كفارة ضرب الطفل على الوجه
ما هي كفارة ضرب الطفل على الوجه؟ وما هي أضرار الضرب على الوجه؟ ففي الكثير من الحالات نجد أن الأهالي قد يلجؤون إلى ضرب الأطفال وتعنيفهم كنوع من أنواع العقاب، ونجد أن الضرب على الوجه من أكثر السلوكيات التي أصبحت شائعة، لذا ومن خلال منصة وميض سنعرض لكم كفارة ضرب الطفل على الوجه.
كفارة ضرب الطفل على الوجه
يعد ضرب الأطفال على الوجه من أكثر الظواهر الشائعة التي تحدث في المجتمع وفي الكثير من البيوت والأسر، حيث أصبح الكثير من الأهالي يلجؤون إلى الضرب وبالأخص الضرب على الوجه كنوع من أنواع التأديب أو العقاب، ونرى أنه في بعض الأحيان الأخرى قد تستخدم هذه الوسيلة كنوع من المزاح.
قال الكثير من التربويين والأخصائيين إن هذا التصرف من أكثر التصرفات الخاطئة التي يمارسها الأهل، حتى لو كان الأمر على سبيل المزاح أو اللعب، كما أنه من الأمور التي حذر منها الدين ووضع لها أحكام، أما عن الكفارة فلم توضع كفارة محددة في الدين لمثل هذا الأمر، بل إن الدين قد نهى عنه وهو من الأمور المكروهة، أما عن كفارة ضرب الطفل على الوجه فمن الممكن أن يعود الوالد في فعلته ويعتذر للطفل، أما الدين فلم يحدد كفارة معينة.
على الجانب الآخر هناك أحد الآراء التي قالت إن كفار الضرب على الوجه إذا ترك الضرب أثرًا بالاحمرار أو ما إلى ذلك هي دينار ونصف ذهبي، ولكن هذا الرأي غير مرجح فلا يوجد من القرآن أو السنة ما يؤكد صحته.
اقرأ أيضًا: طرق معاقبة الطفل على السلوك السيئ
حكم الدين في ضرب الطفل على الوجه
وجه الإنسان سواءً كان كبيرًا أو صغيرًا في السن وأيًا كان الموقف هو شيء مقدس، خلقه الله سبحانه وتعالى لبني آدم وكرمه به، لذا فإن الوجه هو جزء مكرم لا يجب على الإنسان أن يهينه مهما وجد أن الموقف يستدعي ذلك، كما أن الرسول محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد نهى تمامًا عن الضرب على الوجه حتى في القتال.
يرجع السبب في رفض الدين للضرب على الوجه هو ما يحمله هذا الفعل إهانةً للمضروب، كما نقل عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه من الأفضل تربية الأبناء بالرفق والمعاملة الحسنة والتفاهم، ولا يعني التساهل التسيب التام وترك الحبل على الغارب للأبناء، بل يجب الاعتدال في طريقة التربية كي لا تميل إلى العنف.
اقرأ أيضًا: السن المناسب لتعليم الطفل الحروف والأرقام
أضرار ضرب الأطفال على الوجه
بعد التعرف على كفارة ضرب الطفل على الوجه، وحكم الدين من هذا الفعل، من الجدير بالذكر أن أحد الأسباب التي جعلت هذا الفعل غير مستحب هو كونه له العديد من الأضرار على الطفل أو الشخص المضروب أيًا كان، ولكن هذه الأضرار قد تظهر أكثر على الأطفال نظرًا لضعفهم، لذا ومن خلال الفقرات التالية سنتعرف إلى بعض هذه الأضرار ومنها:
1ـ الإضرار بالأغشية المتداخلة
قد يبدو الأمر عاديًا لدى البعض وليس له آثارًا سلبية على جسم الطفل المعرض للضرب، إلا أن هذا الأمر وتكراره قد يكون سببًا أساسيًا في إلحاق الضرر بالأغشية المتداخلة التي تكون موجودة بجانب الأذن، والتي في حال أصابها الضرر فقد يتبعها وجود تلف بخلايا الجهاز العصبي كأحد الآثار الجانبية لتلف الأغشية المتداخلة.
2ـ متلازمة هز الطفل
قد يكون الضرب على الوجه أيضًا أحد مسببات الإصابة بما يسمى متلازمة هز الطفل، والتي تحدث نتيجة تكرار الصفع على الوجه أو تعنيف الطفل وهزه، وهذه الظاهرة ينتج عنها حدوث خلل في النشاط الكهربي للمخ وبالتالي قد يصاب الطفل باضطراب في حاستي السمع والتحدث، وفي بعض الحالات من شدة قوة الصفعة وتكرارها قد يودي ذلك الفعل بحياة الطفل.
اقرأ أيضًا: أسس تربية الطفل في عمر سنتين
3ـ ترك تأثير سلبي على نفسية الطفل
ممارسة العنف المستمر والضرب على الوجه والجسم تجاه الأطفال من أكثر ما قد يسبب لهم تشوهات نفسية لا يمكن معالجتها وقد يكبر الطفل بداخله عُقد نفسية من الطريقة التي كان يعامل بها في طفولته، وهذا الضرر قد يكون أشد خطرًا من الأضرار الجسدية حتى، ومن أبرز التأثيرات النفسية السلبية على الأطفال ما يلي:
- يبدأ الطفل في تعلم العنف، ويرى أن هذه الطريقة هي الطريقة التي يقوم من خلالها بمواجهة المشكلات التي تقابله في حياته سواءً مع الأصدقاء أو الأهل أو غيرهم.
- تكون الثقة بالنفس لدى الطفل الذي يعرض للضرب والإهانة منعدمة، فالمصدر الأساسي لشعور الطفل بالثقة في النفس هو بيته، فعندما يتعرض الطفل للضرب في البيت فإنه يشعر بالإهانة كما أنه لا يكون قادر على الدفاع عن نفسه، لذا تقل ثقته بنفسه وتنعدم بتكرار هذا الفعل.
- شعور الطفل بالإهانة عند تعرضه للضرب لا يترك لديه إنطباع الإهانة وقلة الثقة بالنفس فقط، بل إن عقله الباطن يبني لديه فكرة عدم احترامه لذاته من الأساس، وبالتالي لا يكون هناك من يحترمه ممن حوله.
- على عكس ما يعتقد الأهالي أن ضرب الطفل قد يكون ذا نتيجة إيجابية، بل إن كل ما يتركه من أثر هو فساد العلاقة تمامًا بين الآباء والأبناء.
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ “إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتنب الوجه” [رواه أبو هريرة بإسنادٍ صحيح] فحتى في حال اللجوء إلى الضرب والتعنيف كحل، فقد نهى الرسول نهيًا قاطعاً عن الضرب والصفع على الوجه كما ورد في صحيح مسلم.