علامات زيادة وزن الرضيع

علامات زيادة وزن الرضيع تُعتبر من أبرز المؤشرات التي تستند الأم عليها في سبيل معرفة ما إذا كانت الصحة العامة لصغيرها حديث الولادة جيدة أم لا، وفي واقع الأمر يستدل الأطباء على الوزن كمعيار له القُدرة على التعبير عن سلامة نهج النمو خلال هذه الفترة على وجه الخصوص، لذا قررنا عبر منصة وميض تعريفكم بأبرز هذه العلامات.

علامات زيادة وزن الرضيع

هُناك العديد من الدلائل والطُرق المُختلفة التي يُمكن من خلالها الوصول إلى مدى نمو الطفل الرضيع بالشكل الطبيعي، ولا شك في كون مُتابعة زيادة الوزن تُعتبر من أبرز هذه الطُرق والدلائل الظاهرية.

وجب علينا هُنا التطرق إلى كون الأطفال الرُضع يكتسبون الوزن ويزيدون في الحجم بعِدة أنماطٍ مُختلفة، ومن أبرز ما يُشكل الفارق في واقع الأمر هو كون الطفل يقوم بالرضاعة بشكل طبيعي من ثدي أُمه أو من خلال الزُجاجات الصناعية التي تُحاكي الثدي.

فحليب الأُم لا يُشبه أي مُركب آخر صناعي بلا أدنى شك، وقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية كون الطفل الذي يرضع من ثدي والدته بشكل طبيعي ينمو بمُعدل وصحة أفضل من نظيره الذي يستعمل الزُجاجات الصناعية.

فتميل هذه الفئة من الأطفال التي يتم إرضاعها بشكل طبيعي إلى زيادة الوزن خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الأولى من الولادة وبعدها الاستقرار بغرض النمو السليم والذي لا بُد وأن يكون بطيئًا ومُتمهلًا، وهذا أمر طبيعي على عكس النُقصان في الوزن بكل تأكيد.

فوجب هُنا التنويه إلى كون نُقصان الوزن غالبًا ما يكون إشارة إلى سوء التغذية أو الإصابة ببعض الاضطرابات التي غالبًا ما تكون بسيطة، وبشكلٍ عام هُناك علامات ودلالات عديدة يُمكن من خلالها الاستناد إلى كون حديث الولادة يزداد في وزنه أم لا، ومن أبرز ما يُشكل علامات زيادة وزن الرضيع ما يلي:

1- الزيادة الرقمية للوزن

بكل تأكيد تُعتبر أبرز علامات زيادة وزن الرضيع هي زيادة وزنه بشكل فعلي، ما يعني اختلاف الرقم الذي يظهر على الميزان مُقارنةً بالمرة الأخيرة التي تم قياس وزنه فيها، وفي واقع الأمر إجراء قياس وزن الطفل الرضيع يُعتبر أول ما يقوم به الطبيب، ووجب القول إن مُعدل زيادة الطفل الرضيع في الوزن يأتي في متوسطه على النحو التالي:

  • من 150 وحتى 200 جرام في الأسبوع خلال الشهور الثلاثة الأولى من الولادة.
  • من 100 وحتى 150 جرام في الأسبوع من الشهر الثالث وحتى السادس.
  • من 70 وحتى 90 جرام في الأسبوع من الشهر السادس وحتى إتمامه عامه الأول.

وجب هُنا التنويه إلى كون الأطفال في الأسبوع الأول من الولادة يفقدون ما يُعادل 10% من وزنهم، ويستعيدونه في غضون فترة تتراوح من أسبوعين وحتى ثلاثة أسابيع، ويتضاعف وزنهم حتى الوصول إلى الشهر السادس، وبمجرد بلوغ العام الأول يُصبحون ثلاث أضعاف ما كانوا عليه تقريبًا.

اقرأ أيضًا: وزن الطفل في الشهر السادس

2- جدول نمو النسب المئوية

من أبرز علامات زيادة وزن الرضيع التي يتم اللجوء إليها من قِبل الأطباء المُختصين هي ارتفاع مُنحنى نمو الطفل في جدول النمو بالنسبة المئوية، وهو الجدول الذي يُعرف باسم Growth percentile chart Z (GPC).

تتمثل هذه العملية في مُلاحظة الانحراف المعياري للنمو أسفل وأعلى المتوسط، ويتم الاستناد في المعايير الأساسية التي يتم تحديد المتوسط على إثرها في هذا الجدول إلى وزن الطفل بالنسبة لعُمره، جنسه من ذكرٍ أو أُنثى فمن المعروف أن الأولاد يكونون أثقل من البنات بنحو 1.5 مرة تقريبًا.

كما أن هذا الاختبار يستند في تحديد المتوسط الطبيعي لوزن الطفل ونموه إلى عِرق الرضيع حديث الولادة أو ما يُعرف باسم معيار السُكان المرجعيين لتحديد المُعدل الآمن والطبيعي للنمو.

3- مُلاحظة بعض الأمور الظاهرية

في واقع الأمر لا تقتصر علامات زيادة وزن الرضيع على الجانب الصحي والعلمي فحسب، بل هُناك بعض الأمور الظاهرية التي يُمكن للأم مُلاحظتها بشكل دوري، ويتمثل ذلك في صغر الملابس التي كانت تُلائم الطفل الرضيع في الأسابيع الماضية.

كما أن الشعور بالتعب أثناء حمله يُشير إلى كون وزنه قد زاد، وتشتمل العلامات أيضًا على زيادة حركته بشكل كبير عن السابق، فنشاطه يعني نموه وصحته بالإضافة إلى سلامة أعضائه وأجهزته الحيوية، ناهيك بكل تأكيد عن احتلاله لمساحة أكبر مما كان يشغلها في السرير أو الكرسي، كما من المُفترض أن يبدأ الطفل بالحبو، الجلوس ومن ثُم المشي.

النوم أيضًا يُعتبر من علامات زيادة وزن الرضيع، وخاصةً في حال ما استمر هذا النوم من المساء وحتى الصباح، فهذا لا يدُل إلى على كون الطفل يشعر بالشبع نتيجة الرضاعة وقد بدأ وزنه في الزيادة واحتاجت أجهزته إلى النوم بشكل أكبر.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن طفلي الرضيع طبيعي

4- العلاقة بين التبرز وزيادة الوزن

هُناك ارتباط وثيق بين زيادة وزن حديث الولادة وبين مُعدل إخراجه للبول والبُراز على حدٍ سواء من ناحية التكرار، الشكل بالإضافة إلى الكميات بكل تأكيد، وتم على إثر ذلك ومُلاحظته في دراسات وأبحاث علمية عِدة تم القيام بها الاستناد إلى الإخراج ليكون من علامات زيادة وزن الرضيع الثابتة، وقد لوحظ ما يلي:

  • في اليوم الأول والثاني من عُمر الرضيع: عادةً ما يُبلل الطفل حديث الولادة الحفاضات من مرة وحتى مرتين يوميًا.
  • بين اليوم الثاني والثالث: تزداد عدد المرات التي يُبلل فيها الصغير حفاضاته للتضاعف تقريبًا.
  • بدءًا من اليوم الثالث: يبدأ البُراز في التحول إلى لونٍ يميل لكونه أخضر بعض الشيء.
  • بدءًا من اليوم الرابع: تتضاعف عدد الحفاضات التي يُبللها الطفل الرضيع بشكل مهول لتراوح عند الحد الأدنى لها من 5 إلى 6 حفاضات.
  • ما بعد اليوم الخامس: تكثر عدد المرات التي يتبرز فيها الطفل الرضيع، فعلى مدار اليوم قد يتبرز من 3 وحتى 5 مرات على الأقل، مع العلم أن الحد الأدنى لحجم البُراز في المرة الواحدة يبلغ 2.5 سم.

هذه العلامات تُشير إلى كون الجهاز الهضمي الخاص به يعمل بكفاءة عالية على تحويل ما يتناوله إلى مواد مُغذية مع التخلص مما لا يحتاج له من عناصر عبر الإخراج، وهو ما يتسبب في نموه بشكل سليم خلال هذه الفترة وزيادة وزنه بطريقة ملحوظة.

اقرأ أيضًا: وزن الطفل في الشهر الثالث

5- تزايد طبقة الدهون تحت الجلد

في غالب الأحيان عندما يولد الطفل يكون الجلد الخاص به رقيقًا بشكل كبير، ويتزايد ذلك في حال ما كان من الخُدج الذين وُلدوا قبل بلوغهم الأسبوع الثامن والثلاثين أو الشهر التاسع.

فهذه الطبقات من الدهون التي تتشكل في الساقين الذراعين تُساهم في تدفئة الطفل في سبيل تخطي صدمة ما بعد الولادة، إذ إن هذا الطفل خلال مرحلة تواجده في رحم أُمه يكون في جوٍ دافئ ويُحيط به سائل يُقدم له كُل سُبُل التغذية.

ما إن يخرج يُصارع عالم يُعتبر بارد بشكل كبير وأكثر إزعاجًا مما اعتاد عليه، ويُمكن الاستناد إلى زيادة هذه الطبقة من الدهون لتكون من علامات زيادة وزن الرضيع.

كُل ما تم ذكره من علامات زيادة وزن الرضيع تُعتبر غير موثوقة بشكل كبير وإنما مرجعية لا تدل على شيء، لذا لا غنى عن التوجه إلى الطبيب المُختص وأخذ بعض النصائح منه والمعلومات حول كيفية الرضاعة، بالإضافة إلى تشخيص الطفل وإجراء ما يلزم من فحوصات خلال هذه المرحلة المحورية والحرجة في حياته.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.