تطور الطفل في الشهر الثاني
ما هي مراحل تطور الطفل في الشهر الثاني؟ وماذا يجب أن تحرص عليه الأم في تلك المرحلة العمرية؟ حيث يعاني الطفل من طفرة عُمرية كبيرة في بداية الشهر الثاني، الأمر الذي يُصيب الأم بالخوف والحيرة والمشاعر المُضطربة، خاصةً إن كانت حديثة الأمومة، لذا فعليها العلم بتطور نمو صغيرها من أجل أن يتسنى لها العناية به، ومن خلال منصة وميض سنوضح مراحل تطور الطفل في الشهر الثاني من عُمرِه.
تطور الطفل في الشهر الثاني
الآن قد انتهت المرحلة الأولى والأكثر خطورة على صغيرك، عند إتمام طفلك الشهر الأول من عُمرِه وأصبح في الشهر الثاني عليكِ التركيز بشكل أكبر على العناية به، ولكن هذا لن يأتي بشكل صحيح سوى بالعلم بمراحل تطور الطفل في الشهر الثاني، وهذا ما سوف نذكُرهُ بشيء من التفصيل في السطور الآتية:
1- تطور نمط نوم الطفل
تطور أنماط النوم لدى الطفل، لن في عُمر شهرين أيضًا أن تكتمل بعد، فإنه مازال النوم مضطربًا كثيرًا، وهو الطبيعي في هذا العُمر، حيث ينام الطفل في عُمر شهرين من ١٥ إلى ١٦ ساعة بشكل متقطع، حيث تعاني الأم مع الطفل في هذا العُمر كثيرًا نتيجة لاضطراب مواعيد نومِه، وخاصةً ممن يحصلون على الرضاعة الطبيعية، حيث يعتمدون على الاستيقاظ ليلًا للحصول على كفايته من الرضاعة في الليل.
يستمر هذا الوضع لعدة أسابيع قادمة، لكن بإمكانك أن تُعلمي صغيرك على النوم ليلًا، وتساعديه على انتظام موعد نومِه، وذلك من خلال وضع الصغير عند شعوره بالنعاس في سريرُه، وتجنبي النوم بجواره، أو الاستلقاء على البطن، فهذا يزيد من احتمالية الإصابة بمتلازمة موت الرضع المُفاجئ، كما عليكِ بإزالة كافة الأشياء الناعمة من سرير الصغير تجنبًا لاختناقِه.
اقرأ أيضًا: خروج فقاعات من فم الرضيع بعمر شهرين
2- التطور الحسي
تطور الطفل في الشهر الثاني من ناحية الحواس ليس كبيرًا، حيث إنه يرى الأشخاص من مسافة تصل إلى ١٨ بوصة، لا تقلقين فإنه يستطيع رؤية ملامحكِ جيدًا، ولكن تحتاجين إلى التقرُب إليه قليلًا، كما ذكر الكثير من الأطباء أن في هذا العُمر يتمكن الطفل من حفظ ملامح وجه أُمِه جيدًا خاصةً عند النظر إليها خلال الرضاعة الطبيعية.
أيضًا يتحسن سمع الصغير في هذا العُمر، لذا فعليكِ انتقاء الكلمات الجيدة، والغناء له، قومي بمنحُه الشعور بالحنان والأمان من خلال صوتك الناعم.
3- المهارات الحركية للطفل في عُمر شهرين
يكتسب الأطفال في هذا العُمر المزيد من القُدرة على التحكُم في الجسد، هذا يعني أنه يتمكن من تثبيت الرأس عند النوم على البطن أو الظهر وغيرُه، كما قد ترين ميلُه بشكل كبير إلى المص، يتمتع كثيرًا بهذا الأمر، حيث يضع مُعظم وقته قبضة يديه أو بضعة أصابعه في فمه، ذكر الأطباء أن هذه الوسيلة تزيد من شعورهم بالراحة.
4- التغذية للطفل في الشهر الثاني
التغذية في هذا العُمر ضرورية جدًا ولا تقل عن الشهر الأول، فينبغي على الأم بتوفير ٤ رضعات في فترة النهار للطفل كُل ٣ أو ٤ ساعات، ويتمدد هذا الوقت في فترة الليل، أي يتم منحُه الرضعة كُل خمسة ساعات فما أكثر، وقد يزداد هذا المُعدل من الرضاعة إن كان الطفل يعاني من مشاكل في اكتساب الوزن، وهذا بناءً على ما ينصح به الطبيب المختص.
عليك العلم بأنه يتم تغيير الحفاضة ٦ مرات في اليوم بهذا العُمر، ولا تقلقي بشأن ذلك، وإن كُنتِ تمنحي الطفل رضاعة طبيعية فحتمًا سيكون بُراز الطفل طريًا وأكثر سيلانًا بعض الشيء، أما إن كان الحليب صناعيًا فبالتأكيد يكون بُراز صغيرك أقوى من ذلك، وقد يختلف لون البراز في هذه الفترة، ولكن اللون الطبيعي هو إما أبيض، أو أحمر، أو أسود، ما غير ذلك عليكِ بالحديث مع الطبيب.
الجدير بالذكر أن بعد الولادة يقوم الطبيب بوصف بعض المكملات، خاصةً مكملات فيتامين “د” لِمن يحصلون على الرضاعة الطبيعية، وذلك بعد الولادة بفترة وجيزة للغاية، وما غير ذلك من عناصر يحصل عليها الطفل عند الحاجة وفقًا لوصف الطبيب.
اقرأ أيضًا: عدد ساعات نوم الرضيع في الشهر الثاني
5- مهارات الاتصال للطفل في الشهر الثاني
عزيزتي إن تطور الطفل في الشهر الثاني ملحوظ للغاية من ناحية التواصل، على الرغم أن إشارات التواصل بالنسبة له تكون بالبكاء، والهمهمة البسيطة، والقرقرات، وأصوات هزلية لطيفة، إلا أنه يستطيع الشعور بكِ، ويستجيب إلى صوتكِ، فكما أشرنا سلفًا أن حواسه تتطور ويستطيع حفظ ملامحكِ وصوتكِ اللطيف، وهو الذي يساعده على التشجيع في تكون الكلمات خلال الأشهر المُقبلة.
دواعي زيارة الطبيب
خلال الأشهر الأولى من عُمر الرضيع تظهر العديد من الحركات والسلوكيات، تختلف كثيرًا، ليس عليكِ القلق من ذلك، ولكن هُناك بعض الأمور التي تصدر من الطفل في المرحلة الأولى من عُمره تتطلب استشارة الطبيب على الفور، فقد يكون بداية مُشكلة صحية، ومن هذه الأمور ما يلي:
- إن كان الطفل يستمر بالبكاء ولا يستجيب لأي من الأمور التي تساعد على تهدئتُه.
- لا يشعُر بالخوف من الأصوات الغريبة، أو الأصوات المُفاجئة، كما لا يحاول اِتباع مصدر الصوت.
- لا يتناول كفايته من الغذاء.
- لا يميل إلى مص قبضة يديه في أي من الوقت، سواء عند شعوره بالجوع أو الملل.
- لا يتحرك مع العين، فعندما تُلاحظين أنه لا يحاول اِتباع حركة الأشياء والأشخاص بعينيه فيجب اللجوء إلى الطبيب فورًا.
اقرأ أيضًا: غذاء الرضيع في الشهر الثاني
نصائح للتعامل مع الطفل في الشهر الثاني
الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل مُثيرة للأعصاب للغاية خاصةً للآباء الجُدد، فعادةً لا يعلمون كيفية التعامُل معهُم دون تعريضُه للخطر، ولتقليل القلق والتوتر الذي يُصيبهم عليهم العلم بمراحل تطور الطفل في الشهر الثاني، والتعامل بشكل جيد معهُ، وذلك يتم من خلال اِتباع النصائح الآتية:
- إن الطبيب هو أفضل مصدر للمعلومات، لذا على الآباء دائمًا اللجوء إلى الطبيب لمدهم بالمعلومات الصحيحة، وهو أفضل من سيساعدهم على تخطي قلق تلك الفترة، ووضع الروتين الصحيح لحياة الطفل في هذا العُمر.
- اليوم نرى أن الآباء في حالة تنقُل مستمر، لذا فإن الطفل يقضي وقت كبير في مقعد السيارة، وهذا الأمر غير صحيح ويعود بالضرر على حياته، فيجب أن يتمكن من استخدام العضلات من خلال الحركة، والعناق بين الذراعين، أو وضعه في حامل مُتحرك، تركُه يزحف قليلًا، يرفس بيديه وقدميه.
- الأطفال في هذا العُمر كثيري البُكاء، وهناك الكثير من الوسائل الأمنة لتهدئتُه، وذلك من خلال تشغيل الموسيقى الهادئة، فالبعض من الأطفال يستجيب إليها، أو يُمكن تهدئته بإشعال الضوء الخافت مع إصدار ضوضاء خافتة كصوت المكنسة الكهربائية، ولكن يجب تقليل الصوت قليلًا لعدم فزعه، وإن لم تبدي تلك الوسائل نفعًا فيُمكنكِ اللجوء إلى اللهاية.
- اللمس من أهم ما يجب فعلُه للأطفال في هذا العُمر، وفقًا لإرشادات الأطباء فيجب أن يتم تدليك الطفل بزيت الأطفال “جونسون” أو غيرها من الزيوت الآمنة، ويجب استشارة الطبيب أولًا في مدى سلامته للطفل، لكن يجب عدم الإكثار من هذا الأمر.
- إن كان بين يديكِ فعليكِ العلم بأنه بحب النظر إليكِ كثيرًا، فاحرصي على الابتسام دائمًا فهذا يمنحهُ الشعور بالرضا والطمأنينة.
- يُمكن أيضًا الحصول على المعلومات من الإنترنت لمعرفة كيفية التعامُل مع الأطفال في تلك المرحلة العُمرية، ولكن يجب اللجوء إلى المنصات المُختصة وتجنب المعلومات الغير موثوقة.
الطفل في المرحلة الأولى من عُمره يشهد تطورات مختلفة ومتعددة تدريجيًا، لذا يجب تقديم العناية الكاملة له، والمُتابعة الدورية مع الطبيب المختص لمُلاحظة أي من التغيرات الطارئة.