أجمل ما قيل عن الخوف من الله
ما أجمل ما قيل عن الخوف من الله؟ وما فضل الخوف منه عز وجل؟ يُعرف الخوف بشكل عام على أنه اضطراب في نبضات القلب والإصابة بالفزع في بعض الأحيان، أما الخوف من الله تعالى فهو شيء آخر، يُمكن التحدث عنه باسم خوف العبادة، وهو نوع من الخوف الذي يدفع الإنسان إلى التقرب من الله وتجنب ارتكاب المعاصي، لذا من خلال منصة وميض سوف نعرض أجمل ما قيل عن الخوف من الله.
أجمل ما قيل عن الخوف من الله
يرتبط الخوف من الله بتعظيمه والتقرب له ومحبته والخضوع له والتذلل إليه، كما أنه يجعل الإنسان دائمًا ما يكون متجنب ارتكاب المعاصي والذنوب، لذا فإنه نوع من أنواع الخوف المحمود الذي ينجو بصاحبه بدلًا من أن يضره.
لكن يجب التفريق بينه وبين الخوف من الله من النوع المذموم، والذي يجعل الإنسان غير راغب في القيام بالعبادات والطاعات الخاصة بربه، وهو الأمر الذي يتطور ليصبح العبد قانط على حياته يائسًا منها.
في ظل الحديث عن أجمل ما قيل عن الخوف من الله يجدر بالذكر أن هناك نوعين منه، الأول هو الخوف من مقام الله، أي استشعار مراقبة الله لعباده، وقدرته على القيام بالكثير من الأفعال لمحاسبتهم، ولفهم الأمر بشكل أوضح فإن هذا الخوف يُقصد بالخوف من الوقوف بين يدي الله يوم البعث.
أما الثاني فيكون العبد خائفًا من وعيد الله، أي استحضار عذاب الله للعباد العاصين، ويخاف من أن يحدث معه مثلما حدث مع غيره من المستكبرين، لذا فإنه يخاف عذاب الله وعقابه تعالى، وجاء في ذلك قوله تعالى: “لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ” الآية 16 من سورة الزمر، لكن بشكل عام فإن أجمل ما قيل عن الخوف من الله يحتوي على أقوال لأشخاص بأعينهم، كما هو موضح في السطور التالية:
- محمد متولي الشعراوي: “الخوف من الله شجاعة، وعبادته حرية، والذل له كرامة، ومعرفته يقين”.
- القاسم بن محمد بن أبي بكر: “من خاف الله في الدنيا أمن عذابه في الآخرة”.
- أبو حفص: الخوف سوط الله، يقوم به الشاردين عن بابه، وقال: الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر وكل أحد إذا خفته هربت من إلا الله فإنك إذا خفته هربت إليه، فالخائف هارب من ربه إلى ربه”.
- عمر بن عبد العزيز: “من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء”.
- ابن كثير: “إلى خاف القيام بين يدي الله عز وجل وخاف حكم الله فيه ونهى نفسه عن هواها إلى طاعة مولاه ﴿فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات: 41] أي متقلبة ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء”.
- إبراهيم بن سفيان: “إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها”.
- أبو سليمان: “ما فارق الخوف قلباً إلا خرب”.
- فيودور دوستويفسكي: “لقد رأى أنني مستعد من أجله لكل شيء، ويعلم الله ماذا كانت تعني كلمة (كل) هذه في خيالي”.
- أحمد بهجت: “إن الخوف العظيم من الله يخيف الخوف ذاته من المؤمنين بعد ذلك، فلا يعود المؤمن يخشى بعد الله أحدا” وهي مقولة من أجمل ما قيل عن الخوف من الله تعالى.
اقرأ أيضًا: دعاء الخوف والقلق من شخص
أقوال السلف عن الخوف من الله
يُمكن العثور على أجمل ما قيل عن الخوف من الله تعالى في أقوال السلف، الذين يعتبرونهم المسلمين قدوة في كل شيء بما فيه طريقة الخوف من الله، حيث انتمت لهم الأقاويل التالية:
- عمر بن الخطاب: “لو أن لي طلاع الأرض ذهبًا لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه”، “لو نادى منادي من السماء: أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم إلا رجلًا واحدًا لخفت أن أكون أنا هو”.
- أحمد بن عاصم الأنطاكي: “من كان بالله أعرف، كام منه أخوف”.
- عبد الله بن عمرو بن العاص: “لأن أدمع دمعة من خشية الله، أحب إلىّ من أن أتصدق بألف درهم”.
- أبو سليمان الداراني: “أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل، وكل قلب ليس فيه خوف فهو قلب خرب” وهي واحدة من أجمل ما قيل عن الخوف من الله عز وجل.
- أبو حفص: “الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر، وكل أحد إذا خفته هربت منه، إلا الله عز وجل فإنك إذا خفته هربت إليه، فالخائف الهارب من ربه إلى ربه”، “الخوف سوط الله، يقوم به الشاردين عن بابه”.
شعر عن الخوف من الله
يوجد العديد من الأشعار التي تعتبر من أجمل ما قيل عن الخوف من الله تعالى، والتي قُمنا بذكر بعضها في السطور التالية:
- قول الشافعي
خف الله وارجه لكل عظيمة **ولا تطع النفس اللجوج فتندما
وكن بين هاتين من الخوف والرجا **وابشر بعفو الله ان كنت مسلما
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي **جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنْته بعفوك **ربي كان عفوك أعظما
وما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب، لم تزلْ **تجود وتعفو منّةً وتكرما
اليك إله الخلق ارفع رغبتي ** وان كنتُ ياذا المن والجود مجرما
فلولاك لم يصمد لإبليس عابد** فكيف وقد أغوى صفيُّك آدما
فلله در العارف الندب انه **تفيض لفرط الوجد اجفانه دما
يقيم إذا ما الليل مدّ ظلامه **على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصيحا إذا ما كان في ذكر ربه **وفيما سواه في الورى كان اعجما
ويذكر اياما مضت من شبابه **وما كان فيها بالجهالة اجرما
فصار قرين الهم طول نهاره **اخا السهد والنجوى إذا الليل اظلما
يقول حبيبي انت سُؤلي وبغيتي** كفى بك للراجين سُؤلا ومغنما
الست الذي غذيتني وهديتني** ولا زلت منانا عليّ ومنعما
عسى من له الاحسان يغفر زلتي **ويستر اوزاري وما قد تقدما
تعاظمني ذنبي فأقبلت خاشعا **ولولا الرضى ما كُنتُ يا رب مُنعْما
فإن تعفُ عني تعفُ عن متمرد **ظلوم غشوم لا يزايل مأثما
فإن تنتقم مني فلست بآيس ** ولو أدخلوا نفسي بجرم جهنما
وجرمي عظيم من قديم وحادث **وعفوك يأتي العبد اعلى وأجسما
حوالي فضل الله من كل جانب ** ونور من الرحمن يفترش السما
واني لآتي الذنب اعرف قدره **واعلم ان الله يعفو ترحما
وفي القلب إشراق المُحِب بوصله **إذا قارب البشرى وجاز الى الحمى
حوالي إيناس من الله وحده **يطالعني في ظلمة القبر أنجما
اصون ودادي ان يدنسه الهوى **واحفظ عهد الحب ان يتثلما
ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى **تلاحق خطوي نشوة وترنما
ومن يعتصم بالله يسلم من الورى** ومن يرجه هيهات ان يتندما
- قول الإمام أحمد
فـــــاز من سبــّــح والناس هجـــوع
يـدفن الرغبــــــة بين الضلــــــوع
ويغــشيه سكــــــون وخشــــــوع
ذاكـــراً الله والدمـــــع همــــــوع
سوف يغدو ذلك الدمـــــــع شمــــوع
أشعار أخرى عن الخوف من الله
عد إلى الله بقلب خاشع
وادعه ليلاً بطرف دامع
يتولاك بعفو واســـع
اقرأ أيضًا: لماذا خلق الله الخنزير
كيفية الخوف من الله تعالى
كما رأينا في أجمل ما قيل عن الخوف من الله أنه من أفضل ما يُمكن أن يمر به الإنسان، حيث ينجيه من الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات والذنوب المختلفة، لذلك قد يسعى البعض لمعرفة كيفية الخوف من الله تعالى.
جدير بالذكر أن تحقيق هذا الأمر في قلب المسلم يتطلب القيام ببعض الأعمال الصالحة، والتي منها ما هو جسدي، وآخر معنوي، ومن خلال السطور التالية سوف تفهم الأمر بشكل أوضح:
1- التفكر في أسماء الله تعالى
لن يتحقق الخوف من الله إلا بمعرفته حق معرفة، والتفكر في حقيقته، وهو ما اجتمع عليه أهل العلم عليه قائلين إنه كلما زادت معرفة الإنسان بالله عز وجل، زادت درجة خوفه منه، وحبًا له في نفس الوقت، لذلك يجب التفكر في أسماء الله تعالى وصفاته العُليا بشكل عميق لتحقيق الخوف منه.
2- النظر إلى الذنوب على أنها عظيمة
يجب أن يعلم المرء درجة قبح ارتكاب الذنوب، بل أن يكون على يقين بأن ارتكابها أمر قبيح جدًا، وهو ما جاء الدليل عليه في رواية عبد الله بن مسعود عن قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“إنَّ المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنه في أصلِ جبلٍ يخافُ أنْ يقعَ عليه وإنَّ الفاجرَ يرَى ذنوبَه كذبابٍ وقع على أنفِه قال به هكذا، فطار” صحيح الترمذي.
الغرض من هذه النقطة أن المؤمن الحقيقي يكون عالم بعظمة الله عز وجل، وهو بالتحديد ما يبعده عن التجاوز في ارتكاب الذنوب أو استمراره في القيام بذلك، حيث عني الحديث أن المؤمن يرى ذنوبه وكأنها جبل، وهو يخاف أن يقع عليه وهو في أسفله، ويرجع سبب ذلك إلى نظرته إلى ذنوبه على أنها أمر عظيم.
أما الفاجر فهو يرى ذنوبه وكأنها ذباب يطير، وهي حشرة صغيرة الحجم قليلة الشأن والقدرة على الأذى، لذا فإنه لا يرى أن ذنوبه عظيمة، كما أنه لا يدرك مدى الأذى الذي يُمكن أن يتعرض له بسبب تلك الذنوب، فعندما يتأذى منه يزيحه بيده ليطير وكأن شيئًا لما يحدث، وهو دليل على عدم امتلاك معصية الله هيبة في قلب الفاجر.
3- الحرص على قراءة القرآن الكريم
في ظل التحدث عن أجمل ما قيل عن الخوف من الله قد ذكرنا كيفية بث هذا الخوف في القلب من الأساس، ومن ضمن الأمور التي يجب اتباعها من أجل تحقيق ذلك هو قراءة القرآن الكريم بشكل متكرر، لكن ليس بغرض التلاوة، بل بغرض تدبر معاني آياته والتعرف على أحكامه وفهمها بعمق.
جدير بالذكر أنه من المهم أن يقوم المسلم بالتفكير المستمر حول آيات العذاب التي تبين مصير مرتكبي المعاصي والذنوب، كما أن لمن يتدبرون آيات القرآن الكريم مكانة خاصة عند الله تعالى، وقد اتضح ذلك من قوله:
“أولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً” الآية 58 من سورة مريم.
اقرأ أيضًا: قصص واقعية عن انتقام الله من الظالم
4- الإقبال على القيام بالطاعات
في ظل التعرف على أجمل ما قيل عن الخوف من الله يجدر بالذكر أنك إذا أردت أن تخاف من الله وتتقرب إليه عليكِ بتطبيق عباداته والقيام بطاعاته، مع الحرص على تجنب المعاصي والذنوب تمامًا، حيث يساعد هذا الأمر على تقوية القلب، وهو الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تثبيت الشعور بالخوف من الله في القلب.
5- حضور جلسات الذكر والموعظة
من المهم أن تقوم دائمًا بحضور جلسات الذكر والموعظة، ولا مشكلة في حضور الدروس التي تساعد على ترقق القلب وجعله أكثر لينًا.
6- التفكر في أحوال يوم القيامة
تُعد من أهم الخطوات التي يجب القيام بها من أجل تثبيت شعور الخوف من الله تعالى في القلب، حيث إنه من المهم معرفة أحوال الناس يوم القيامة، وكيف يكون حالهم في هذا اليوم.
7- دراسة حال الأمم السابقة
لا شك أن لدراسة حال الأمم السابقة دور كبير في تعزيز الخوف من الله في قلب المسلم، وكلما زادت معرفته بما فعل الله بالعُصاة والمذنبين، زاد الشعور بالخوف منه.
8- الإكثار من ذكر الله
تعتبر من أبسط الخطوات التي يُمكن القيام بها من أجل تعزيز الشعور بالخوف من الله تعالى في قلب المسلم.
9- معرفة ما أعد الله للخائفين منه
قد يحتوي أجمل ما قيل عن الخوف من الله بعض من نتائج الخوف منه، من ناحية ما أعد الله تعالى للخائفين منه، وجاء ذلك في قوله تعالى:
“إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ” الآية 2 من سورة الأنفال.
اقرأ أيضًا: تفسير قول الله يحفظك في المنام
10- العلم بضعف النفس
إذا أردت أن تخاف من الله عليك التأكد من أن نفسك شديدة الضعف أمام قدرة الله، وأنها قاصرة على أن تفعل أي شيء، بينما يُمكن أن يفعل الله ما يشاء في أي وقت وأي مكان، لذا كن على يقين بأن الله قادر على تسريع عقوبة نفسك والقيام بما يشاء فيها، ولا شك أن ذلك الأمر جدير ببث الشعور بالخوف من الله في قلبك.
11- دراسة سير الأنبياء
تُحدث دراسة سير الأنبياء اختلاف كبير في مدى الشعور بالخوف من الله، وكذلك الأمر في التعرف على أمور الصحابة، حيث إنهم كانوا يمثلون قدوة للمسلمين حتى في الخوف من الله، والسبب وراء ذلك كان قيامهم بالكثير من الأعمال الصالحة مثل الصدقة، والصيام، وغيرها الكثير، فإن ذلك كله جدير بأن يقوي القلب ويطهره ويقرب العبد من ربه، وبالتالي فإنه يساعد في الوصول إلى شعور الخوف من الله.
فضل الخوف من الله تعالى
من خلال ذكر أجمل ما قيل عن الخوف من الله يُمكن القول بأنه من أفضل الأمور التي قد تحدث للإنسان، لكن يتساءل الكثير حول هذا الأمر، ولِمَ يكن ذلك أمر جيد وليس سيء؟ وهو ما تم توضيحه من خلال ذكر فضل الخوف من الله تعالى، والذي يتمثل في النقاط التالية:
1- النجاة في الدنيا والآخرة
حيث ينجي الله الخائفين منه يوم البعث، وقيل إن ذرف الدموع خوفًا من الله ينجي من عذاب يوم القيامة، حتى ولو حدث هذا الأمر مرة واحدة في السنة، والدليل على النجاة في الدنيا والآخرة هو قوله -صلى الله عليه وسلم-:
“ثلاثٌ مُنجِياتٌ: خَشيةُ اللهِ تعالَى في السِّرِّ والعلانِيَةِ، والعدلُ في الرِّضا والغضَبِ، والقصْدُ في الفقْرِ والغِنَى، وثلاثٌ مُهلِكاتٌ: هوًى مُتَّبَعٌ، وشُحٌّ مُطاعٌ، وإِعجابُ المرْءِ بنفْسِهِ” رواه أنس بن مالك.
أيضًا رواية أبو هريرة عن قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“لا يَلِجُ النارَ رجلٌ بكَى من خَشيَةِ اللهِ حتى يعودَ اللبَنُ في الضَّرْعِ، ولا يجتَمِعُ غُبَارٌ في سبيلِ اللهِ ودُخَانُ جهنَّمَ” صحيح الترمذي.
اقرأ أيضًا: علاج العقل الباطن من الخوف
2- الظل في عرش الله
وعد الله عباده الخائفين منه بأن يظلهم في ظل عرضه، يوم لا ظل إلا ظله، وجاء الدليل على ذلك في رواية أبو هريرة عن قول النبي -صلى الله عليه وسلم:-
“سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ” صحيح البخاري.
3- شروط الإيمان
يُعد الخوف من الله أحد الشروط اللازمة للإيمان ويعتبرها الله أحد صفات المؤمنين، وجاء الدليل على ذلك في قوله تعالى:
“إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ” الآية 175 من سورة آل عمران.
4- الوعد بالجنة
وعد الله عباده الخائفين منه بالجنة، وجعل فيها ما يميزهم عن غيرهم من العباد، وهو ما جاء في قول الله تعالى:
“وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ” الآية 46 من سورة الرحمن، وأيضًا قوله تعالى: “وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ” الآية 40 من سورة النازعات.
أيضًا رواية أبو هريرة عن قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من خافَ أدلَجَ، ومن أدلَجَ بلغَ المنزلَ، ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ غاليةٌ، ألا إنَّ سلعةَ اللَّهِ الجنَّةُ” صحيح الترمذي.
5- الابتعاد عن المعاصي وارتكاب الذنوب
يعتبر من أبرز فضائل الخوف من الله تعالى على عبده، حيث يحمي العبد نفسه وغيره من الانحلال الخلقي، ووقع الظلم، والسرقة، والرشوة، والوقوع في العلاقات المحرمة، والكثير من الأمور الأخرى التي تمثل خطر دنيوي، وجاء ذلك في قوله تعالى:
“قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ” الآية 5-6 من سورة الأنعام.
اقرأ أيضًا: إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
6- تمكين المسلم في الأرض
جاء ذلك في قوله تعالى:
“وَقَالَ الّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنّ فِي مِلّتِنَا فَأَوْحَىَ إِلَيْهِمْ رَبّهُمْ لَنُهْلِكَنّ الظّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ” من الآية 13-17 من سورة إبراهيم.
أجمل ما قيل عن الخوف من الله تعالى من حكم وأقوال مأخوذة عن الفقهاء والأئمة من شأنها زيادة حب العبد لربه ورغبته في التقرب إليه.