اخر ايتين من سورة الحشر

اخر ايتين من سورة الحشر فضلهما كبير بالإضافة إلى أنهما يحملا في طياتهما الكثير من المعاني الجليلة التي يجب على كل المسلمين معرفتها وفهم تفسيرها، حيث إن سورة الحشر من أبرز السور التي نزلت في القرآن الكريم لتوضح الكثير من الأحداث في تاريخ الدين الإسلامي، لذلك في هذا الموضوع سنتعرف من خلال منصة وميض على فضل أواخر سورة الحشر بالإضافة إلى سبب نزول هذه الآيات.

اخر ايتين من سورة الحشر

تحدثت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة عن الفضل الكبير لاخر ايتين من سورة الحشر، حيث قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-:
(من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكّل ‏الله به سبعين ألف ملك يصلّون عليه حتّى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة).
إن دل ذلك على شيء فهو يدل على الفضل الكبير لاخر ايتين من سورة الحشر، حيث قال الله -سبحانه وتعالى-:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}.
اقرأ أيضًا: ماهي السورة التي ذكر فيها البسملة مرتين

تفسير أواخر سورة الحشر

جاء تفسير اخر ايتين من سورة الحشر على لسان ابن كثير على أنه يشير إلى كثير من الدلالات التي رغب الله في توضيحها للعباد، فيما يلي أبرز تفسيرات للآيتين:

  • {هُو الْلَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُو الْمَلِك}: قول الله عز وجل يعني أن الله هو المالك لكافة الأشياء التي يمكن التصرف فيها بلا مدافعة أو ممانعة.
  • {القدوس}: كما جاء تفسير قول الله في كثير من الآراء أنه يعني الطاهر، وقال مجاهد وقتادة أنه المبارك، إلى جانب رأي ابن جريج أن القدوس معناها أنه تقدسه الملائكة الكرام.
  • {السلام}: جاءت لكي تعني أن الله خالي من العيوب والنقائص بالإضافة إلى أنه كامل في الصفات والأفعال.
  • {المؤمن}: قال الضحاك في تفسير هذه الكلمة أن الله يقصد أن أمن خلقه من أن يظلمهم، كما قال قتادة إن المقصود منها أن الله هو الحق وأن المؤمنين صدقوا في إيمانهم به.
  • {المهيمن}: قال ابن عباس إن معناه هو الشاهد على خلقه بأعمالهم وهو الرقيب الأول عليهم.
  • {العزيز}: أي الذي قد عز كل الأشياء فقهرها، وقد غلب الأشياء فلا ينال جنابه وذلك لعزته وكبريائه وجبروته، كما أن التكبر والجبروت لا يليقون إلا له.
  • {الجبار المتكبر}: قال قتادة إن الجبار تعني الذي جبر خلقه على ما يشاء، قال ابن جرير إن الجبار هو مصلح الأمور الخاصة بالخلق والمتصرف فيهم بما فيه ما ينفعهم، والمتكبر تعني أنه يغني عن كل سوء.
  • {الخالق الباري المصور}: تعني أنه سبحانه وتعالى الذي أراد شيئًا قال له كن فيكون.
  • {المصور}: الذي ينفذ ما يريده من صفات في الأشياء.
  • {أسماء الله الحسنى}: جاء في الحديث النبوي الصحيح عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِن لِلَّه تَعَالَى تِسْعَة وَتِسْعِيْن اسْما، مِائَة إِلَا وَاحِدا، مَن أَحْصَاهَا دَخَل الْجَنَّة، وَهُو وِتْر يُحِب الْوِتْر).
  • قوله {يسبح له ما في السماوات والأرض}: أي أن كل الكائنات وما خلقه الله الموجودين بين السماء والأرض يسبحون له بحمده.
  • {العزيز الحكيم}: أي الذي لا يرام جنابه، هو الذي يشرع ويقدر الأمور.

اقرأ أيضًا: لماذا منعت البسملة من سورة التوبة

سبب نزول سور الحشر

تم تسمية سورة الحشر بهذا الاسم من قبل أصحاب النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- وذلك لأنه قد جمع اليهود وأخرجهم من يثرب بسبب أنهم قاموا بالتدبير لقتله، على الرغم من وجود بعض المعاهدات التي قطعها الرسول معهم.

ذلك بسبب كره اليهود وحقدهم على الرسول لأنه بعث من العرب وليس منهم، حيث كانوا يرغبون في أن يكون خاتم الأنبياء المرسلين من بينهم، لذلك كانوا يخططون دومًا للانتقام من الدين الإسلامي والرسول عليه الصلاة والسلام، كما تمت تسمية هذه السورة بني النضير، وذلك إشارةً لليهود التي نزلت السورة لهم.

فضائل أواخر سورة الحشر

نتعلم من هذه السورة وبالأخص اخر ايتين من سورة الحشر أهمية وقيمة التسبيح، وأن الكون وما يحتويه يسبح بحمد الله، بالإضافة إلى معنى اسم الله وهو العدل الذي يعدل بين الناس في الجزاء في الدنيا والآخرة كما أخرج بني النضير من المدينة بدون كساء ولا طعام لظلمهم وتجنيهم على الرسول.

كما نتعلم منها سمات اليهود ونفاقهم للرسول وأنهم لا يؤتمنوا، بسبب أنهم لا ذمة لهم ويجب ألا ننخدع بشعاراتهم، ومن أبرز أفضالها أنها تعلمنا أهمية الترابط القوي بين أفراد المجتمع الواحد وأهمية تحقيق أسس الدين الإسلامي بين الناس، وأن القرآن الكريم هو المعجزة الأفضل التي عرفتها البشرية منذ بداية الحضارة.

بالإضافة إلى التعرف على فضل صفات الله تعالى وانفراده بالألوهية والوحدانية، حيث إن الاعتراف بأن الله هو الواحد الأحد الذي خلق الكون كله يعتبر من أكثر ما يثاب عليه الإنسان، بالإضافة إلى ما تم ذكره فيها من غزوات ومعارك توضح قوة الدين الإسلامي، لذلك يجب على كل المسلمين معرفة هذه الغزوات والقيمة الكبيرة للجيش الإسلامي.

مقاصد أواخر سورة الحشر

جاء في تفسير اخر ايتين من سورة الحشر تكريم لله وتمجيد وذلك من خلال إذكار بعض من صفاته الجميلة واسمائه الحسنى، لذلك يكون لأواخر سورة الحشر فضل كبير وثواب عظيم، وفيما يلي أبرز المقاصد التي نزلت من أجلها سورة الحشر:

1- مخططات اليهود لقتل النبي محمد

عندما هاجر الرسول إلى يثرب وجد اليهود في المدينة يساكنون الأوس والخزرج، وقد استاء اليهود من قدوم النبي إلى يثرب وحاولوا نشر الفتن والقلاقل دومًا وذلك لخلخلة الشريعة الإسلامية، وعلى الرغم من إتمام المعاهدات بين الرسول وبينهم على ألا يقاتلوا أحد من المسلمين، إلا أنهم حاولوا قتل النبي من خلال المؤامرات التي تمت بشأنه.

2- مواجهة اليهود للرسول

منذ أن قام الله ببعث الرسول إلى الناس بالدعوة الإسلامية واليهود مستاؤون ويتحينون الفرصة للنيل من الدعوة الإسلامية، حيث ملء البغض قلوبهم فكانوا يتمنون رسولًا آخر غير النبي الكريم محمد، ويكون الرسول الخاتم للمرسلين منهم، ولكن خيب الله ظنهم وجاء بمحمد من بني هاشم ليكون آخر أنبياء الزمان.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الناس

3- إجلاء بني النضير

جاء في أواخر سورة الحشر توضيح بفشل مخططات اليهود لقتل الرسول، وذلك من خلال محاصرة الرسول لهم بجيش المسلمين، فظل محاصرًا حتى سمح لهم بالجلاء من المدينة المنورة، وقد رحلوا وهم خائبين الظن ويجرون أذيال الخيبة والهزيمة.

تعتبر أواخر سورة الحشر من أبرز الآيات التي لها فضل كبير على المسلم، كما جاء في الأحاديث النبوية، لذلك يجب الحرص على قراءتها دومًا والالتزام بما فيها من مقاصد.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.