص مُرددًا “البقاء لله” أو إحدى العبارات المواسية له وتختلف من شخص للآخر، على كُلٍ، فكيف يُمكن الرد على كلمة البقاء لله؟ فالكثير منا يقع في خطأ عدم معرفة الرد، لذلك سنضع الكثير من العبارات المعنية للرد على تلك الكلمة وغيرها من الكلمات المُستخدمة في التعزية، وذلك على النحو التالي:
- شكر الله سعيكُم، وتقبل دعواتكُم، وأبعد الله عنكم المصائب.
- البقية في حياتك، ما نرى فيك سيئة.
- الحمد لله، جزاك الله خيرًا.
- لله ما أخذ ولله ما أعطى، وما يسعنا سوى قول الحمد لله.
- الرد على كلمة البقاء لله يكون كالصيغة الآتية: الدوام والبقاء لله.
- ونِعمَ بالله، سُبحان من لهُ الدوام والبقاء.
- جميعنا لله راجعون، جزاك الله خيرًا وسعيًا.
- لله ما أحسن خاتمتنا.
اقرأ أيضًا: كلمات تعزية بوفاة شخص عزيز
رسائل للرد على البقاء لله
إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزء لا يتجزأ في يومنا الآن، فجميعنا نُشارك أفراحنا وأحزاننا عبر الصفحات الشخصية على تلك المواقع، لذا فعند استقبال التعزية من خلال المواقع الخاص بك فمن المُمكن حينها لا تعلم كيف يُمكن الرد على كلمة البقاء لله، لذا فبإمكانك الاستعانة بإحدى العبارات التالية للرد:
- يُمكن الرد على كلمة البقاء لله بالآتي: أشكرك يا عزيزي، لا نراك في فقيدٍ غالٍ.
- إن معادن الأشخاص بالفعل تظهر في الأوقات الصعبة والابتلاءات، لذا فما يسعني سوى تقديم الشُكر إلى كُل من كان يقف بجواري حتى التخطي من تلك المحنة، وهذا بالنيابة عن كافة أسرتي.
- رغم الألم الذي طغى على قلوبنا فإني أريد الشُكر لكُل من كان يقف بجواري في الفترة السابقة، ومتأسفة على عدم قدرتي على الرد في الفترة السابقة، أرجوا الدعاء لعائلة الفقيد بالصبر والسلوان.
- شُكر واجب لكُل من قام بتعزيتي، كُل من كان جدار صحي لنا في أوقاتنا الصعبة، وما أريد سوى الدعاء للمفقود بالرحمة والمغفرة.
عبارات متنوعة للتعزية
بعد أن تعرفنا على كيف يُمكن الرد على كلمة البقاء لله، فسوف نذكُر العديد من العبارات التي يُمكن انتقائها لتعزية المُبتلى، فمنها ما يُخفف عنهُ بعض الشيء أحزانُه، فإن المرء في تلك الفترة لا يستطيع إدراك سوى عدم وجود فقيدُه، ولا يعلم إن كان في المكان الأفضل أم لا، فما حسابُه؟ لذا فعلى الأصدقاء والأقارب انتقاء العبارات المواسية له والتي تُشعرهُ بأنه في أفضل حال الآن، فهو بجوار ربه، وهذا ما سنعرضه في السطور المُقبلة:
- أدعوا الله لفقيدكم بالمغفرة والرحمة، وأن يتغمده الله برحمته الواسعة بفسيح جناته.
- أسأل الله العظيم أن ينور قبره ويملأه بالرضا والسرور والفسحة وأن يجعل مثواه الجنة، ذهب مأسوف عليه رحمة من الله تعالى ورضوانه.
- رحم الله أناس فرحت بهم الدنيا حين زينوها، واستقبلتهم الأرض بالبشرى من الرحمن، نسأل الله أن يجعل قبره نزلاً فسيحًا من الجنة يسكنها إلى حين الموعد الأكبر.
- فداكم الله وعفا عنكم وغفر لميتكم، وجعله من زمرة المؤمنين في جنات النعيم، اسألوا له الثبات.
- نعبر عن بالغ حزننا، وأسفنا لمصابكم الأليم بوفاة فقيدكم تغمد الله الفقيد بواسع رحمته.
- نشاطركم الأحزان للفقيد الرحمة ولكم من بعده طول البقاء وإنا لله وإنا إليه لراجعون.
- نتقدم بأحر التعازي إليكم وإلى أفراد العائلة الكريمة كافة بمناسبة وفاة فقيدكم تغمد الله الفقيد بواسع رحمته.
- عظم الله أجركم وجبر مصابكم وغفر لميتكم، اللهم ارحمه ووسع نزله، وأكرم مدخله، واجمعنا به في مستقر رحمته اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- أعزكم الله، وأصبركم على فراقه، وتقبل منه صالح العمل ونجاة وجعل معه النور أنيسًا وصاحبًا حتى جنات النعيم.
- اللهم عامله بما أنت أهله، أنت أهل الفضل وأهل المغفرة ولا تعامله بما هو أهله.
- اصبر لكل مصيبة وتجلد وأعلم أنّ المرء غير مخلد.
- تركناه في ذمة الله فصبر جميل، ودعاء بمغفرة وصلاة الله على سيدنا محمد وعلى آلة وصحبه وسلم.
- بمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة فقيدكم المغفور له بإذن الله تعالى، ولا يسعنا إزاء مصابكم الأليم إلا أن نتقدم إليكم بصادق المواساة، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهمكم جميعاً الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.
- اللهم يمّن كتابه، ويسر حسابه، وثقل بالحسنات ميزانه، وثبت على الصراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنات بجوار حبيبك ومصطفاك صلى الله عليه وسلم.
- عظم الله أجركم يا أهل الفقيد ورحم الله ميتكم واسكنه فسيح جنته اللهم اربط على قلوبهم وألهمهم الصبر والسلوان.
- أوصيكم بالصبر والاحتساب، والتعاون على البر والتقوى، والاستغفار لوالدكم، والدعاء له بالفوز بالجنة والنجاة من النار.
- نشاطركم الأحزان، للفقيد الرحمة ولكم من بعده طول البقاء، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
- إنا لله وإنا إليه راجعون بقلوب راضية بقضاء الله وقدره أقدم التعازي والمواساة اللهم أحسن عزاكم وعظم الله أجركم ورحم الله ميتكم وغفر له وجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه فسيح جناته.
- اصبروا وتذكروا أنّ الله تعالى قال: إنّما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب.
- إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقك لمحزونون لله ما أعطى ولله ما أخذ.
- لقد كان الفقيد من خيرة الشباب، رحمه الله وغفر له وجعل مثواه الفردوس الأعلى، وألهمكم الله الصبر في مصابكم وربط على قلوبكم.
- أحسن الله عزاك وعظم الله أجرك ورفع بالميزان درجاتك ورحم الله “المتوفى” اللهم أبدلهم بدارًا خيرًا من دارهم.
- ألف رحمة ونور على قبره وخالص التعازي وصادق المواساة لأسرته.
اقرأ أيضًا: أفضل ما يقال في العزاء من أدعية وعبارات لمواساة أهل المتوفي
حكم التعزية بصيغة البقاء لله
من الألفاظ المُشتهرة بين الناس عند عزائهم لأحد إذا وقعت عندهُ حالة وفاة هي قول: “البقية في حياتك، أو البقاء لله”، وتختلف تلك الصيغة من بلد إلى أخرى لكنها عائدة على نفس المعنى، ولكن هذا القول ليس من السنة، وإنما من السنة أن يقول الإنسان الراغب في تقديم التعزية للمبتلى: “إن لله وإن إليه راجعون”، أو “إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكُل شيءٍ عندهُ لأجلٍ مسمى، فلتصبر وتحتسب”.
أما عن قول البقاء لله تعني قوله تعالى في كتابة الكريم:
“كُل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام”،
وهذا ما هو مُتأكد منه، أن جميعنا فانين دون الله، وإنما المبتلى يحتاج إلى ما يُطمأنه على فقيده وهو ما كان يتبعُه نبيُنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
أفضل ما يُقدم للمتوفى
كُل إنسان له عزيزٌ انتقل إلى عالم البرزخ بالوفاة، وحينها يتساءل ما أفضل ما يصل إليه بعد الوفاة؟ ووفقًا لقوله صلى الله عليه وسلم
“إن المُسلم إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث” وهو استثناء منهُ، “ولدٌ صالح يدعوا لهُ، علمٌ ينتفعُ به، الصدقة الجارية”،
وتلك أعمالُه هو، وأيضًا هناك الكثير من الأعمال المُنتفع بها الميت من قِبل غيرُه، وهذا ما سنوضحه بشيء من التفصيل عبر السطور المُقبلة:
أولًا: ما ينتفع به الميت من أعماله
إن الدُنيا ما يه إلا فانية، لذا فعلى المرء أن يسعى جاهدةً ليحظى بالجنة والمقام الرفيع في الآخرة، وعليه فيجب القيام بما ينفعُه في الآخرة وعدم الانتظار فقط لإحسان الآخرين له بعد الممات، فلا يعلم إلى متى سيظل في أذهانهم، لذا وبعد أن أوضحنا كيفية الرد على كلمة البقاء لله، سنذكُر الأعمال الصالحة في الدُنيا تنفعهُ بعد الانتقال إلى عالم البرزخ، وذلك فيما يأتي:
1- ولدٌ صالح
لم يقتصر النبي -صلى الله عليه وسلم- جنس الولد في الحديث المُشار له سلفًا، وإنما في العموم، حيث إن الأبناء تتخذ نهج أباءهم في الحياة، لذا فعلى الآباء أن يحسنوا في تربية أبنائهم للتأكد من أنهم يدعون لهُم فيما بعد مماتهم بالرحمة والمغفرة، وغير ذلك فإن كافة أعمال الابن في الحياة تعود على أبويه، فهُما من علماه طاعة الله، والنهي عن ارتكاب المعاصي.
2- العلم النافع
ما يتركه المرء في الحياة يعود إليه بعد الممات على سواء خيرًا كان أو شرًا، لذا فإن كُل ما يتركه المرء من علمٍ نافع سواء من خلال التدريس، أو تعليم الأبناء والأطفال الصواب من الخطأ، أو ترك إحدى الكُتُب النافعة للناس في الحياة فيما بعد بالإيجاب، فهذا بشكل عام يعود ثوابُه على المرء بعد مجاورة ربُه، ودلالةً على ذلك ما تركه الإمام البخاري ومُسلم وغيرهم من الأئمة، فإن علمهُم الذي ينتفع به الناس الآن يعود ثوابه كبيرًا عليهم في الآخرة.
3- الصدقة الجارية
هي كافة الأعمال النافعة التي قام بها الشخص في حياته، فإنها تعود عليه بثواب عظيم في الآخرة، وكُل من شارك في هذا العمل يتشارك معه في الأجر، وهذا مثل مشاركة المرء في بناء مسجد، تأوي من لا مأوى له، تقديم العلم بشكل مجاني لمن لا يملكهُ، وضع المصاحف في بيوت الله للقراءة فيه، حفر بئر، المساعدة في تجهيز إحدى الكوادر الطبية لعلاج المرضى بالمجان.
اقرأ أيضًا: الرد على أحسن الله عزاكم
ثانيًا: ما ينتفع به الميت من أعمال غيره
بعدما تعرفنا على كيفية الرد على كلمة البقاء لله، والأعمال الصالحة التي ينتفع بها المرء بعد مماته منه، سنتطرق لذكر ما ينتفع به من أعمال غيرِه، وهو ما اتفق عليه أهل العلم بوصول أجرهم إلى الميت، ومنها ما تضاربت الآراء حوله ولكنه يعود بالثواب، وهو ما سنوضحه بشيء من التفصيل فيما يلي:
- إخراج الصدقات: أجمع العلماء على ثبوت أجر الصدقة للميت، وهذا وفقًا لِما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث الشريفة.
- الحج والعُمرة بنية الثواب للمتوفى: اختلف العلماء في حُكمها، فالجمهور يرون أنها جائزة، على عكس المالكية، فإنهم يرون أنها غير جائزة لأنه قد لا يستطيع المرء الحج أو العُمرة، فالأولى في هذه الحالة التصدق له، ولكن هذا لا ينفي أجر الثواب الذي يحصل عليه المتوفى.
- الدعاء للميت: ويُضاف إلى ذلك الاستغفار باستمرار للمتوفى، حيث أثبتت العديد من الأحاديث وصول الدعاء إلى الميت، ولذلك فإن أفضل وقت للدعاء إلى الميت هو بعد دخوله القبر، فيقف المرء مُنتظرًا للاستغفار والدعاء له بالثبات عند سؤال الملكين.
الرد على كلمة البقاء لله يكون بالعديد من الصيغ المُختلفة، وهي الشاملة في كافة أنحاء العالم العربي، فلا تقتصر على بلد مُعينة.