قصتي مع الصدقة والشفاء
قصتي مع الصدقة والشفاء توضح أنها تدفع الكثير من الأذى عنّا وتخفف من القدر والبلاء، فكثيرًا ما كنت أقرأ أن الجسد بحاجة إلى التصدق عنه وفقًا للقدرة الذاتية، ولكنّي قد رأيت ذلك بعيني في قصتي مع صد الأذى بالصدقة، وهي ما سأتناولها معكم عبر منصة وميض بالتفصيل.
قصتي مع الصدقة والشفاء
الحمد لله الذي لا يُحمد على السراء أو الضراء سواه.. فقد تفشت الأمراض في أيامنا تلك بالشكل الغير طبيعي، وذلك ما جعلني في كثير من الأحيان أشعر كأن هناك حاجة إلى الاختفاء في المنزل بدلًا من التواجد في الشارع بين الناس فقد ألتقط العدوى من هنا أو هناك.
إلا أن أختي دائمًا ما تقول لي أن الشخص الذي يعاني من وسواس النظافة والخوف من المرض هو من يكون مصاب، ولكن تلك النظرية لا أقتنع بها على أي حال، فالنظافة من العوامل الهامة من أجل الحفاظ على النفس وهي طهارة للنفس كذلك ومن الإيمان.
ذات يوم وأنا جالسة في إحدى المحاضرات التعليمية انتباني ألم شديد في جانبي الأيسر من الأسفل، وبالفعل كان لا يُطاق بقدر أنني تركب المحاضرة وقمت لأذهب للمنزل، ولكن قدماي لم تسعفني في تلك اللحظة لأن أخطو خطوة بعد باب الجامعة.. فاتكأت على عربة على الرصيف لأجل أن أستجمع قواي ولكن بلا فائدة تُذكر.
لا أرغب في أن أجدد جراحي ولكن من الواجب ذكر قصتي مع الصدقة والشفاء لأن بها من العبر الكثير، وأهمها هو أن الله تعالى معنا أينما نكون حتى وإن كنا بمفردنا، فإننا نكون في معيته.
اقرأ أيضًا: أيهما أفضل للميت الصدقة أم العمرة
ألم مرير وليلة طويلة بالمشفى
أثناء اتكائي على العربة أبصرت أن هناك صيدلية في القريب، فتحركت وأنا أدعوا أن أتناول من طبيبها ما يفيد في تخفيف ألم جانبي، وبالفعل دخلت وأخذت برشام مسكن للألم، ومن ثم أوقفت تاكسي لأجل أن أذهب للمنزل أثناء في طريق مليء بالاتصالات من العائلة خاصةً أُمي.
لا حاجة لأن أشرح كم كان الطريق مزدحمًا وهو ما يجعل العربة تتمايل إلى اليمين واليسار في سرعة من غضب السائق وأنا في ألم مرير يزداد بالحركة بالخلف.. وصلت للمنزل وإيجازًا قد أخذتني عائلتي إلى المشفى لأجل الخضوع للعناية الطبية ظنًا أنها الزائدة.
لكن بالوصول إلى المشفى وإجراء أشعة الموجات فوق الصوتية قد انتابنا جميعًا الخوف نظرًا لوجود ملامح غريبة على أوجه الأطباء، وبالفعل قد كان ما لم نتوقع أبدًا أخبرنا الأطباء أنني مصابة بمشكلة في المبايض وعلينا إجراء جراحة فورية في أقرب وقت لإزالة الكيس.
أولى العمليات الجراحية
لم أخضع في حياتي كلها لأي من العمليات الجراحية، فحتى عملية اللوز التي قام بها أغلب الأطفال لم أخضع لها حمدًا لله، وذلك ما جعل الخبر ينزل على قلبي كالماء البارد في طقس غاية في البرودة، ولكنني وجدت لساني يتمتم بذكر الله تعالى ويطمئن قلبي أنه سيكون خير.
في ذلك اليوم طلبت من أخي أن يتصدق نيابةً عني بمبلغ كنت أدّخره، فأنا دائمًا ما أقرأ عن فضل الصدقة بنية الشفاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وكانت نيتي أن يكون ذلك الكيس غير خطير أو خلاياه خبيثة.
باليوم التالي أغمضت عيني في غرفة العمليات إثر الخضوع للبنج الكلي مع ترديد لساني لآيات الله تعالى وأذكار الصباح، إلى أن أفيق وأجد أن إيماني بالله تعالى ويقيني قد كان في محلّه، حيث إن العملية قد تمت بنجاح وبات خوفي رمادًا حينما أخبرنا الطبيب أن الخلايا حميدة ولا يوجد قلق من تلك الوعكة الصحية التي باغتتني.
قد كانت قصتي مع الصدقة والشفاء بالنسبة لي مُرضية ومقربة لقلبي من طريق الله بنسبة أكبر، فإن ذلك المبلغ القليل الذي أخرجته عن مالي وصدقة عن صحتي قد كان له دور كبير في شفائي ودفع أذى أكبر كان من الممكن أن يصبني لولاها.
عودة الألم ودفعه بالصدقة
مرت سنة على تلك العملية الجراحية التي ذكرتها لكم فيما سبق، إلى أن يباغتني ألم مشابه للغاية من أيام قليلة في الجانب الأيمن وهو ما قد فزعني وجعلني أخاف بشدة لأن يكون كلام الطبيب قد جاء موعد احتمالية حدوثه.
فقد أخبرنا أن ذلك الكيس الحميد من الممكن أن يظهر مرة أخرى من تلقاء نفسه، ولا يوجد أي سبب علمي أو عوامل أقوم بها فتتسبب في ظهوره، وظللت يومًا كاملًا لا أقوى على الحركة إلى أن شخصت حالتي ووجدت أن الأمر مجرد ألم بسيط ناتج عن قلة المياه ولا يوجد داعٍ للقلق وبمجرد تناول بعض الماء سأصبح أفضل.
قبل يوم التشخيص قد أخرجت مما أدخره من عملي بعض الأموال صدقة عن صحتي وحياتي لكي يبارك الله لي فيها، وهذا ما وجدته في تلك اللحظة التي جلست بها أمام الطبيب ولم يخبرني بوجود نفس المشكلة مرة أخرى، وتلك الحالة التي تملأ الصدر بالطمأنينة دائمًا ما يشعر بها من يتعود على الصدقة ويعلم أنها من دفعت عنه الشر.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الزكاة والصدقة
مرض طفلة لقلة التصدق
من ضمن القصص التي عاصرتها بنفسي وشبيهة بقصتي مع الصدقة والشفاء هي فتاة صغيرة في العائلة كانت تشكو إلى والدتها بالألم المستمر في العظام، والخمول والكسل عن أداء أي من النشاطات اليومية الخاصة بها.
بالطبع تم عرض الفتاة على العديد من الأطباء وكل واحد فيهما لم يجد السبب العلمي لوجود ذلك الكسل أو الخمول، فإن التحاليل الطبية الخاصة بالفتاة طبيعية ولا يوجد بها أي مشكلة تستدعي القلق، ولكن بمرور الوقت قد قام أبيها بدفع الصدقة عن أهل منزله.
من هنا بدأت نقطة التحول في الكثير من الأمور بالمنزل وليس في صحة الفتاة فقط، فقد أصبحت أكثر نشاطًا وتعاملها مع أبيها ووالدتها أصبح أفضل، والجو العام للمنزل أصبح أقل حزنًا وهمًا، وبالاستمرار على التصدق وتحسن الأحوال بالشكل الأفضل قد أصبح أبيها في حسرة على الأيام التي أضعها دون تصدق.
اقرأ أيضًا: قصص قصيرة عن الصدقة
التصدق عن غيري
من ضمن الجوانب الهامة في قصتي مع الصدقة والشفاء والتي تعلمتها مع مرور الوقت هي أن الصدقة يمكن أن يتم دفع بها الأذى عن شخص آخر غير النفس، وذلك بالفعل ما وجدته مع أمي.
فقد عانت في فترة ما من ضيق النفس وصعوبة التأقلم مع آلام الجسد التي لا تزول حتى بتناول العقاقير الطبية، فإن الأمر كان قد وصل إلى الأذى النفسي كذلك وليس البدني فقط وهنا علمت أننا في حاجة إلى إخراج صدقة.
لست في حاجة إلى القول بأن إخراج الصدقة مع التضرع لله تعالى والاستمرار في تحسين الحالة الخاصة بوالدتي قد جعلها تتحسن بالفعل، وفي غضون أيام قد كانت حالتها أفضل، وحينما تحدثت معها علمت أنها لم تقوم بإخراج صدقتها من شهرين.
عجائب الصدقة في الحياة لا يمكن حصرها، ولكن إن قمت بتجربتها سوف تجد الكثير من الأمور تتبدل من حولك، فالمرض تقل وطأته والخوف يزول ويصبح قلبك مليئًا بالرضا والطمأنينة.