هل يجوز صلاة المغرب بعد العشاء
هل يجوز صلاة المغرب بعد العشاء؟ وما حكم صلاة القضاء؟ على الرغم من حرص أغلب المسلمون على أداء فريضة الصلاة في مواعيدها الصحيحة، إلا أن مشاغل الحياة الكبيرة، وكثرة الهموم والمشاكل قد تؤدي إلى التغافل عن أداء بعض الصلوات، الأمر الذي يجعلهم يخافون كثيرًا من عذاب الآخرة، أو غضب الله عز وجل، لِذا سوف نقوم بذكر حقيقة إيجاز أداء صلاة المغرب بعد صلاة العشاء، من خلال منصة وميض.
هل يجوز صلاة المغرب بعد العشاء
حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم التغافل عن أداء الصلوات في مواعيدها، بالإضافة إلى أن القرآن الكريم جاء ليؤكد على هذا الحديث في سورة البقرة قال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ » الآية 238 من سورة البقرة، ونكمُن الإجابة على سؤال هل يجوز صلاة المغرب بعد العشاء في الإيجاب.
لكن هناك الكثير من الشروط التي يجب أن تتوافر حتى لا يقع الذنب على متغافل الصلاة، مثل أنه يلزم وجود عذرًا شرعيًا أدى إلى ذلك الأمر مثل السهو، أو النوم، أما من فاتته الصلاة متعمدًا وبدون وجود أي أعذار شرعية فهو بذلك ارتكب إثمًا عظيم، ويجب عليه التوبة منه، والعزم على ألا يعود إلى هذه الأمر مرة أخرى.
في حالة أن المُسلم الذي فاته صلاة المغرب يرغب في صلاتها مع صلاة العشاء، فإن فقهاء الإسلام أجمعوا على أن هذا الأمر يجوز، ولا مانع في أن يفرغ من صلاة العشاء، ومن ثم يقوم بتأدية صلاة المغرب باعتبارها صلاة قضاء، وبصفة عامة لا يجب على المسلم أن يتغافل عن أداء فروضه، وذلك تنفيذًا لقوله تعالى:
«وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ».
إذا ذهب شخصًا لكي يصلي في المسجد صلاة المغرب، ولكن قد فات موعدها ووجدهم يصلون صلاة العشاء، فصلى معهم بنية أن تلك الصلاة للمغرب، فإنه في تلك الحالة تعتبر صلاته باطلة، حيث إنه بذلك أخل بالترتيب الخاص بالصلوات، وبالتالي عليه إعادة الصلاتين مرة أخرى، اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال:
(صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي).
اقرأ أيضًا: صلاة المائة ركعة في ليلة القدر
حُكم صلاة القضاء
يطرح الكثيرون تساؤل هل يجوز صلاة المغرب بعد العشاء، الأمر الذي دفعنا نحو طرح الحُكم الفقهي لصلاة القضاء، ولمن لا يعلم صلاة القضاء، فهي الصلاة التي يقوم المسلم بتأديتها في غير موعدها لوجود أي عذر شرعي منعه من أدائها في وقتها، وجاء حُكم تلك الصلاة على النحو التالي:
- اتفق علماء وفقهاء الدين الإسلامي على أنه يجوز صلاة القضاء في أي وقت يريده المرء، ولكن مع مراعاة ترتيب الصلوات، أي أنه إذا فاته العصر ووجبت صلاة المغرب، يقوم بتأدية صلاة المغرب، ومن ثم صلاة العصر باعتبارها صلاة قضاء.
- في حال أن الصلاة التي تغافل المسلم عن أدائها كانت صلاة العشاء، فهي ممدودة إلى حين أن يأتي وقت صلاة الفجر، وإذا لم يؤديها قبل هذا الوقت فعليه تأديتها في اليوم التالي بالجمع مع صلاة العشاء، ولكن يعزم ألا يعود إلى تلك الفعلة مرة أخرى.
- تعتبر الصلاة التي تغافل المسلم عن أدائها دينًا في الذمة، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال تركها، بل يجب أدائها كصلاة قضاء في أي وقت، فضلًا على تركها تمامًا، ويرجع ذلك إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (مَن نسِيَ صلاةً فليُصَلِّ إذا ذكَرها، لا كفارةَ لها إلّا ذلك).
- إذا كانت الصلاة التي كان يريد المسلم أن يقضيها مر عليها العديد من السنوات، فإن علماء الفقه أجمعوا على أن هذا الأمر يجوز، ولكن يجب التوبة النصوحة والرجوع إلى الله عز وجل، وتأدية كل ما فات من فروض في مواعيدها.
- بعد أن علمنا أن إجابة سؤال هل يجوز صلاة المغرب بعد العشاء، تكمٌن في الإيجاب، من الضروري عدم التمادي في ذلك الأمر، لأنه مع التكرار والتعمد يفقد شروط إيجابه وبالتالي يقع على فاعل هذا الأمر إثم عظيم.
- في حالة أن الصلاة التي تأخر المسلم عن تأديتها هي صلاة الفجر، فإن حكم تأديتها بعد طلوع الشمس لا يجوز، حيث إن تلك الفعلة تعتبر من أفعال الكافرين، لِذا من الضروري عمل كل السُبل التي من شأنها إيقاظ المسلم في وقت الفجر للاستفادة بهذا الثواب العظيم.
- المريض الذي فاتته الصلاة وفقًا إلى الظروف الصحية التي كان يعاني منها، فإنه يجب فور تحسنه أن يؤديها حتى وإن لم يكن واقفًا، ويمكن صلاتها وهو مستلقي على جانبه، أو جالسًا قدر الإمكان، ولكن بجميع الأحوال لا يجب تركها، حيث إن فيها اتصال بالله عز وجل.
- الأعذار المقبولة، فمن تلهيه الدنيا عن لقاء الله عز وجل، فلا نافع له، ويرجع ذلك إلى قول الله تعالى: (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار).
فضل أداء الصلاة في مواعيدها
إذا علِم الناس الفضائل الكثيرة التي تعود على المرء المُسلم من أداء الصلاة في ميعادها الصحيح، لن يكون هناك داعي في طرح سؤال هل يجوز صلاة المغرب بعد العشاء، حيث إنه لن يقدر أحد على التغافل عن أداء فرض الصلاة، ولِذا سوف نقوم بذكر جميع الفضائل التي تعود على المسلم من خلال المحافظة على صلاة المغرب من خلال الفقرات التالية:
1- تنفيذ لأوامر الله عز وجل
أمرنا الله تعالى بالمحافظة على تأدية الصلاة في مواعيدها الصحيحة، ونحن بصفتنا عباد الله أجمعين، ومؤمنين بالله وكتبه ورسله، فنحن أول من يقوم بتنفيذ الأوامر، كما أن تعجيل أداء الصلاة في مواعيدها أمرًا ذُكر في القرآن الكريم، قال تعالى:
(حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ).
الأمر الذي يشير إلى شِدة الالتزام بتأدية الصلاة في مواعيدها، هو أن الله عز وجل لم يكتفي بذكر أهمية المحافظة على الصلاة في تلك الآية فقط، وقال تعالى: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ)، ونحن لكي نكون في رعاية الله وحفظه علينا أن ننفذ كل ما أمرنا به.
من منا لا يرغب في لقاء الله يوميًا، تعتبر الصلاة هي ميعاد التواصل مع الله عز وجل، ولا يفلح من يجد غير الله مخرجًا، علاوة على لقاء الله فإن الصلاة من شأنها إبعاد المسلم عن ارتكاب الذنوب والمعاصي، وكان ذلك واضحًا في قوله تعالى:
«وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ».
اقرأ أيضًا: هل يجوز الجمع بين نية القضاء ونية صيام العشر من ذي الحجة
2- تطبيق لسُنة الرسول
في صدد الإجابة على سؤال هل يجوز صلاة المغرب بعد العشاء، يجب العلم ان التغافل عن أداء فريضة الصلاة لا يعتبر من الأمور التي لا يحبها الله فقط، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم يستنكر هذا الأمر كثيرًا، حيث إنه كان دائم الحرص على أداء جميع الصلوات في ميعادها، حتى في وقت مرضه، ونحن نقتدي به قدر الإمكان.
من الدلائل النصية على أهمية تأدية الصلوات في ميعادها هو حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا“ يمكن الاستدلال من خلال هذا الحديث على شِدة حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تأدية الصلوات الخمس.
لم يقتصر الأمر على الصلاة فقط، بل إن صلاة الجماعة لها فضل كبير على صاحبها، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم
“صلاةُ الرَّجلِ في جماعةٍ تزيدُ علَى صلاتِه في بيتِه وصلاتِه في سوقِه خمسًا وعشرينَ درجةً وذلِك بأنَّ أحدَكم إذا تَوضَّأ فأحسنَ الوضوءَ وأتى المسجدَ لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ ولا ينهزُه إلَّا الصَّلاةُ لم يخطُ خطوةً إلَّا رُفعَ لَه بِها درجةٌ وحطَّ عنهُ بِها خطيئةٌ حتَّى يدخلَ المسجدَ فإذا دخلَ المسجدَ كانَ في صلاةٍ ما كانتِ الصَّلاةُ هيَ تحبسُه والملائِكةُ يصلُّونَ علَى أحدِكم ما دامَ في مجلسِه الَّذي صلَّى فيهِ ويقولونَ اللَّهمَّ اغفر لَه اللَّهمَّ ارحمهُ اللَّهمَّ تب عليهِ ما لم يؤذِ فيهِ أو يُحدث فيهِ”
كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أشد الناس حرصًا على تأدية فريضة الصلاة، وكان ذلك واضحًا في ورود الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدور حول أهمية الصلاة، وكان من بينها ذلك الحديث
“ألا أدُلُّكم على ما يُكفِّر اللهُ به الخطايا ، و يزيدُ به الحسناتِ ، و يُكفِّر به الذنوبَ ؟ قالوا : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : إسباغُ الوضوءِ على المكروهات ، و كثرةُ الخطا إلى المساجدِ ، و انتظارُ الصلاةِ بعد الصلاةِ، فذلكمُ الرِّباطُ“
اقرأ أيضًا: قضاء الصلاة الفائتة إذا دخل وقت الأخرى
3- الحصول على أجر مضاعف
من المعروف أنه للحصول على أجر مضاعف من الصلاة يجب فعل بعض الأمور الهامة، ومن بينها تأدية الصلاة في مواعيدها، والخشوع في الصلاة، وعدم الإسراع فيها، كل تلك الأمور من الواجب وضعها في الاعتبار لنيل الجزاء الأكبر، استدل علماء الإسلام على أهمية أداء الصلاة في مواعيدها من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
(أصبِحوا بالصُّبحِ فإنَّهُ أعظمُ لأجورِكم).
المحافظة على تأدية الصلاة في مواعيدها من صفات المُسلم القوي، كما أنها من الأمور التي تضاعف الجزاء وتحمي المرء من عذاب النار، لذِا يجب على المرء عدم التغافل عن أداء الصلوات الخمس.