دعاء حسن الظن بالله
تتعدد صيغ دعاء حسن الظن بالله، وفي واقع الأمر يُعد الوصول إلى مرحلةٍ تُحسن فيها ظنك بخالقك وبارئك من المراحل التي تجعلك تتوكل على الله وتعلم علم اليقين أنه ليس بينك وبين استجابة الدُعاء ونيل الرجاء إلا بعض الوقت، وفي سبيل مُساعدتكم قررنا تعريفكم بما جاء من صيغ هذه الأدعية من خلال منصة وميض.
دعاء حسن الظن بالله
على الرغم من سماعنا لمُصطلح حُسن الظن بالله كثيرًا إلى أننا نجهل إلى حدٍ كبير معناه وما يُشير إليه، حُسن الظن بالله هو العلم والإيمان التام بالله تبارك وتعالى، وإدراك كون الله يجود على عباده، يغفر لهم ويمدهم بخيرٍ ملئ السماوات والأرض من فضله ورحمته.
كما أن حُسن الظن بالله هو ما يجعل المرء يتوب ويلجأ إلى خالقه في حال ما أخطأ وهو يعلم تمام العلم أن ذا الجلال والإكرام هو قابل التوبة على الرغم من إقدام المرء على المعاصي، ويأمل التائب على إثر ظنه الحسن بالله تبارك وتعالى في العفو عنه، ويجتهد في سبيل الوصول إلى ذلك.
يُمكننا القول إن حُسن الظن بالله هو السبب الأول الذي يدفع المرء إلى الاستمرار الدُعاء والطلب إلى حين تحقُق ما يرجوه وما يبتغيه من الله تبارك وتعالى، وفي الوقت ذاته هُناك بعض الأحاديث التي لها القُدرة على زيادة إيمان المرء وتعزيز حُسن ظنه بالله مثل:
- اللهم أنت ربي قائل أنا عند ظن عبدي بي فليظن ما شاء اهدني وأحسن ظني بك يا كريم يا وهاب، اللهم إني مُحسنٌ بك الظن كما أمرتني فكُن جواري يا الله وطمئن قلبي كما وعدتني.
- اللهم إني ظني بك أنك صارفٌ عنا البلاء، اللهم أغثنا من الشقاء، اللهم يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث.
- اللهم إنك تعلم أني مؤمنٌ بك على الرغم من كثرة ذنوبي وما أقوم به من معاصي، اللهم زِد يقيني بك، اللهم إني أتوكل عليه وأبوء بما أقوم به من ذنوبٍ لا يعلمها سواك.
اقرأ أيضًا: دعاء لصلاة الفجر في وقتها
دُعاء اليقين بالله تبارك وتعالى
حُسن الظن بالله يدفعك إلى القيام بصالح الأعمال، مثل إخراج الصدقات، كثرة الاستغفار والتعامل برحمة ولُطف ومودة مع الفقراء، أما فيما يخص التعامل مع الله تبارك وتعالى فيتعامل المرء بالدُعاء وطلب المغفرة بحُسنٍ ظنٍ يختلط بالتوبة والندم والإقلاع عما كان يقوم المرء به تعبيرًا عن رغبته في التوبة النصوحة.
كما أنه اليقين بكون الله قادر على كُل شيء يجعل المرء يعلم أنه لن يُنزل يديه في الدُعاء خائب الرجاء، وقد وردت العديد من صيغ وصور دُعاء حُسن الظن بالله أبرزها:
- اللهم إني أدعوك وأنا أعلم علم اليقين أنك مُجيبٌ للدعوات وغافرٌ للزلات وكاشفٌ للكُرب رافعٌ للمُشكلات، فاللهم كُن جواري ودبر لي أمري وأصلح لي شأني كُله، اللهم عليك توكلت وأنت ربي ورب العرش العظيم.
- اللهم إني مُحسنٌ الظن بك، فانصرني واحفظني ودبر لي أمري بقدر حُسن ظني بك يا كريم يا وهاب.
- اللهم إنا نستغيث برحمتك فأغثنا، يا مُغيث كُن معنا وارحمنا وأعنا على ما نُعانيه في حياتنا، اللهم إنك قد وعدت من آمن بك وأحسن ظنه بقُدرتك بالاستجابة، وأنا موقنٌ ومؤمنٌ بك ومُتوكِلٌ عليك ربي ورب العالمين.
- اللهم إنك عند حُسن ظن عبدك بك، فأعني يا الله على حُسن الظن واليقين، اللهم إني مؤمنٌ بعظيم قُدرتك وقوتك ولكن تغلبني نفسي فأعني عليها.
- اللهم اجعلني من الموقنين بالإجابة، اللهم إني بك أُؤمن وعليك أتوكل، فكُن معي يا الله واهدني هدايةً لا أضل بعدها أبدًا، اللهم أنت ربي وعالمٌ بضعفي وقلة حيلتي، اللهم فلا تردني خائب الرجاء.
اقرأ أيضًا: الدعاء المستجاب بعد الصلاة
الدُعاء مع حُسن الظن بالله
حُسن الظن بالله تبارك وتعالى من أبرز وأسمى العبادات التي يُمكن أن يقوم بها المرء ويُداوم عليها في حياته بشكلٍ عام، فيؤجر المرء على ثقته بالله خير الجزاء وحُسن الثواب بإذن الله وفضله عليه.
لكن التوجه إلى ذي الجلال والإكرام بالدعاء من الضروري أن يكون مُتزامنًا مع الطاعات، فالقائم على المعاصي يُبعد تارةً تلو الأُخرى عن فكرة الإيمان، ولا يزيد ما في القلب من إيمانٍ بالله ويقينٍ بكونه القادر على كُل شيء بقدر الاجتهاد في أسباب العفو والتقرب من الله بالعمل الصالح والعبادة الطيبة.
من الجدير بالذكر أنه لم يرد في السُنة النبوية الشريفة أو قول الله الكريم في ذكره الحكيم وقُرآنه صيغ لدعاء حسن الظن بالله، فهذا الشعور داخلي يؤمن من خلاله المرء بكون خالقه وبارئه قادرًا على القيام بكُل شيء إن شاء ذلك.
لكن هذا لا يعني أنه لا يُمكننا أن نطلب من الله إدخال اليقين في قلوبنا وأفئدتنا باستخدام دعاء حسن الظن بالله بكل تأكيد، فقد ورد في صحيح مُسلم بتحديثه كون الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“رُبَّ أشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بالأبْوابِ لو أقْسَمَ علَى اللهِ لأَبَرَّهُ” [صحيح المسند].
في الحديث الشريف أعلاه ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلًا على بعض الرجال الذين يؤمنون بالله تبارك وتعالى، فالإقسام على الله ليس من باب إجباره على قبول الدُعاء حاشاه، وإنما تعبير عن شِدة الحاجة.
قال الله تبارك وتعالى في حديثٍ قُدسي {أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فليظن بي ما يشاء}، فظنك الطيب بذي الجلال والإكرام سيعود عليك بالطيب.