أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي
أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي ليس معروف بشكل قطعي إلى الآن، الكثير من الأطفال بعد البداية في النطق بشكل سليم وواضح يعانون من تلعثم وتأتأة في الكلام بشكل مفاجئ، وقد تبوء محاولات الوالدين في علاج المشكلة بالفشل، ولكن ما هي الأسباب المُحتملة أو المُتوقعة لحدوث هذه المشكلة؟ هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي من خلال منصة وميض.
أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي
لم يتوصل الأطباء والباحثون في هذا المجال إلى سبب قاطع وأساسي بخصوص إصابة الأطفال بالتأتأة بعد كلامهم بشكل طبيعي، ولكن يعتقد المتخصصون أن هناك بعض الأسباب المُحتملة التي بشأنها أن تؤدي إلى هذه المشكلة، وهذه الأسباب هي التالي:
1 – عوامل وراثية
من الممكن أن تؤثر العوامل الوراثية في إصابة الطفل بهذه المشكلة، فعند وجود أحد أفراد العائلة يعاني من هذه المشكلة فاحتمالية إصابة الطفل بها ترتفع.
اقرأ أيضًا: علاج التأتأة عند الأطفال بالقران
2 – مشاكل عصبية
من أشهر أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي وجود مشاكل في الإشارات في المخ والتي تنتقل بين المخ وبين عضلات الفم، فعندما يحدث تأخر في إرسال الإشارات من الدماغ إلى الفم يعاني الطفل من صعوبة تجميع الكلمات والنطق بها.
3 – حدوث إصابة في الدماغ
يمكن أن يتعرض الطفل إلى حادث أو إصابة ما في رأسه تؤثر في الأجزاء الموجودة في المخ والمسؤولة عن الكلام مما يسبب مشكلة التأتأة بعد أن كان يتحدث بشكل طبيعي.
4 – التعرض لصدمة نفسية
التعرض للصدمات النفسية بشأنه أن يشل بعض الوظائف ويعيق القيام ببعض الأفعال البسيطة، فمثلًا التعرض لفقد أحد الوالدين أو أي صدمة تترك أثرًا سلبيًا في نفسية الطفل يمكنها أن تمنع عنده الكلام أو تصيبه بالتأتأة بعد أن كان يتحدث جيدًا.
5 – التعرض للضغط النفسي المستمر
أيضًا عند التعرض الطفل للقلق والتوتر بشكل مستمر لأي سبب كان يمكنه أن يتسبب في حدوث التأتأة المفاجئة، والتي يمكن أن تزول وتنتهي عند انتهاء القلق والتوتر ذلك.
6 – الإصابة بمتلازمة توريت
تُعرف هذه المتلازمة بأنها من الاضطرابات العصبية التي تصيب الأطفال فتجعلهم يقومون بتكرار سلوكيات أو أصوات بشكل لا إرادي منهم، كما يمكنها أن تكون سببًا في التعرض للتأتأة.
الجدير بالذكر أن الذكور أكثر عرضة لهذه المشكلة عن الإناث.
أعراض التأتأة بعد الكلام السوي عند الأطفال
أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي تتنوع وتتضمن العديد من الاحتمالات ولكنها جميعها تشترك في نفس الأعراض التي يعاني منها الطفل، لحسن الحظ تكون هذه المشكلة لفترة قصيرة عند أغلب الأطفال بنسبة خمسة وسبعين بالمائة، والأعراض التي تظهر على الطفل كما يلي:
- تكرار الكلمات أو الأصوات أو المقاطع، كأن يقول آآآنت.
- مد الأصوات كأن يقول ششششششجرة.
- تكرار كلمات معينة وسط الكلام مثل قول إممم وسط الحديث عدة مرات.
- الحديث بشكل بطيء ومتقطع.
- تأخر نطق الكلمات أو توقفها، فمثلًا يفتح فمه ليتحدث ويظل هكذا بلا حديث.
- الإحساس بالتوتر والتنفس بصعوبة عند بدء الحديث.
- تحريك العين بسرعة مع اهتزاز الشفاه وقت الحديث.
- يزداد التلعثم عند الشعور بالقلق أو الضغط أو التعب.
- الرهبة من الجلوس للحديث.
اقرأ أيضًا: علاج التأتأة مجرب عند الأطفال
أنواع التأتأة عند الأطفال
قد يعاني الأطفال من أنواع مختلفة من التأتأة في حياتهم، وكل منها لها ظروف وطريقة في العلاج من قبل المختصين، وبعض من هذه الأنواع طبيعي يأخذ فترة من الوقت ويزول مع نمو الطفل والبعض الآخر يشكل اضطربًا يلزم زيارة الطبيب لعلاجه، ومن أنواع التأتأة ما يلي:
1 – التأتأة التنموية
هذا النوع من الأنواع الطبيعية التي يتعرض لها الطفل، وهي دليل على تأخر النمو اللغوي لدى الطفل، وهو أمر طبيعي يواجه الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين والخمس سنوات.
2 – التأتأة العصبية
هذا النوع نوع مرضي صرف ويكون بسبب وجود خلل في الإشارات المُرسلة والمُستقبلة بين الدماغ وبين الأعصاب المسؤولة عن الحديث، وهنا يجب الذهاب إلى الطبيب المختص لعلاج هذه المشكلة.
3 – التأتأة النفسية
لا يشيع هذا النوع بين الأطفال على الرغم من أن احتمالية التعرض لصدمات نفسية وعاطفية في العمر المبكر لهم ليست منخفضة، وهنا يجب أيضًا التوجه إلى الطبيب للخضوع للعلاج اللازم.
تشخيص التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي
أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي المُحتملة يمكنها أن تشكل فارقًا في تحديد العلاج المناسب والاستجابة له، سيقوم أخصائي التخاطب والنطق بسؤال الأم مجموعة من الأسئلة بخصوص التاريخ المرضي للطفل، وتاريخ بداية المشكلة وتأثيرها على حياته وعلى علاقته مع الآخرين في المدرسة وغيرها من الأوساط.
بعد ذلك سوف يوجه الاخصائي الحديث إلى الطفل ويمكن أن يطلب منه أن يقرأ بصوت عالي حتى يمكنه أن يلاحظ الاختلافات الصغيرة في الحديث بين الكلمات والمقاطع والأخطاء التي يقع فيها أثناء النطق ومحاولة استبعاد الأسباب المختلفة ليصل إلى السبب المحتمل.
علاج التأتأة المفاجئة عند الأطفال
أغلب الحالات كما ذكرنا سابقًا تُشفى بشكل كبير من مشكلة التأتأة، ولكن بعض الحالات يظل الأمر قائمًا ويحتاج إلى العلاج والمتابعة، والحالات تلك ليس لها علاج قطعي نهائي، العلاج هنا يساعد على تخفيف الأعراض وتحسين القدرة على الحديث وتقوية التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وفيما يلي نتعرف على العلاجات المتاحة:
1 – علاج النطق
يتم هنا تعليم الطفل كيفية التحدث بهدوء وببطء حتى يتم التقاط وملاحظة التلعثم الذي يحدث، وكذلك تعليمهم طريقة التنفس الصحيحة أثناء الحديث مما يُحسن عندهم النطق بشكل أكثر طلاقة مع مرور الوقت.
2 – العلاج السلوكي المعرفي
هنا في هذه الوسيلة العلاجية يتم تعليم الطفل الطرق والآليات التي تساعده على التعامل مع التوتر والقلق وغيرها من المشاعر السلبية التي تسبب المشكلة الأكبر لديه، كذلك تعليمه كيف يثق بنفسه أمام الآخرين.
3 – التمارين والأجهزة الإلكترونية
هنا يكون العلاج من المنزل بلا حاجة إلى زيارة الطبيب باستمرار، عن طريق مجموعة من التطبيقات الإلكترونية على الهاتف التي تساعد الطفل على تعلم النطق بشكل سليم وسوي، ويقوم الطفل بإخبار الوالدين بهم وإخبارهم بمتابعته.
اقرأ أيضًا: فن التعامل مع الأطفال
نصائح للتعامل مع التأتأة المفاجئة عند الأطفال
توجد بعض النصائح المهمة التي يُنصح بها الوالدين عند التعامل مع الطفل ومعاملته، وهذه النصائح تساعدهم في تحسين حالة الطفل وتحفيزه حتى يسترد طبيعته مرة أخرى أيًا كان سبب المشكلة، وهذه النصائح كالتالي:
1 – تقليل الجهد والضغط المتواصلين
من المهم عدم تحميل الطفل في مراحل عمره المبكرة الكثير من الضغط وجعله يبذل الجهد الذي يتعدى طاقته، وكذلك تجنب توجيه النقد اللاذع له وتوجيه الأسئلة الكثيرة، واستبدال ما سبق بتعليقات وجمل حوارية بين الأهل وبين الطفل.
2 – كن إيجابيًا
عدم إهمال مشكلة الطفل ومعاناته من التأتأة، بل يجب الإسراع واستشارة الطبيب فور ملاحظة المشكلة، كذلك عدم نقده بشكل يثير الحرج، كذلك محاولة ألا تشعره بأي عجز أو نقص أو ضعف خاصة إن لم يلحظ ذلك هو.
3 – كن صبورًا
أيضًا من النصائح المهمة عند التعامل مع الطفل وهو يعاني من تلك المشكلة أن يكون الوالدين على قدر كبير من الصبر، فلا يقاطعون حديثه ولا يستعجلونه لينطق أو التحدث بدلًا منه، كذلك إعطاء الطفل الفرصة ليعبر عن نفسه وعن رأيه ورغباته.
4 – كن طبيب طفلك
أن يمارس الوالدين نفس الطرق العلاجية التي قدمها الطبيب للطفل، فيتحدثون معه ببطء مثلما علمه الطبيب، وكذلك الحديث بأريحية وبطء، والتنفس بشكل صحيح أثناء الكلام والحرص على جعله يرى ذلك.
5 – نصائح أخرى
توجد نصائح اخرى للتعامل مع الطفل وهو يعاني من مشكلة التأتأة تلك وهي أيضًا نصائح تتضمن مجموعة من السلوكيات الهامة التي بشأنها أن تنعكس بشكل إيجابي على حل المشكلة، وهذه النصائح كما يلي:
- طمأنة الطفل وإزالة التوتر والقلق الذي يعتمل في نفسه.
- الاتصال بالأعين عند الحديث.
- عدم إظهار علامات الإحباط أو نفاذ الصبر.
- المحافظة على تعبيرات لطيفة هادئة على الوجه عند التحدث.
- تكرار الجمل التي نطقها بطلاقة حتى يسمعها ويعرف بأن من أمامه يفهمه.
- التحدث معه كل يوم بشكل هادئ بلا أي توتر.
- ممارسة أنشطة معه لا تتطلب التحدث كالقراءة والرسم أو الرقص أو الركض.
- تقديم الدعم النفسي له وعد إيصال أحساس بأنه يعاني من مشكلة أو أزمة.
- تشجيعه على سرد القصص التي يعرفها.
- غناء الأغاني البسيطة له.
مضاعفات التأتأة المفاجئة عند الأطفال
يمكن أن تؤدي التأتأة إلى حدوث مضاعفات للطفل في حالة عدم التعامل معها وعلاجها من قبل الطبيب المتخصص، وهذه المضاعفات تكون على المستوى النفسي والمستوى الاجتماعي، وهي كالتالي:
- عدم المشاركة في الأنشطة المدرسية والمجتمعية.
- عدم احترام الذات.
- فقدان الثقة في النفس.
- ضعف الاستيعاب والقدرة على تأدية الواجبات المدرسية.
- العزلة الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: علاج تأخر الكلام عند الأطفال 4 سنوات
متى يجب زيارة الطبيب؟
ختامًا لموضوع أسباب التأتأة عند الأطفال بعد الكلام السوي، متى يجب زيارة الطبيب؟ يجب زيارته فور ظهور المشكلة، هناك حالات تخضع لعلاج منزلي تحت إشراف الوالدين الذين لديهم قدر من الوعي والعلم وبالرغم من ذلك يلزم زيارة الطبيب، وهذه الحالات كالتالي:
- استمرار التأتأة لفترة أكثر من ستة أشهر.
- خوف مستمر من التحدث.
- عدم التحدث إطلاقًا.
- زيادة المشكلات المدرسية.
إن مشكلة التأتأة لدى الأطفال يعاني منها الكثيرين، وهي ليست خطرًا كبيرًا عليهم ولكن يجب الإسراع في علاجها وعدم الإهمال، فكلما كان العلاج أسرع كلما قلت المضاعفات والآثار السلبية الناتجة عنها.