ما هو سمك القد
ما هو سمك القد؟ وما هي فوائده لصحة الإنسان؟ ولكي نكون قادرين على الإجابة عن هذه الأسئلة يجب عليك أولًا أيها القارئ أن تكون قادر على التفرقة بين سمك القد والحيتان، فقد يخلط البعض بين النوعين وذلك بسبب زيت كبد الحوت الذي يتم استخراجه من سمك القد، فربما يعتقد البعض أن القد هو ذاته الحوت ولكن هذه المعلومة غير صحيحة، وللتعرف أكثر على سمك القد سنعرض لكم من خلال منصة وميض كافة المعلومات عن هذا النوع من الكائنات البحرية.
ما هو سمك القد
الاسم العربي لسمك القد هو القد الأطلسي، والذي يعرف بالانجليزية باسم Cod fish، وهو أحد أنواع الأسماك التي تنتمي إلى فصيلة القديات شعبة الحبليات، ويمتاز بالعديد من الخصائص التي تميزه عن غيره من أنواع الأسماك، وبما أن اسم هذه السمكة باللغة العربية هو القد الأطلسي، فهنا يجب التفرقة بينه وبين أنواع القد الأخرى الموجودة في المحيط الهادئ على سبيل المثال.
هذه السمكة وجدت في الجانب الشمالي من المحيط الأطلسي، وهي سمكة مياه باردة تفضل دائمًا البقاء في القاع حيث تكون المياه باردة ومظلمة، كما أن هذا النوع من الأسماك له العديد من الفوائد الاقتصادية والغذائية التي تجعله يستخدم في العديد من الأغراض، حيث يحتوي على الكثير من العناصر الغذائية مثل البروتين الذي يوجد به بنسبة عالية مقارنةً بأصناف الأسماك الأخرى.
كما يحتوي أيضًا على مجموعة من الفيتامينات مثل فيتامين أ وفيتامين د وكذلك عنصر الأوميغا 3 والبعض من الأحماض الدسمة، ولتكون الإجابة عن سؤال ما هو سمك القد أكثر شمولُا، سيتوجب علينا ذكر أهم الخصائص التي تخص هذه السمكة، وهذا ما سنتطرق إلى ذكره من خلال الفقرات التالية.
اقرأ أيضًا: لماذا يعيش السمك في الماء
وصف سمكة القد
ضمن الإجابة عنت سؤال ما هو سمك القد يكون من أول ما يجب التعرف عليه هو الوصف الخارجي لهذه الفصيلة، فهناك الكثير من الألوان المختلفة لسمك القد ومنها الأحمر والأخضر والبني وما يتراوح بين اللون الرمادي واللون الأخضر.
وفي الجانب السفلي لها يلاحظ أن لونها يكون أفتح، أما في منطقة البطن فيكون لون هذه المنطقة أبيض تمامًا، تمتلك هذه السمكة ثلاثة زعانف وليس اثنتين وتلك الزعانف موجودة في ظهرها، زوج من هذه الزعانف مكانه في منطقة الصدر والأخير مكانه في منطقة الشرج.
عند رؤية سمك القد في الواقع نجد أنه يمتاز بوجود بقع داكنة عن لونه الطبيعي على كلا الجانبين، وكذلك يوجد خط أبيض يصل ما بين الذيل وحتى فتحة الخياشيم، وظيفة هذا الخط هي كشف حركة المياه والاهتزازات التي تحدث بها، وفي جمجمة سمك القد نجد أن هناك مجموعة من الحلقات تعرف باسم غبار الأذن، وفائدة هذه الحلقات أنها دالة على عمر هذه السمكة.
مكان انتشار سمكة القد وبيئة نموها
يختلف المكان الذي يوجد به أسماك القد حسب نوعه وفصيلته، ففي حال كان سمك القد المقصود هو سمك القد الأطلسي فكما سبق وذكرنا أن هذا النوع يفضل العيش في البيئة العميقة والباردة من المياه، ولكن لا تقتصر أماكن تواجده على المحيط الأطلسي فقط، بل يمكن إيجاده في كلٍ من المحيط الهادئ وألاسكا وبعض مناطق المياه الروسية، وفي الغالب تكون البيئة التي ينمو بها كافة أصناف سمك القد هي بيئة واحدة.
بالنسبة لقد المحيط الأطلسي فإنه يتواجد على عمق من 6 إلى 61 مترًا من سطح المياه، أما القد الموجود في المحيط الهادئ فقد يكون على عمق 900 متر من سطح المياه وذلك لأن عمق مياه المحيط الهادئ أكبر من الأطلسي، أي أنه مهما اختلف عمق المياه نجد أن هذه السمكة لا يمكنها أن تعيش أو تتغذى سوى في باطن المياه.
دورة حياة أسماك القد وتكاثرها
من المتعارف عليه أن الأسماك تتكاثر بالبيوض، وبالنسبة لسمك القد نجد أن دورة تكاثره تتم عن طريق بعض المراحل التي تتمثل فيما يلي:
1ـ البحث عن منطقة التكاثر
في البداية يجب أن يجد السمك المكان المناسب له ليتم عملية التكاثر، حيث يمكنه أن ينتقل عبر مسافات بعيدة جدًا ربما تصل إلى 322 كيلو مترًا في فترة تزاوجه، وعلى الرغم من أن طبيعته تسمح له بأن يتزوج في أي وقت خلال العام، إلا أنه ينتقل بغرض التكاثر في الفترة التي تكون فيها المياه دافئة وذلك في فصلي الشتاء والربيع، ويتم تزاوجها بدايةً من شهر يناير وحتى شهر أبريل.
2ـ مرحلة التزاوج
لكي يتم التزاوج يقوم ذكر سمك القد بفرد زعانفه للسمكة الأنثى وهذا نوع من الإغراء والمغازلة، وبعد أن يتم التزاوج تقوم الأسماك الإناث بوضع بيضها ولكن ليس دفعة واحدة إنما على دفعات، وتضع في المرة ما يقارب الخمسمائة مليون بيضة فتقوم الذكور بالتنافس لتخصيب هذه البويضات لكيلا تتعرض للهجوم والأكل من الأسماك الأخرى.
3ـ فقس البيض
لا يحتاج بيض سمك القد للكثير من الوقت ليفقس، حيث يمكنه ذلك في غصون 8 إلى 32 يومًا، وهنا تبدأ اليرقات الشفافة في الخروج من بيوضها لتبدأ سمكة القد المرحلة الثانية من حياتها، وتبدأ في التغذي على بعض العوالق النباتية والحيوانية، إلى أن يزداد حجمها فتصل تقريبًا إلى أربعين ضعف حجمها في الأسابيع العشر الأولى فقط من فقسها، وعندما تكمل السمكة عمر الستة أشهر تكون قادرة على تناول القشريات الصغيرة.
4ـ سن البلوغ لأسماك القد
تبدأ هذه السمكة بالنضوج جنسيًا عندما يكون عمرها متراوحًا ما بين العامين وحتى أربعة أعوام، ويكون طولها قد زاد إلى خمسين سنتيمترًا، وفي حال أتم القد عمر الثالثة عشر فمن الممكن أن يعيش في البرية ولكن ذلك حسب نوعه، وتعد مرحلة البلوغ من آخر المراحل التي يعيشها سمك القد.
من الجدير بالذكر أنه بالنسبة للقد الموجود في المحيط الأطلسي، فمن الممكن أن يظل حيًا في البرية لمدة 25 عامًا، أما قد المحيط الهادئ فيمكنه تحمل البرية لعشرين عامًا فقط.
اقرأ أيضًا: كم يعيش سمك الزينة بدون طعام
فوائد سمك القد لصحة الإنسان
في صدد إيجاد إجابة سؤال ما هو سمك القد، سيكون من أهم البنود التي يجب على كل شخص أن يعرفها عن هذا النوع من الأسماك هي الفوائد التي يمكنه أن يمد الإنسان بها مما يعمل على تعزيز صحته، ومن أبرز هذه الفوائد ما يلي:
1ـ تحسين صحة جهاز الدوران
نظرًا لاحتواء هذه السمكة على نسبة كبيرة من أحماض الأوميغا 3 فإن له دور هام في تعزيز الصحة العامة لجهاز الدوران في جسم الإنسان، حيث إن هذا العنصر من أهم العناصر الغذائية التي يحتاج إليها جسم الإنسان بشكلٍ طبيعي، فمن أهم فوائد الأوميغا 3 ما يلي:
- التقليل من الالتهابات التي تصيب الأوعية الدموية.
- العمل على تعزيز وتقوية سير الدورة الدموية في كامل الجسم.
- الوقاية من الإصابة بتصلب في الشرايين.
- وقاية الجسم من الإصابة بجلطات الدم وتخثره.
- إعادة نسبة الكوليسترول في الدم إلى النسبة الطبيعية لها.
- الحفاظ على نسبة ضغط الدم من الارتفاع.
- تقليل احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات.
2ـ الوقاية من الإصابة بالزهايمر
هناك بعض الدراسات التي أجريت والتي قالت إن الزيت الذي يتم استخلاصه من سمك القد له قدرة على التقليل من فرص الإصابة بمرض الزهايمر، حيث يعمل هذا الزيت على منع التلف الذي يصيب الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، وتناول سمك القد بشكل عام له إمكانية على الحفاظ على صحة وسلامة المادة الرمادية الموجودة في الدماغ، وبالأخص في أماكن الدماغ المسؤولة عن الذاكرة.
3ـ الوقاية من أمراض المفاصل
من الأمور المتعارف عليها أن التناول المستمر لزيت سمك القد أو لسمكة القد نفسها سواءً على هيئة مكملات غذائية أو وجبات يقلل من فرص الإصابة بأمراض المفاصل وبالأخص التهاب المفاصل.
ذلك لأن حمض الأوميغا 3 الموجود فيها يعمل على وقاية الجسم من الإصابة بالعديد من أنواع الالتهابات ومنها التهاب المفاصل، وفي حال سبق الإصابة به فإن هذه السمكة تعمل على التقليل من الأعراض التي تصاحب هذا الالتهاب.
4ـ فوائده للشعر والبشرة
نظرًا لاحتواء سمك القد على نسب عالية من الفيتامينات ومواد مضادات الأكسدة، نجد أن له فائدة كبيرة من حيث الحفاظ على صحة الشعر والبشرة، ومن أكثر المواد التي تعمل على ذلك هي فيتامين هـ وعنصر السيلينيوم، حيث يعملنا بشكل كبير على:
- تقوية الشعر ومنع إصابته بالتلف.
- الحفاظ على بشرة نضرة لامعة.
- حماية البشرة من الإصابة بالخطوط الرفيعة والكثير من علامات التقدم في السن.
- وقاية الشعر من التساقط على العكس بل إنها تعمل بشكل فعال على تحفيز عملية نموه.
5ـ تقوية عضلات الجسم
قد سبق وذكرنا أن هذا النوع من الأسماك يحتوي على نسبة كبيرة من البروتينات التي لها دور فعال في الحفاظ على قوة عضلات الجسم وبنائها وزيادة كتلتها، لذا نجد أن الكثير من الرياضيين يقومون بتناول أقراص زيت القد الذي تم استخراجه من كبد سمكة القد كنوع من المكملات الغذائية.
حيث يعمل هذا الزيت على دعم عضلاتهم ودعمها وفي حال القيام بأي تمارين رياضية قاسية، فإن هذا الزيت يعمل على سرعة التئام الجسم من الألم الذي يصاب به بعد التمرين.
6ـ الوقاية من الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي
تناول سمك القد بانتظام من دوره أن يساعد على حماية الجهاز التنفسي من العديد من الأمراض التي قد تصيبه ومنها الإنصمام الرئوي والوقاية من الشوارد الحرة التي تعد السبب الرئيسي في حدوث حالات الربو، كما يعمل عنصر السيلينيوم على تخفيف حدة الأعراض التي تظهر على المرضى الذين سبق لهم الإصابة بمثل هذه الأمراض.
7ـ تقوية الجهاز المناعي
بالطبع تعمل كل هذه الفيتامينات والعناصر الغذائية الموجودة في سمك القد على وقاية الجهاز المناعي بالجسم من الإصابة بالأمراض، كما أن تناول هذه السمكة باستمرار يعمل على تقوية الجهاز المناعي وجعله قادر على التصدي لأي مرض قد يهاجم الجسم في أي وقت.
8ـ الوقاية من مرض السكري
هذا النوع من الأسماك معروف بأنه يحتوي على نسبة قليلة من الدهون والكربوهيدرات التي تزيد فرص الإصابة بمرض السكري، وفي حال كان الشخص بالفعل لديه نسب عالية من الدهون أو الكربوهيدرات في جسده فهذه الوجبة تقيه من الإصابة بالسكري في المستقبل.
9ـ فوائد أخرى لسمك القد
هناك العديد من الفوائد الأخرى التي وجدت الدراسات أنها ذات تأثير إيجابي على صحة الإنسان الذي يتناول سمك القد، ومن هذه الفوائد ما يلي:
- تحسين جودة عملية الهضم.
- حماية الشخص من الإصابة بمرض فقر الدم.
- تحسين المزاج وزيادة الشعور بالسعادة.
- تقليل خطر الإصابة بأي نوع من السرطانات.
اقرأ أيضًا: لدغة حشرة السمك الفضي
أضرار تناول سمك القد
أحد أهم أركان الإجابة عن سؤال ما هو سمك القد هو التعرف على الأضرار المحتملة من تناول هذا النوع من الأسماك، والتي يجب على كل شخص أن يكون على دراية بها، وتتمثل أبرز هذه الأخطار فيما يلي:
- يجب الامتناع عن تناول هذا النوع من الأسماك في حالات الحمل، وذلك لأنه من الممكن أن يكون محتويًا على نسب كبيرة من الطفيليات أو من الزئبق، والذي قد تتسبب زيادته في أضرار للأم والأجنة.
- كأي نوع من المأكولات البحرية يحتوي سمك القد على نسب عالية من عنصر الزئبق، لذا يجب أن يتم تناوله باعتدال دون إفراط وذلك للحصول على الفائدة المرجوة منه دون التعرض لأي أضرار أو آثار جانبية عكسية.
- يحتوي هذا النوع من المأكولات البحرية على نسبة عالية من عنصر الصوديوم، لذا ننصح بتناوله باعتدال.
- في حال كان الشخص يعاني من حساسية تجاه المأكولات البحرية أو قد سبق له التعرض لها، فيجب عليه الانتباه لأن تناول هذه السمكة قد يؤدي إلى الإصابة بنوبات الحساسية الشديدة.
ما هو سمك القد هو أحد الأسئلة التي تطرح بكثرة في الآونة الأخيرة، وذلك لظهور المستخلص الزيتي المستخرج من كبد هذه السمكة والذي اتضح أن له الكثير من الفوائد والاستخدامات، ولكن ننصح بالاعتدال في تناول هذه السمكة لكيلا تتعرض لأضرار فرط تناولها.