أحاديث نبوية عن الصدق
أحاديث نبوية عن الصدق تساهم في إفاقة إدراك فئة كبيرة من الناس لأهمية تلك الصفة الكريمة، التي باتت تندمس في باطن الخلق رغم وجودها إما خوفًا أو طمعًا وغيرها من النوايا التي يكذب المرء من أجلها، لذا عبر منصة وميض نعرض بعض مما جاء في السنة النبوية عن الصدق في القول والعمل.
أحاديث نبوية عن الصدق
إن الصدق من صفات الأنبياء ـ عليهم السلام ـ والصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وهي من أعظم الأخلاق التي من الممكن أن يتحلى بها المرء، وفي الغالب ما تعتقد فئة كبيرة من الناس أنها تختص فقط بقول الحق وعدم الكذب.
لكن من الجدير بالذكر أن الصدق لا بد أن يكون في الكلام أولًا، ومن ثم في المشاعر وكل جوانب الحياة، فمن الواجب على المرء أن يكون صادقًا أمام نفسه، وغيره في المشاعر التي يكنها من أجلهم أو المساعدات التي يعرضها عليهم.
إن دين الإسلام هو دين الأخلاق الحميدة، والصدق من ضمن الصفات التي دعا إليها النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وكتاب الله تعالى لأجل التحلي بالتعاملات السليمة والحياة التي تسير على نهج السنة النبوية، وفيما يلي نتناول بعض من الأحاديث النبوية التي دعت إليها مع شرحها:
1- الصدق يهدي للبر
إكمالًا لعرض أحاديث نبوية عن الصدق فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال:
“ إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ كَذّابًا” [صحيح مسلم].
إن الصدق هو أعظم الصفات التي تقرب العبد الصادق من طريقة الجنة والفوز في الدارين الدنيا والآخرة، وقد حثّ الله تعالى في آياته الكريمة عليه كقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [سورة التوبة الآية 119].
ذلك ما يعلمنا إياه الرسول الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ في الحديث حيث يقول إن الله تعالى يحب الصادق، والصدق هو الطريق الواصل إلى كل خيرات الدنيا والآخرة “البر”، والصدق يكون في النية، العزم على النوايا، الأعمال الصالحة والأقل في الصدق أن يستوي سريرته وعلانيته.
كما يوضح النبي الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ في الحديث أن الصدق من خير الأعمال ونقيضه هو الكذب، الذي يوصل إلى الفجور وكل عمل غير صالح أو أخلاق غير حميدة، وقال إنه سبيل المرء للوصول إلى الجنة أن يكون صادق مع نفسه وغيره.
اقرأ أيضًا: قصص أطفال قبل النوم عن الصدق
2- أربع صفات أوصى بهم أشرف الخلق
عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال:
“أربعٌ إذا كنَّ فيكَ فلا عليك ما فاتكَ من الدنيا: حفظُ أمانةٍ وصدقُ حديثٍ وحسنُ خليقةٍ وعفَّةٌ في طُعمةٍ” [حسن الدمياطي].
إن حسن الخلق هو أكثر ما دعا إليه النبي الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأوضح أنه أعظم الصفات التي تجعل العبد بمنزلة عالية في جنات النعيم، فأخبر في ذلك الحديث أن المسلم إن تحلى بأربع صفات فإنه يكون في أعلى المنازل بالدنيا والآخرة.
أولاهم هو الصدق في الحديث وأن يكون كل ما يتواجد في قلب المؤمن ويخبره بلسانه صادق، ويخبر أشرف الخلق أن من يكون صادق فيما يخبر ويقول لا عليه مما يضيعه في الدنيا من متع، فإنه سوف يرزق بجنات النعيم والرزق الوفير في الدنيا.
ثاني الصفات هي التحلي بالثقة والقدرة على حفظ الأمانات وردها حتى وإن كانت سرًا وليست شيئًا معنويًا، أما الثالثة فهي تجمع حسن الخلق وهو كل فعل أو قول يُرضي الله تعالى، والأخيرة في الحديث النبوي تعني الالتزام بتناول ما يحل للمرء من طعام ومشرب.
3- النبي يضمن للصادق الجنة
عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال:
“ اضمَنوا لي ستًّا أضمَنْ لكم الجنَّةَ: اصدُقوا إذا حدَّثْتُم وأوفوا إذا وعَدْتُم وأدُّوا إذا ائتُمِنْتُم واحفَظوا فُروجَكم وغُضُّوا أبصارَكم وكُفُّوا أيديَكم” [صحيح بن حبان].
يعد ذلك من أجمل ما في قائمة أحاديث نبوية عن الصدق فإن الوعد الذي يكون من الآباء أو الصديق الوفي من أكثر ما يجعل المرء مطمئنًا تجاه ما يقول أو يقوم بفعله، فكيف لنا أن يعد النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بالجنة في حالة التحلي بصفات بسيطة ولا نلتمسها ونحاول الاجتهاد لأن نصل إلى تلك المنزلة.
فقد وعد النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ المسلمين أنهم إن ضمنوا له ست صفات في أخلاقهم يضمن لهم دخول جنات الله تعالى! ألا وهم الصدق فيما يتم التفوه به، تأدية الأمانة وردها إلى صاحبها، الوفاء بالوعد وهو ما يكون تابع للصدق، حفظ الفرج عمن لا يحل له والتماس الزواج، الحرص على عدم أخذ ما حرم الله وغض البصر عما هو مُحرم.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين قصير عن الصدق
4- الصدق طمأنينة
نتطرق هنا في موضوعنا عن أحاديث نبوية عن الصدق إلى عرض حديث يعبر عن أهمية الصدق فعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال:
“دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك؛ فإنَّ الصدق طمأنينة، والكذب ريبة” [صحيح].
ينصح النبي ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ المسلمين هنا بأن يتم ترك كل ما قد تشك نفسه في كونه قبيحًا أو حسنًا، حلالًا أو حرامًا، وأن يتم العدل إلى الأمر الذي لا شك فيه، ونوّه بعدها أن الصدق من الصفات التي تجلب الطمأنينة للقلب وتزيد من سكينته لمن يبحث عن الهدوء والرضا.
بينما يعد الكذب من الأمور التي تزيد من القلق والاضطراب في النفس، وهو ما يثبت الجزء الأول من الحديث في أن النفس ترتاح إلى ما تصدقه وما هو فيه شك قد يتسبب في الضيق لها.
5- الله لا يخزي الصادق
عن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال:
“….فَواللَّهِ، لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، واللَّهِ، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتُكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ….” [صحيح مسلم].
في ذلك الحديث العديد من مكارم الأخلاق التي يدعو إليها الإسلام وسنة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أولهم هي الصدق في القول وبها لا يخزي الله العبد في حياته أو مماته، كما أن فيها حث على عدم الغرور بالنفس وإكرام الضيف.
اقرأ أيضًا: قصص عن الصدق في عهد الرسول
الرسول مُحب للصادق
إن الذهاب لرؤية قبر الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ من الشرف الذي يسعى ليناله أغلب المسلمين، وأن يرى أي منهم النبي الكريم في منامه لهو حلم كبير، فإن كنت ترغب في أن يحبك النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ فعليك بصفة بسيطة في تعاملاتك اليومية ألا وهي الصدق.
ذلك ما يتضح في أحاديث نبوية عن الصدق كثيرة من ضمنها عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ـ رضي الله عنهما وأرضاهما ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال: “ أَحَبُّ الحَديثِ إلَيَّ أَصْدَقُهُ” [صحيح البخاري].
فهي دعوة صادقة من النبي الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ لأن يتم التحلي بصفة الصدق في القول والعمل، والتعبير عما في الدواخل بالشكل الصحيح دون مجاملة أو مضايقة للغير، وأن تكون النية صادقة قبل العمل.
قد جاء في أحاديث نبوية عن الصدق الكثير من التعاليم الصادقة والتي تجعل المرء يعلو منزلةً في الدنيا والآخرة، وإن تمسك بها فلن يضيع أبدًا، فتحلى بالصدق تكن من الصديقين أحباب النبي الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ.