تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف
تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف يمكن معالجته بالعديد من الطرق، حيث إن هذه المشكلة تنبع عن الخلل في الحالة النفسية وليس عن تضرر الحالة الصحية، لذلك من السهل سيطرة الآباء عليها دون الشعور بالقلق، فمن خلال منصة وميض سوف نذكر لهم أهم المعلومات عن تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف وكيفية علاجه.
تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف
إن الأطفال الأصحاء أي غير المصابين بأي مشكلة صحية أو مشكلة جينية يحاولون الوقوف على الأرجح عند بلوغهم الشهر الثامن من أعمارهم وذلك عبر الاستناد إلى الأم أو على أي شيء من حولهم لا سيما الأثاث.
كما قد يخطون بعض الخطوات الأولى لهم في هذه المرحلة العمرية وبالطبع بمساعدة الأهل، إذ يفيد الوقوف في الإشارة إلى أن الطفل مستعدًا للحركة لكي يكتشف العالم من حوله وكل ما هو جديد.
يستطيع أغلب الأطفال بدء المشي دون الحصول على دعم نسبيًا من عمر 12 إلى 15 شهرًا، إذ يعتمد الأمر على عدة عوامل ومنها التغذية السليمة والوزن.
ففي حالة إن بلغ الطفل عمر 15 شهرًا ولم يستطيع المشي لا داعٍ للقلق طالما لم يعاني من أي مشكلة صحية، فبعض الأطفال يبدؤون أخذ خطواتهم الأولى في عمر 17 شهرًا.
إذ يرجع السبب وراء ذلك تأثير العامل النفسي عليهم، فلقد شاع تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف، ويكمن الخوف هنا في تعرضهم للسقوط مسبقًا عند محاولة المشي والخوف من التأذي مجددًا.
أو ربما يكمن في رهبتهم من مواجهة العالم الجديد، فبعدما كانت حياتهم تقتصر على وجودهم في مساحة محددة أصبح المجال أمامهم مفتوحًا للتجول والانطلاق لمشاهدة أشياء أخرى جديدة غير التي اعتادوا رؤيتها قد تتسبب في شعورهم بالخوف.
لذلك في حالة ملاحظة الآباء بدء الطفل بالمشي ثم العودة مجددًا للزحف لا ينبغي فرض الاحتمالات السيئة والقلق منها حتى وإن لم يقدم على المشي بعدها.
بل يجب مساعدته على مواجهة مخاوفه وعدم إظهار العجلة له حتى يطمئن ويحاول المشي مرة أخرى، فمن الممكن معالجة مشكلة تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف بكل سهولة.
اقرأ أيضًا: كيف نساعد الطفل في المشي
متى يكون تأخر مشي الطفل مقلقًا؟
في حالة إن بلغ الطفل عمر السنتين أي 24 شهرًا ولم تبدي منه أي بوادر تدل على قدرته على المشي، فهنا لا ينبغي توقع إصابته بمشكلة تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف، بل يجب عرضه على الطبيب.
فهناك مجموعة من الأسباب تحول دون قدرة الطفل على المشي بعد سن الثانية وتتطلب المعالجة كما سنوضح لكم في النقاط التالية:
- نقص فيتامين د، وهنا يأخذ الطفل المكملات الغذائية الغنية به، ويُنصح الطبيب تعريضه لأشعة الشمس.
- الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة لا سيما مرض التهاب السحايا أو مرض التهاب الدماغ.
- أمراض الجهاز العصبي والتي تحدث على الأرجح إن تعرض الطفل عند ولادته إلى نقص الأكسجين.
- الأمراض العصبية المكتسبة بفعل العوامل الوراثية.
- بعض الأمراض العضلية، مثل مرض الحثل العضلي المبكر.
يمكن الاستدلال على أن حالة تأخر المشي غير طبيعية من خلال عدة أمور، وهي مشي الطفل على أطراف أصابعه فقط، أو وجود مشكلة واضحة في قدمه، أو اختلاف حركة أحد القدمين عن الأخرى.
اقرأ أيضًا: برامج تعليمية للأطفال عمر سنتين
علاج تأخر المشي لدى الأطفال بفعل الخوف
حتى يتم التغلب على تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف، يجب اتباع الطرق العلاجية الآتية:
- عند بلوغ الطفل لمرحلة الزحف يجب عدم منعه من اكتشاف المنزل وما به من الغرفات المختلفة، كما يجب عدم جذب انتباهه كلما ابتعد عن النظر حتى يستطيع إزالة الخوف من داخله حول الأماكن الجديدة.
- مع بداية فترة الوقوف يلزم مساعدته على القيام بذلك دون إهمال الأمر عبر الإمساك بذراعيه مع محاولة تدريبه على ثني الركبتين ببطء عند الجلوس فهذه أكبر مشكلات السقوط عند المشي.
- في حالة إظهار علامات استعداده للمشي يجب إسناده من أسفل الذراعين لدعم كامل جسده والسير معه ببطء، إذ يفيد ذلك في تعلمه المشي إلى جانب توفير شعور الاطمئنان وأنه لن يتعرض للأذى أو للسقوط طالما هناك من يمسك به.
- يفضل وضع الوسائد أسفل الطفل عند تحركه في المنزل دون الاستناد على الأثاث أو الحائط لكيلا يصاب بأي أذى عند وقوعه خلال خطو خطواته الأولى.
- تأمين المنزل للتغلب على خوفه من التعثر في أي شيء، وذلك من خلال إزالة السجاد إن أمكن مع عزل الحواف الخشنة والحادة.
- التشجيع الدائم له كلما أجرى أي خطوة أو مشي ولو خطوة واحدة وذلك عبر التبسم في وجهه إلى جانب التصفيق له، حيث سيتسبب الأمر في سيره لمسافات أطول.
- توفير الإضاءة المناسبة في المكان الراغب في اكتشافه.
- يمكن تركه واقفًا في غرفة ما والذهاب إلى غرفة أخرى، فدون وعي منه سوف يحاول المشي ليأتي إلى الأب أو الأم على عكس إن ترك جالسًا فسيصاب بالكسل عند محاولة النهوض للمشي.
- زيادة المسافة بشكل تدريجي بين الأثاث الذي يفضل الاستناد عليه، فذلك سيجعله يخطو الخطوات الكثيرة دون خوف.
علامات تدل على تهيئة الطفل للمشي
هناك مجموعة من العلامات الأساسية والتي تشير إلى أن الأطفال على وشك المشي، إذ ينبغي ملاحظتها والتعامل معها بحكمة حتى لا يتشكل الخوف لديهم، وهي كالآتي:
- سحب الطفل نفسه إلى الأعلى في محاولة الوقوف وذلك عبر استعانته بقطع الأثاث.
- السير عند وقوفه بضع خطواته، حيث يتطلب من الآباء مراقبته بهدوء ففي حالة تعرضه للوقوع لا يجب الصراخ حتى لا يفزع ويخاف فيما بعد من المشي.
- اتخاذ الخطوات السريعة والمستقلة ثم الوقوع للجلوس مجددًا.
- الوقوف وحيدًا دون داعم، فالتوازن أولى علامات التهيئة للمشي.
- البكاء بشكل متكرر مع تغيير الأنماط الروتينية للنوم، فهذا الأمر يشير إلى تطوره ونموه ودخوله لمرحلة جديدة في حياته.
- المشي بالاستناد على الألعاب المخصصة لذلك.
اقرأ أيضًا: تعلم النطق للاطفال سنتين
عوامل تبطئ قدرة الأطفال على المشي
إلى جانب تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف فهناك مجموعة من العوامل التي لها فاعلية في حدوث هذه المشكلة، ففي النقاط التالية سوف نذكرها لكم بالتفصيل:
- استخدام المشاية، فهذه من أكثر العادات الخاطئة حيث إنها لا تساهم في تقوية عضلات ساق الأطفال كما تعتقد بعض الأمهات، كما تسبب في تأخر المشي لاعتياد الطفل عليها وإيجادها الوسيلة التي تجعله يخطو بسهولة وبسرعة، ناهيك عن تسببها في فقدان قدرته على الحفاظ على توازنه لتسببه في جعله لا يستطيع الوقوف دونها.
- إفراط الأم في الحذر، فهناك بعض الأمهات التي لا تستطيع استيعاب فكرة أن الأطفال معرضون للسقوط عند محاولة المشي مما يجعلهن لا يحفزونهن على المشي بدلًا من تهيئة المكان لهم وإزاحة ما يعترض طريقهم حتى يتعلموا بسهولة وبسرعة.
- قلة الدوافع، فإن لم يجد الطفل ما يشجعه على اتخاذ خطوة المشي لا سيما مسك الوالدين ليديه لمساعدته على القيام بها سوف يتكاسل عن القيام بتلك المغامرة.
- تأخر النمو، فليس شرطًا أن ينبع تأخر المشي عن السلوكيات الخاطئة من الطفل أو الأم، فمن الممكن أن يؤدي تأخر النمو إلى ذلك والإصابة بالعيوب الخلقية.
تأخر مشي الطفل إلى عمر سنة ونصف لا يشكل أي خطر على الأرجح، إذ إنه يكون بسبب الخوف ويتطلب من الآباء تقديم الدعم والتحفيز له حتى يتخطاه بسهولة، أما إن تأخر إلى عمر سنتين فهنا يكون الأمر غير طبيعيًا ويتطلب توفير استشارة الطبيب.