كيفية احياء ليلة القدر
كيفية احياء ليلة القدر تكون لرغبة العبد في نيل رضا ورحمة الله تعالى، فليلة القدر لها الفضل الكبير الذي اتفق عليه كافة علماء الدين الإسلامي، وتبدأ في العشر الأواخر من رمضان، ومن المرجح أنها تكون الليالي الوترية بها ويرجح الكثيرون أنها تكون ليلة السابع والعشرين، لذا نعرض لكم أفضل طريقة إحياء تلك الليلة المباركة عبر منصة وميض.
كيفية احياء ليلة القدر
فضل ليلة القدر كبير على المسلمين، ففيها تم نزول القرآن الكريم على الرسول –صلى الله عليه وسلم-، فهي ليلة خير من ألف شهر، فقد خص لها سورة في القرآن الكريم باسم سورة القدر، وقال بها الله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [سورة القدر الآية 3].
بسبب الفضل الكبير لتلك الليلة على المسلمين فإنهم يلجؤون إلى أحب الأعمال لله تعالى والتي تكسبهم الثواب الكبير من خلال عرض كيفية احياء ليلة القدر في الفقرات التالية:
1- قيام الليل
أمر الله تعالى عباده بقيام الليل لما فيه من شرف لهم، فالتقرب من الله تعالى ينتج عنه الأجر العظيم الذي يتم الاستعانة به بمواجهة مشكلات الحياة.
يتم قيام الليل في الأوقات المباركة، مثل: شهر رمضان الكريم خاصة ليلة القدر، فق د قال النبي –صلى الله عليه وسلم- في ذلك الصدد:” مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ ” رواه أبو هريرة.
كذلك عمل الرسول الكريم على صلاة القيام في شهر رمضان الكريم مع الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، ثم تركها خوفًا من أن تكون فرضًا عليهم بعد ذلك، أو اعتقادهم بأنها لا تنفع إلا بالمسجد.
فقد كان النبي الكريم يصليها في إحدى عشر ركعة، وذلك في رواية السيدة عائشة –رضي الله عنها-:” ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً“، ولكن كان هناك بعضًا من الصحابة الذين كانوا يزيدون بها في عشرين ركعة.
فقد كان هناك من يصلي ثلاثًا وعشرين، وبرواية عن الإمام مالك كان منهم من يصلي في ستة وثلاثين ركعة، ولكنهم يرتاحون بين كل أربع ركعات.
لذا ظل المسلمون يصلونها إلى عهد عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- وهنا تم جمعهم على إمامين، وهم: تميم الداري وأبي بن كعب، ويتمكن المسلمين من صلاة قيام الليل بالمسجد بشهر رمضان المبارك بعد صلاة العشاء.
اقرأ أيضًا: كيف أعرف إني أدركت ليلة القدر
2- قراءة القرآن الكريم
أعظم شيء يمكن للمسلم إشغال نفسه به في شهر رمضان المبارك هو تلاوة القرآن الكريم في تدبر ودراسة؛ لأنه بذلك أخذ الرسول الكريم قدوة، حيث إن جبريل عليه السلام كان معرضًا للنبي –صلى الله عليه وسلم- للقرآن الكريم مرة كل عام، ولكن بالعام الذي توفي به قد زاره مرتين.
لذلك يستحب للمسلم في ليلة القدر الإكثار من قراءة القرآن الكريم والسعي في ختمه للحصول على الأجر الكبير، كذلك يمكن للراغب بذلك إحياء تلك الليلة بقراءة القرآن الكريم مع الأصدقاء والأقرب بالحلقات سواء بالمساجد أو المنازل لتلاوة ما تيسر منه.
فقد قال الرسول الكريم في ذلك الشأن:
” وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ” [رواه أبو هريرة].
3- التفرغ والاعتكاف
يعرف الاعتكاف بأنه بقاء المسلم في المسجد لكي يتفرغ لعبادة الله عز وجل، وفقط يؤدي الصلوات ويتلو القرآن الكريم لتحري ليلة القدر، ويعد الاعتكاف من السنن الثابتة بالسنة النبوية والقرآن الكريم، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
“…إنِّي اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوَّلَ، أَلْتَمِسُ هذِه اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ، فقِيلَ لِي: إنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ معهُ…” [رواه أبو سعيد الخدري].
من الآداب التي على المعتكف الالتزام بها هي تجنبه لغو الحديث إلا بحالة الضرورة، ويكون لخروجه من المسجد تفصيل نكره في النقاط التالية:
- الخروج من أجل حاجة ضرورية، مثل: غسل الجنابة أو الوضوء، أو قضاء حاجة، فتلك الأمور جائز الخروج بها حال عدم القدرة على فعلها بالمساجد.
- الخروج لأمر ينافي الاعتكاف، مثل: الخروج في البيع والشراء، ففيه تناقض لمعنى الاعتكاف.
- الخروج لأمر فيه طاعة ليست واجبة، مثل: زيارة المريض وحضور الجنائز، حيث لا يجب قيامه بذلك إلا بحالة زيارته للمريض أنس به أو يخاف من وفاته، ولكن يجب شرط ذلك ببداية الاعتكاف.
4- الدعاء لله تعالى
بينما نعرض كيفية إحياء ليلة القدر، فإن الدعاء أفضل ما يمكن أن يتم بها، لذا على المؤمنين اختيار أفضل الأدعية التي وردت بالقرآن الكريم وعن الرسول صلى الله عليه وسلم-، كذلك لا يمكن التقيد بأدعية معينة فيمكن اختيار المناسب لحالتك مثل الدعوة للنفس وللمعارف ولكافة المسلمين بشتى بقاع الأرض.
أما في ليلة القدر فإن الإكثار به واجب لأنها ليلة تم كتابة قدر العالم كله بها، حيث على المسلم السؤال عن العافية والعفو من الله عز وجل بالدنيا والآخرة.
اقرأ أيضًا: كلام عن ليلة القدر
5- العمل الصالح
في تلك الليلة يقدر الخير الوافر من الله تعالى، وذلك الخير لا يتشابه مع آخر في ألف شهر، فالعمل الصالح به أفضل من ألف شهر، ومن أبرز الأعمال الصالحة في تلك الليلة هي التالي:
- تأدية السنن والفرائض.
- إفطار الصائمين عبر دعوتهم أو إعداد وشراء الطعام وإرسالهم لهم، وبالتالي الحصول على الأجر العظيم.
- الانتظام في أذكار الصباح والمساء.
- الذهاب الى المسجد قبل الصلاة من أجل تأدية ركعتي تحية المسجد، والتجهيز للصلاة عبر الانقطاع من مشاغل الدنيا.
- التعجيل بالإفطار والدعاء به.
- بر وطاعة الوالدين والتقرب منهما، مع مشاركة الإفطار سويًا وتقضية ما يحتاجونه.
- إخراج الصدقات أو توكيل إحدى الجهات الخيرية للقيام بذلك.
أهمية ليلة القدر
بينما نعرض كيفية إحياء ليلة القدر، نذكر أهميتها بسبب تفضيل الله تعالى لها عن سائر أيام العام، وذلك في النقاط التالية:
- نزول القرآن الكريم بها، وذلك دليل على عظمتها وشرفها.
- معادلة العمل بها لعمل ما يزيد عن ألف شهر، أي ما يتجاوز ثمانين عامًا، لذلك يكون العمل بها مضاعفًا.
- يعمل الله عز وجل على فتح أبواب المغفرة والرحمة لعباده مع مضاعفة الأجر، فقيامها من أسباب غفران الذنوب المتقدمة.
- تعد من الليالي المباركة بسبب نزول الملائكة بها إلى الأرض، وبالتالي انتشار السلام والخير والرحمة.
- ليلة فصل الأقدار حيث نزول اللوح المحفوظ لصحف الملائكة الكتبة، وتحتوي تلك الأقدار على قدر العباد بالدنيا مثل: الأجل والرزق والحوادث وما شابهها.
- نزول سورة قرآنية كاملة باسمها تعرف بسورة القدر، وبها ينزل جبريل-عليه السلام- مع الملائكة للأرض للتأمين على من أدعية الداعين إلى مطلع الفجر، ويظهر ذلك بقول الله تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [سورة القدر الآية 4-5].
اقرأ أيضًا: متى تبدأ ليلة القدر ومتى تنتهي
علامات ليلة القدر
في إطار عرض كيفية إحياء ليلة القدر، فهي توجد بإحدى الليالي الوترية بالعشر الأواخر من شهر رمضان المعظم، لذا نذكر علاماتها الصحيحة التي توضح يومها في النقاط التالية:
- صفاء وسكون السماء مع اعتدال المناخ حيث لا يكون حارًا ولا باردًا بشدة، وبالصباح يخرج شعاع الشمس المشابه للقمر بليلة البدر.
- راحة قلب العباد مع الشعور بالسكينة والطمأنينة ويكون نشطًا بتأدية العبادات أكثر من الليالي الأخرى بسبب إنزال الملائكة السكينة على المسلمين.
- إكرام الله تعالى بعض العباد بالشعور الداخلي بالموافقة على القيام في تلك الليلة بسبب إقبالهم الحسن على الله تعالى وكافة الطاعات.
إن ليلة القدر لها الفضل والأجر المضاعف عند الله تعالى، فهي خير من ألف شهر، لذا على المسلمين الزيادة من التقرب إلى الله تعالى بالدعاء والصلاة وكافة الأعمال الصالحة أملًا بمغفرة الذنوب ونيل الفردوس الأعلى.