ما اسم امرأة لوط
ما اسم امرأة لوط من الأسئلة التي لم يرد لها إجابة في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، وعلى الرغم من ذلك فقد كان لزوجة نبي الله لوط – عليه السلام – دورًا مهمًا في مسار دعوة قومه إلى الهداية، وكانت زوجته من النساء التي نُبذت وذُكرت بالعذاب والويل في القرآن الكريم، وفيما يلي سوف نتعرف على المزيد من التفاصيل بخصوص امرأة سيدنا لوط من خلال منصة وميض.
ما اسم امرأة لوط
لم يذكر القرآن الكريم امرأة لوط باسمها ولكنه ذكرها بامرأة لوط هكذا بشكل عام، ولم يأت في السنة النبوية أو الأحاديث أي ذكر لها بالاسم، ولكن المُفسرين والمؤرخين اجتهدوا للوصول إلى اسمها وقد تبين أن لها عدة أسماء هي ما يلي:
- والعة.
- والهة.
- آدو أو إديث، وهذان الأسمان ورد ذكرهم في التقاليد اليهودية.
- هيشفع.
- هلسفع.
اقرأ أيضًا: كم عاش سيدنا سليمان
قصة امرأة لوط عليه السلام
بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال ما اسم امرأة لوط يجب التعرف على قصتها ذات العبرة، فهي كانت من مناصري قومها على الفحشاء وانتكاس الفطرة الإنسانية التي أوجدهم بها الله تعالى، فكان سيدنا لوط ابن أخو سيدنا إبراهيم عليه السلام، وفي عهده أرسل الله ملائكة في هيئة جميلة للغاية إلى سيدنا لوط حتى يخرجوه من القرية.
كان الملائكة متجسدين على هيئة رجال على قدر كبير من الجمال وقد زاروا سيدنا لوط – عليه السلام – سرًا ليخبروه بأن الله سينجيه ومن معه من المؤمنين من هذه القرية الفاسد أهلها، فلما علمت زوجة نبي الله لوط بهؤلاء الرسل أخبرت قومها ليأتوا إلى بيت سيدنا لوط ليمارسوا الفحشاء مع الرجال الذين هم ملائكة.
ضاق سيدنا لوط ذرعًا بما يحدث ولم يكن يقو على مواجهة قومه الأقوياء، فطمئنه الرسل أن القوم لن يتمكنوا منهم ولا منه، وأمره أن يأخذ المؤمنين من قومه ويسيروا ليلًا إلى خارج القرية لأن الله سينزل العذاب على هؤلاء الفاسدين، وكان من بينهم امرأة سيدنا لوط التي أمر الله سيدنا لوط بالتخلي عنها وعدم اصطحابها في طريق خروجه.
يقول الله تعالى:
(قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبٖ) [سورة هود – الآية 81].
امتثل نبي الله لوط لأمر ربه وخرج مع أهله ليلًا من القرية، وامرأته عندما سمعت صوت العذاب الذي سيحل على القرية والدمار المرتقب خرجت من دارها فأصيبت بحجر أدى إلى مقتلها، وتلك هي قصة نبي الله الذي عارضت زوجها وأيدت الفساد والفاحشة، وتجسست على زوجها ووضعته في موقف عصيب.
كيف كانت علاقة امرأة النبي لوط بمجتمعها
لا يشكل ما اسم امرأة لوط فرقًا، فالمصير التي سوف تلقاه هو العذاب في الآخرة، فهي كانت مؤيدة لمجتمعها وقومها في ارتكابهم للفحشاء والخطأ، ويبدو ذلك واضحًا في كونها كانت تهيأ لهم السبل للقيام بذلك على الرغم من بشاعة وشذوذ ما يفعلوه، على الرغم من كونها زوجة نبي يحارب هذه الرذيلة ويحاول نصح قومه بالابتعاد عنها.
لم يشفع لها كونها زوجة نبي تأييدها للرذيلة والمنكر الذي كان يحدث في القرية، ولذلك قدر الله موتها وهلاكها مع أهل القرية الفاسدين المفسدين وجعل مصيرها مثل مصيرهم، وذلك هو عقاب الله العادل، وفي هذه القصة العبرة لمن يعتبرون.
لماذا وصف الله زوجة النبي لوط – عليه السلام – بالعجوز؟
لم يأت القرآن بذكر ما اسم امرأة لوط ولكنه ذكرها بالعجوز في بعض المواضع التي منها قول الله تعالى: (إِلَّا عَجُوزٗا فِي ٱلۡغَٰبِرِين) [سورة الصافات – الآية 135]، ووُصفت بأنها عجوز لطول السنوات التي عاشتها، والغابرين المقصود بها الباقين وذلك وفقًا لتفسير العلماء.
في تفسير آخر للغابرين لأنها قد خرجت من القرية مع سيدنا لوط وماتت بحجر، وبعض الأقوال الأخرى أنها تم مسخها حجرًا أي تغيرت هيئتها البشرية إلى حجر.
اقرأ أيضًا: دعاء سيدنا موسى للزواج مجرب
كيف كانت خيانة امرأة لوط – عليه السلام – لزوجها؟
أيضًا من المواضع التي ذُكرت فيها امرأة لوط عليه السلام بدون ذكر ما اسم امرأة لوط هي قول الله تعالى:
(ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمۡرَأَتَ نُوحٖ وَٱمۡرَأَتَ لُوطٖۖ كَانَتَا تَحۡتَ عَبۡدَيۡنِ مِنۡ عِبَادِنَا صَٰلِحَيۡنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمۡ يُغۡنِيَا عَنۡهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗا وَقِيلَ ٱدۡخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّٰخِلِينَ) [سورة التحريم – الآية 10]
ذُكرت امرأة لوط مع امرأة نوح عليهما السلام بأنهما خائنتين وأنهما مثالًا للكفر، والخيانة هنا المقصود بها النفاق وإخفاء الكفر عن الرسولين، فامرأة سيدنا نوح عليه السلام وصفت نبي الله بأنه مجنون، بينما زوجة نبي الله لوط عليه السلام فضحت سره عند قومه وتحالفت مع عدوه.
الجدير بالتنويه والإشارة إليه أنه لا توجد زوجة نبي قد بغت أو فجرت، وذلك ينفي ارتباط الخيانة بذلك، فيقول ابن عباس: “ما بغت امرأة نبي قط”، ولكن الخيانة يُقصد بها خيانة الدين.
هل يفر نبي الله لوط – عليه السلام – من زوجته يوم القيامة؟
إن قصد امرأة سيدنا لوط وخيانتها له تجعله بريئًا تمامًا من ذنبها ومن معصيتها لله، وقد وردت آية في القرآن الكريم يقول الله فيها: (يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ * وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ *وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ) [سورة عبس – الآيات من 34 إلى 36]، يأتي في تفسير الآية الكريمة أن من يفر هنا هو سيدنا لوط، أي أنه بتبرأ من زوجته، ويوجد تفسيرات أخرى للفرار ألا وهي:
- انشغال الإنسان بشأنه ذلك اليوم.
- الخوف من تبعات ما بينه وبين أهله.
- عظمة وهول الموقف التي تجعل الإنسان لا يرغب في رؤية أهله.
- إدراك الإنسان أنه لا نفع من وجوده بالقرب من أهله في ذلك الوقت.
اقرأ أيضًا: ما هي أسماء سيدنا جبريل عليه السلام
آيات قرآنية ذُكرت فيها امرأة لوط
امرأة لوط ذُكرت مرات عديدة في القرآن الكريم في سور ومواضع مختلفة، ومن بين هذه المواضع قول الله تعالى: (فَأَنجَيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ) [سورة الأعراف – الآية 83]، والتي يبين الله فيها نجاة سيدنا لوط وهلاك امرأته وعذابها.
موضع آخر يبين النقاش الذي دار بين سيدنا إبراهيم – عليه السلام – مع الملائكة الذين أُرسلوا إلى قوم سيدنا لوط بشأن إهلاك قريته، فيقول الله تعالى:
(قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطٗاۚ قَالُواْ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَن فِيهَاۖ لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ*وَلَمَّآ أَن جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗاۖ وَقَالُواْ لَا تَخَفۡ وَلَا تَحۡزَنۡ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهۡلَكَ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ).
كذلك في موضع آخر يبين الله أن هلاك امرأة لوط كان أمرًا حتميًا، فيقول الله تعالى:
(فَأَنجَيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ قَدَّرۡنَٰهَا مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ) [سورة النمل – الآية 57]
إن نبي الله لوط – عليه السلام – من الأنبياء الذين تم ذكرهم مرات كثيرة في كتاب الله تعالى، فقد ورد ذكره في القرآن سبع وعشرين مرة وذُكرت قصته في القرآن ثمانِ مرات في ثمان سور مختلفة، وذلك بخلاف بعض الإشارات إليه في سور أخرى ومواضع أخرى.
إن قصة نبي الله لوط يجب أن تكون عبرة للجميع، وآية نهتدي بها لنتعلم أن عصيان أوامر الله عاقبته الهلاك والدمار، فمن المهم أخذ العبرة من هذه القصة وغيرها من القصص المشابهة.